علاء عبد الهادى
علاء عبد الهادى


فضفضة

لغة أردوغان

علاء عبدالهادي

الخميس، 09 يناير 2020 - 04:35 م

ما هى اللغة التى يفهمها أردوغان؟
ليس دورى، ولا دور أى محلل سياسى، أو كاتب مقال أن يحول مقاله إلى حفل سباب فى المعتدى المتهور: أردوغان، لأنه أولا لن يقرأ، وإذا قرأ عن طريق تقارير سفارته أو أجهزته الإستخباراتية فهو لن يعى، لأن ما أقدم عليه، لم يكن عفو الخاطر، أو لحظة تهور، ولكنه مشروع يسعى لتنفيذه "واحدة واحدة"، وعلى العكس فسبه قد يسعده ويوهمه أنه على الطريق السليم وثانيا لأن هذا ليس مكان الرد عليه، فالرد بالسباب ـ وهو أهل له ويستحقه ـ ليس من أخلاق المصريين، ولا من شيم الكرام، ونحن أهل كرم وأصحاب فضل على الدولة العثمانية التى يتغنى أردوغان بماضيها، ونحن الذين علمنا أجداده أصول الصناعة وأسرارها، عن طريق أجدادنا الذين تم انتزاعهم قصرا من أم الدنيا وذهبوا بهم إلى الأستانة، وثالثا وهو الأهم لأن الرد على البلطجة والتلويح بالعنف، لا يكون بالكلام، فلكل مقام مقال.. والرد على رفع السلاح، والبلطجة، ومحاولة فرض الأمر الواقع لن يكون إلا بالمثل، وعندما ينتهى الكلام ويغيب الحوار فنحن أهل للدفاع عن مقدرات مصر وأمنها القومى وأمنها الاقتصادى..
أردوغان، مثله مثل جماعته، لا يتقن غير لغة العنف، ويتستر وراء ذلك بأحاديث يدغدغ بها مشاعر السذج، مصورا نفسه وتركيا بأنها حامية حمى الإسلام والمسلمين، وبأنه هو الذى يدافع عن الحقوق الفلسطينية، والواقع يقول غير ذلك، وعلاقاته مع إسرائيل شاهدة على ذلك، ليس مطلوبا من مصر أن تقف موقف المتفرج، وتركيا تجيش جيوشها، وتنقل معاركها وإرهابييها ودواعشها إلى حدود مصر الغربية، أو أن تكتفى بالإدانة والتنديد أو أن تولول على الشرعية التى انتهكها ممثل حكومة الوفاق الذى راح فى سابقة خطيرة يدعو تركيا لكى تحتل بلاده!!.. ولا مطلوبا من مصر أن تقف عاجزة عن حماية حقوقها الاقتصادية، أو مكتوفة الأيادى وهناك من قد يفكر بالتحرش بهذه الحقوق فى حقل ظهر، أو غيره من حقول البحر المتوسط، ولن تكون قليلة الحيلة وهناك من يفكر فى العبث بحدودها الغربية وأمنها واستقرارها.. ولأن لمصر قائد ورئيس يدرك مسئولياته، ووراءه جيش، بفضل الله، وبفضل وعى وقوة أبنائه ووحدتهم، قادر على الردع، فقد قال هذا الجيش كلمته وأرسل الرسالة، بلغة يفهمها أردوغان.. المطلوب أن يعيها، ويعيد حساباته، حتى لا يصدق فيه قول العرب، "وعلى نفسها جنت براقش".

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة