حمدى الكنيسى
حمدى الكنيسى


يوميات الأخبار

إنها فرصة العمر

بوابة أخبار اليوم

السبت، 11 يناير 2020 - 07:44 م

حمدى الكنيسى

لكن ذكاءه هذا خانه فجأة عندما لم يحضر الحفل الأسطورى الذى أقيم فى الغردقة.

هى فرصة العمر لرئيس تونس «قيس سعيد بأن يستثمر ردود الفعل البرلمانية والشعبية والإعلامية رفضا غاضبا لزيارة اردوغان ومعه وزير الدفاع ووزير الخارجية لتونس دون مقدمات، وما قيل عن اتفاق بتحالف مريب بين تونس وتركيا فى الأزمة الليبية مما أدى إلى إعلان عاجل بأن تونس لن تكون ممرا لأسلحة وميلشيات تركيا إلى ليبيا. لقد جاءتك يا فخامة الرئيس «قيس» الفرصة الذهبية لكى تبتعد فورا عن «حزب النهضة» الذى كان بالتأكيد وراء زيارة ذلك الاردوغان، فهل تلتقطها فعلا وتتخلص من شبهة الارتباط بهذا الحزب الذى يقوم دائما بدور «الوسواس الخناس» الذى يلعب فى أذن بعض الناس خاصة الذين ساندهم فى الانتخابات الرئاسية والبرلمانية!
انها فرصة العمر أرجو أن لا تضيع منك وأنت الرجل المثقف.. سارع بقطع علاقتك فورا بهذا الحزب.. يعنى -بالبلدى- اخلع منه قبل أن تصيبك بلاويه!!
وفرصة العمر لرئيس الجزائر
انها فرصة العمر لرئيس الجزائر عبدالمجيد تبون.. مهدت لها دعوة الرئيس السيسى له كى يزور مصر، ودعوته هو للسيسى كى يزور الجزائر، وهذه مقدمة واضحة لعودة العلاقات الوثيقة بين بلد المليون شهيد التى ساندتها ودعمتها مصر فى مقاومتها للاحتلال الفرنسى بكل قواها السياسية والإعلامية حتى انها دفعت ثمن ذلك باشتراك فرنسا فى العدوان الثلاثى ضد مصر وسقوط شهداء مصريين تضاف أعدادهم إلى زملائهم شهداء الجزائر.
ولتكن هاتان الدعوتان المتبادلتان بين الرئيسين  فرصة لتنسيق موقف مصرى جزائرى موحد وحاسم بدءا من التعامل مع أزمة ليبيا، ووصولا إلى تشكيل «جبهة أفريقية - عربية».. تصير دعما وسندا قويا للأمة العربية وتغلق الأبواب فى وجه المطامع والمخططات التركية وغير التركية.
و.. فرصة العمر «لملالى إيران»
أعتقد أنكم -يا حضرات الملالى- تدركون الآن حجم الخناق الأمريكى الأوروبى العربى الذى يحاصركم ويكاد يخنق دولتكم، وها هى ذى «فرصة العمر» قد لاحت لكم حيث مدت الولايات المتحدة الأمريكية يدها لكم بدعوتكم إلى مائدة المفاوضات وما تنطوى عليه من شروط غير معلنة سيكون من أهمها -بالتأكيد- التوقف عن مساعى التغلغل فى الدول العربية وإثارة القلاقل فيها بهدف السيطرة عليها وربما عودة الوجه «الفارسى» لإيران والنتيجة حتى الآن هى أنكم أشعلتم نار الصدام أو الصراع بين الشيعة والسُنة وغيرهما من المذاهب والعقائد مما أدى إلى ارتباك وترنح أكثر من دولة، وأساء إلى صورة الدين الحنيف. صدقونى -يا حضرات الملالى- إنها فرصة العمر لو نجحتم فى استثمارها سترفع المشنقة من حول رقابكم ويعود الاستقرار والتحرك على طريق التنمية واستعادة الإمكانيات الاقتصادية لإيران مع التمتع بحسن الجوار العربى وفوائده الكبرى.
فرصة العمر للسراج وبقايا حكومة الوفاق
سيكون منتهى الغباء إذا لم يدرك «فايز السراج» ومن تبقى معه من أعضاء حكومة الوفاق معنى ومغزى النجاحات المتوالية للجيش الوطنى الليبى فى معاركه ضد الميليشيات والعصابات مع كل ما جاءها من أسلحة ومعدات تركية، حتى أنه بقيادة الوطنى القدير «المشير حفتر» يسيطر الآن على أكثر من «95٪» من الأراضى الليبية بما فيها مؤخرا مدينة سرت وموانئ مصراتة والخمس وغيرها من المواقع الاستراتيجية مما أكد قرب تحرير واستعادة العاصمة طرابلس، يتم ذلك فى الوقت الذى توالت فيه تصريحات وقرارات دول أوروبية وعربية رفضا قاطعا للاتفاق المريب الذى وقعه السراج مع اردوغان، وتأييدا -بشكل أو بآخر- لإنجازات الجيش الوطنى.
أقول: سيكون منتهى الغباء إذا لم يدرك السراج وبقايا حكومته غير الشرعية هذه الحقائق الناصعة، ويسارعون إلى اقتناص فرصة العمر، الإعلان فورا عن الانسحاب من الاتفاق التركى المريب والمعيب، مع الاستعداد لقبول نتائج الواقع الجديد متمثلة فى إجراء الانتخابات التى تفرز نظاما ليبيا مدنيا ديموقراطيا ينقذ الدولة الشقيقة من حالة «الدولة الفاشلة» التى كادت تنزلق إلى الانهيار الكامل وبالتالى تتحول إلى أرض مستباحة لداعش وغيرها من التنظيمات الإرهابية التى نقلتها تركيا -علنا- من سوريا إلى ليبيا.
