جلال دويدار
جلال دويدار


خواطر

تحويل الدعم العينى إلى مادى سـيكون إنجازا هائـلا للحكومة

جلال دويدار

السبت، 11 يناير 2020 - 07:38 م

 

خطوة ايجابية مهمة للغاية أن تفكر الدولة فى تحويل الدعم العينى الذى يحصل عليه المستحقون من خلال البطاقات التموينية إلى دعم مادى. هذا الامر ليس بجديد وانما تم بحثه ودراسته على مدى فترات متعددة ولكن لم يكتب له التنفيذ. كان وراء ذلك التخوف الذى تروج له جماعات المتربحين من النظام العينى .. بما يضمن تسرب جانب كبير من أموال الدولة إلى جيوبهم بوسائل غير مشروعة. ان وسيلتهم فى ذلك التحذير الوهمى من غضبة هؤلاء المستحقين الذين هم ايضا من ضحايا هذا الاستغلال. ما يحدث يتم من خلال الحصول من بعض هؤلاء المستحقين.. على جانب من مستحقاتهم بكافة الطرق نظير عائد مادى بخس ليتم بيعه بعد ذلك فى السوق السوداء بأعلى الاسعار.
حول هذا الشان أتمنى أن يتحقق ما صرح به د. مصطفى مدبولى رئيس الوزراء بأن الحكومة تبحث حاليا على ضوء ما تم وما سوف يتم من دراسات وصولًا إلى النظام الأمثل لعملية التحويل المشروط.. قال ان ذلك يجرى بالتنسيق مع عدة جهات للاتفاق على آلية التفعيل والتوقيت المناسب. لا جدال أن نجاح الحكومة فى التوصل إلى إقرار هذا النظام وتطبيقه سوف يكون إنجازا هائلًا يحسب لها لما سوف يترتب عليه من نتائج اقتصادية واجتماعية غير مسبوقة.
تقدير أهمية هذه الخطوة يرتبط بقيمة ما سوف يتحقق من ترشيد لمئات المليارات من الجنيهات التى يتكلفها هذا الدعم. هذه الاموال سيتم استخدامها من جانب الدولة للارتقاء بمستوى الخدمات الضرورية للشعب. كما هو معروف فقد بدأ هذا الدعم بعدة ملايين من الجنيهات منذ حوالى ستة عقود ليصل حاليا إلى مئات المليارات من الجنيهات.
من المؤكد ان التوصل إلى حل اجتماعى عادل ومتوازن لهذه المعضلة سوف يمثل اضافة فاعلة لبرنامج الاصلاح الاقتصادى الناجح التى تبنته القيادة السياسية. ان لدى الدولة تجربة ناجحة إلى حد ما تتجسد فى برامج المساعدات المادية التى تقدمها وزارة التضامن لقطاعات كبيرة من المستحقين.
كم أرجو ان تكون الدولة جادة هذه المرة فى مسيرتها نحو هذا الهدف حتى نهاية الطريق. لا شك ان ما قامت به وزارة التموين بقيادة وزيرها المخضرم د.على مصيلحي من عمليات ترشيد للدعم العيني يعد تمهيدا عمليا مفيدًا للإقدام على تحويل الدعم العينى إلى دعم مادى. هذا التحول ليس أمرًا جديدًا وانما هو نظام معمول به بنجاح كبير فى كثير من دول العالم.

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 
 

 
 
 

 
 
 

مشاركة