كرم جبر
كرم جبر


إنها مصر

هواجس رجال الأعمال !

كرم جبر

السبت، 11 يناير 2020 - 07:37 م

 

رجل اعمال شهير قال لى إن سيطرة الدولة على المشروعات الاقتصادية خطر كبير، ومن الأفضل ان تترك كل شيء لرجال الاعمال والقطاع الخاص، فسألته: وهل كنا نجد رغيف خبز بعد احداث يناير، عندما توقف النشاط الاقتصادى وهاجر رجال الاعمال بأموالهم إلى الخارج؟
من الذى تدخل لإنقاذ البلاد من مسلسل الأزمات المتلاحقة: اختفاء ألبان الأطفال، الدواجن، اللحوم، الزيت، السكر، الشاى، الأرز وغيرها، وكنا نعيش أزمة وراء أزمة تمس المتطلبات الاساسية للناس؟
من الذى تحمل مصر فى شدتها، بعد ان انكمشت الاستثمارات وتعامل رجال الاعمال بنفس قوانين المكسب والخسارة، فى ظروف استثنائية كانت تقتضى ان يكونوا شركاء فى السراء والضراء وليس السراء فقط؟
ضربت مثلا بمدينة العلمين الجديدة، وعندما طرحتها الدولة على المستثمرين اشترط بعضهم الحصول على الاراضى مجانا مزودة بالمرافق، وطلب البعض امتداد التنفيذ إلى ١٥ سنة، وآخرون بالحصول على قروض من البنوك بفوائد مخفضة، وهكذا وصلت المطالب إلى حد التشدد المبالغ فيه.
وقلت لو اتبعت الدولة نفس السياسات القديمة، ما قامت لمصر قائمة، وأصبحت الأزمات المتلاحقة جزءا من الحياة اليومية، ولتشاجر سكان مصر الجديدة - مثلا - على خراب شوارعهم والمرافق، بدلا من الضيق من تحويل المرور فى بعض الشوارع، واحداث نقلة حضارية غير مسبوقة.
ولماذا تزداد الشكوى من الضوابط القانونية العادلة، التى تمنع استباحة أراضى الدولة وثرواتها؟
وجهه نظر رجل الاعمال الشهير ان الدولة يجب أن تتفرغ لمهامها كدولة، وتترك النشاط الاقتصادى للأفراد.. كلام جميل ولكن معظم المشروعات الآن تتكلف عشرات بل مئات المليارات، وتفوق قدرات المستثمرين، ولن يقدموا عليها لان عائدها بطيء وغير مُغرٍ.
يتجاهل البعض أن مصر مرت بظروف استثنائية، قصمت ظهر الدول التى حولنا، ودمرت أوطانها وشردت شعوبها، بينما بلدنا ينمو ويكبر ويبنى ويعمّر ويسلح جيشه ويحارب الإرهاب بضراوة، وغيرها من الظروف الاستثنائية، التى دفعت الدولة لحماية شعبها سياسيا وأمنيا واقتصاديا، وكان البديل هو الخراب فى كل شيء.
«نحن شركاء»، شعار ترفعه الدولة وتمد يدها لرجال الاعمال والمستثمرين، للدخول فى كافة المشروعات والبلد يحتاج كل جهد مخلص، وقدمت مبادرات غير مسبوقة لإعادة تشغيل المصانع المتوقفة، وحل أزمات الديون والفوائد المتراكمة، وطرح مشروعات ضخمة ليتولاها القطاع الخاص، الشريك الاستراتيجى للدولة فى التنمية.
فى كثير من الدول يقف رجال الاعمال والمستثمرون فى الخطوط الأمامية للدفاع عن الأمن القومى لبلدانهم، وهم فى مصر كذلك ولهم أياد بيضاء، تزداد بياضا اذا عبروا فترة الهواجس والظنون، وشمروا عن سواعدهم.

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 
 

 
 
 

 
 
 

مشاركة