باختصار.. انها فرصة العمر التى قد تساعد فى إنقاذ السراج ورفاقه من تهمة الخيانة العظمى التى وصمهم بها البرلمان الليبى.. «ويا ويلك وسواد ليلك يا سراج واللى معاك لو أضعتم هذه الفرصة».
لهذا يكرهون بوتين
كانوا قد استراحوا من الاتحاد السوفيتى عندما نجحت مؤامراتهم فى اختراق القيادات واصطنعوا قائداً مثل «جورباتشوف» صاحب شعار بروستريكا، ثم قائدا مثل «يلتسين» وساهم الاثنان ومن سار فى دربهما فى تدمير الاتحاد السوفيتى، وتضاعفت سعادة الغرب وأمريكا عندما تولى يلتسين رئاسة روسيا وكان لا يفيق من السكر إلا ليسكر!! لكن الصدمة جاءتهم عندما تولى شاب تربى فى أحضان المخابرات الروسية، وامتلك عقلية متوهجة، وقدرة ثاقبة على التحرك واتخاذ أهم القرارات يحدوه فى ذلك الأمل والطموح فى احياء روسيا التى تستبعد مكانها ومكانتها بما يجعلها تستقطب من تبقى من دول الاتحاد السوفيتى وتجدد العلاقات الوثيقة مع دول كثيرة فى آسيا وأفريقيا وأمريكا الجنوبية، بصورة تختلف طبعا عن الصورة القديمة التى كانت مجرد حصن للشيوعية فكرا وعملا ومن نجاحاته فى هذا المجال مثلا اسراعه بدعم ومساندة ثورة ٣٠ يونيو بقيادة الرئيس السيسى بينما ظلت أمريكا وأوروبا تصفها بأنه انقلاب عسكرى، وبذكائه وعميق شخصيته يواصل بوتين تحركاته ومواقفه وانجازاته التى تساهم بشكل واضح فى أحداث وتطورات الشرق الأوسط وأفريقيا، وها هو ذا مثلا يلتقى مؤخرا مع أردوغان المهووس بحلم ولقب السلطان، ويدفعه إلى الموافقة على وقف إطلاق النيران فى ليبيا وكأنه لم يعلن منذ أيام قليلة عن تحركه لغزوها بدعوى مساندة حكومة الوفاق، وها هو ذا بوتين فى نفس الوقت تقريبا يطير إلى سوريا فى لقاء مفاجئ مع الرئيس بشار الأسد فى حوار هامس حول آخر التطورات فى «إدلب» وآخر التوجهات والمخططات الأمريكية. هكذا يواصل بوتين تحركاته وانجازاته السياسية والعسكرية والثقافية والاجتماعية، وهكذا يتواصل كرههم له علنا ومن خلال مؤتمراتهم الأوروبية!
الذكاء يخون «محمد صلاح»
لا مجال للشك إطلاق فى أن نجمنا العالمى محمد صلاح يتمتع بذكاء حاد ساعده فى تحقيق أعلى مستويات التفوق والتألق، لكن ذكاءه هذا خانه فجأة عندما لم يحضر الحفل الأسطورى الذى أقيم فى مصر «فى الغردقة» لإعلان وتكريم الفائز بلقب أفضل لاعب فى أفريقيا، وكانت المقدمات تقول إنه لن يكون من نصيب صلاح هذه المرة التى كان يتمناها ليستكمل ثلاثية الفوز باللقب، وأكدت المقدمات أن زميله ورفيق درب الأداء الكروى التهديفى الرائع فى ليفربول: «ساديو مانيه» يتجه اللقب إليه، كان المفترض والمتوقع أن يحضر صلاح الحفل ويشارك فى تهنئته وتكريمه. والاحتفاء به خاصة وأنه فى مصر، لكن نجمنا العالمى خانه ذكاؤه فلم يحضر وبالتالى أثار غيابه الأقاويل والتنسيرات المغرضة وانتقدته حتى الصحف الإنجليزية التى تتنافس فى الاشادة بـ»مو صلاح» خاصة أنه لم يجد ما يبرر به موقفه حتى لو كان ذلك يرتبط بمقاطعته شخصيا لاتحاد الكرة الذى أشرف على الحفل، أرجو أن تكون هذه آخر مرة يخون فيها الذكاء صاحبه محمد صلاح الذى يكفيه أن لديه -والحمد لله- رصيداً كبيراً من الجوائز فى الألقاب الدولية.. يعنى لم يكن هناك أى مجال لمشاعر الغيرة أو الضيق لغياب اللقب.
الذكاء يخون أيضا «أبوريدة»
فعلها الذكاء أيضا «عندما يخون» مع «هانى أبوريدة» رئيس اتحاد الكرة السابق الذى استغل موقعه فى الاتحاد الدولى «الفيفا» وتأثيره فى الاتحاد الأفريقى «الكاف» ليتقرر منح جائزة «أحسن اتحاد كرة للاتحاد المصرى»، مما أثار الدهشة والاستياء وتذكر الأخطاء الجسام لذلك الاتحاد وبالتالى أثار الانتقاد والسخرية من الاتحاد الأفريقى الذى انزلق إلى مجاملة ساذجة لا مبرر لها كما كان نقطة ضعف فى صورة الحفل الأسطورى الذى شهدته الغردقة بجهود وتضحيات رائعة من رجل الأعمال «الذكى» كامل أبوعلى.

 

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة