السبت، 11 يناير 2020 - 07:39 م

بعد ٥٠ عاماً فى خدمة الشعب العمانى الشقيق والأمتين العربية والإسلامية  رحل السلطان قابوس بن سعيد، رحل زعيم من أعز الرجال، ظل على مدار نصف قرن وفياً لمبادئه.. مخلصاً لوطنه وقاده لتحقيق نهضة شاملة، ملتزماً بسياسة متزنة وقف لها العالم بأكمله احتراماً.
الرجل العظيم كان قوة استقرار لا يستهان بها بمنطقة الشرق الأوسط الأكثر اضطراباً فى العالم، سياسة الحياد الايجابى كانت نهجه.. لا يتدخل فى شئون الآخرين ويحترم الجميع ويقوم بأدوار مهمة للتقريب بين كل الفرقاء ومحاولة إزالة الخلافات، كان قائداً حكيماً منح نصف قرن من عمره لوطنه مخلصاً للبناء والتعمير والنهضة ولأمته مؤمناً بوحدتها  وقدرتها على تجاوز التحديات.
فى مصر ترتبط سيرة السلطان قابوس بعشقه لمصر وأهلها.. ومواقفه الأخوية يسجلها التاريخ بحروف من نور.. فى حرب أكتوبر العظيمة كان مسانداً وأخا بكل ما تحمله الكلمة من معنى،  وعند توقيع اتفاقية كامب ديفيد التى أعادت لمصر أرضها كاملة رفض أن يقاطع مصر مع الباقين.. ولهذا لم يكن غريباً أن  يصفه الرئيس عبدالفتاح السيسى وهو ينعاه للأمة العربية بأنه كان الأخ والصديق، أخ تجده وقت الشدة وصديق لا يتخلى عنك فى منتصف الطريق.
المؤكد أن مصاب الأشقاء فى سلطنة عمان كبير وجلل فالرجل كان رمزاً لقوة ووحدة السلطنة على مدار نصف قرن، والأجيال تربت على حبه ورأت انجازاته تكبر أمام العيون.. فخالص العزاء لأسرته الكريمة وكل أفراد الشعب الشقيق.
وسيذكر التاريخ للسلطان قابوس أنه قبل رحيله أيضا وضع نظاماً ناجحاً لانتقال السلطة فى البلد الشقيق  بسلاسة ودون مشاكل، فبعد رحيله بساعات كان يتم الإعلان عن تولى السلطان هيثم بن طارق آل سعيد ابن عم الراحل زمام المسئولية سلطاناً للدولة الشقيقة.
والسلطان الجديد مواليد ١٩٥٤ ويمتلك خبرة كبيرة فى كل مجالات العمل السياسى والعام، فكان رئيساً للجنة رؤية المستقبل للسلطنة ٢٠٤٠ وعمل لسنوات طويلة بوزارة الخارجية حيث تولى مناصب أمين عام الوزارة ووكيل الوزارة للشئون السياسية ووزير مفوض، كما كان قريباً من ملفات الشباب والرياضة حين ترأس الاتحاد العمانى لكرة القدم، ومنذ ٢٠٠٢ تولى وزارة التراث والثقافة.
السلطان هيثم بن طارق يؤمن بمبادئ السلطنة الراسخة التى أرساها الراحل العظيم قابوس بن سعيد، وهو قادر على أن يقود الأشقاء لاستكمال مسيرة النهضة والبناء والرخاء وصولاً لتحقيق رؤية المستقبل ٢٠٤٠ كاملة.
رحم الله رجلاً قدم لشعبه وأمته كل ما يملك على مدار نصف قرن، ووفق الله السلطان هيثم بن طارق لتحقيق طموحات شعبه وأمته.