سفيرة كوبا بالقاهرة اثناء حوارها مع محررة بوابة اخبار اليوم
سفيرة كوبا بالقاهرة اثناء حوارها مع محررة بوابة اخبار اليوم


حوار| سفيرة كوبا بالقاهرة: نتعاون مع مصر لتنفيذ الطريقة الكوبية لمحو الأمية

هايدى الدسوقي

الأحد، 12 يناير 2020 - 03:46 ص

 



نقدر جهود الحكومة لتحسين الظروف المعيشية للمواطنين خاصة الأكثر فقراً

مصر بلد ساحر وأهلها يشبهوننا كثيرًا وأشعر معهم أننى فى بلدى

 نحتفل بالذكرى السبعين للعلاقات الثنائية.. والتبادل التجارى بيننا ضعيف




تتصف العلاقات بين مصر وكوبا بأنها علاقات تاريخية ترجع إلى عهد الرئيسين جمال عبد الناصر وفيدل كاسترو، إلا أنها شهدت فتوراً بعد تلك الفترة لسنوات طويلة، حتى شهدت تلك العلاقات تطوراً ملحوظاً خلال الفترة الرئاسية الأولى للرئيس عبدالفتاح السيسى، حيث شهدت تلك الفترة زيارات متبادلة بين البلدين، «الأخبار» أجرت حوارا خاصا مع سفيرة كوبا بالقاهرة تانيا اجيار فرنانديس لمعرفة آخر التطورات بين البلدين  ومناقشة القضايا ذات الاهتمام بين البلدين وإلى نص الحوار .

> العلاقات الدبلوماسية بين مصر وكوبا قديمة وترتبط ارتباطاً وثيقاً منذ كاسترو وعبد الناصر.. لماذا شهدت فتورا بعد ذلك؟
- بالفعل العلاقات بدأت منذ القدم، حيث أقامت كوبا علاقات دبلوماسية مع مصر فى 5 سبتمبر عام 1949، أى قبل عشر سنوات من انتصار الثورة الكوبية، لكنها توطدت مع الحكومة التى رأسها فيدل كاسترو فى كوبا، والرئيس جمال عبد الناصر فى مصر، حيث ساهم ذلك فى أن تأخذ العلاقات أكبر دفعة، ومن التفاصيل المهمة التى يجب أن نأخذها فى الاعتبار أن أول رحلة قامت بها قيادة الثورة الكوبية كانت إلى مصر وكان ضمنها إيرنستو جيفارا (تشى جيفارا) كما زارها راؤول كاسترو أيضًا مرتين، وأعتقد أن البلدين واجها تحديات مشتركة جمعتهما أكثر، كما أننا نحتفل هذا العام بالذكرى السبعين لإقامة العلاقات بين البلدين وتعترف كوبا بالمساهمة المصرية فى حركة بلدان عدم الانحياز، ودعم قضية الشعب الفلسطينى، فى الجهود المبذولة من أجل نزع السلاح النووى والعديد من القضايا الأخرى، ولا يمكن إعتبار العلاقة مع مصر سطحية، أو بها فتور لأن الشعبين شقيقان متحدان بتحديات واحتياجات مشتركة.
تعزيز العلاقات
> خلال زيارته لمصر، أعرب النائب الأول لوزير الخارجية عن رغبة بلاده فى تعزيز العلاقات بين البلدين على جميع المستويات خاصة التعليمية ..هل تم تنفيذ ذلك على أرض الواقع؟
- نعم، هذه كانت بعض الموضوعات التى تمت مناقشتها خلال زيارة النائب الأول للوزير عام 2018، وبالفعل يتعلم الطلاب الكوبيون حاليًا اللغة العربية بمصر، مما سيساعد الدبلوماسيين الشباب على تعلم تلك اللغة المهمة وبالتالى يمكنهم تطوير عملهم بشكل أفضل فى بلدان المنطقة، وهناك أيضًا طلاب كوبيون فى المجال الزراعى يجتازون دورة دراسية هنا، وفيما يتعلق بالتعاون فى المجالات الثقافية والتعليمية، فهناك مناقشات واستكشاف للموضوعات ذات الاهتمام المشترك وكذلك كيفية تنفيذها.
ونعتقد أن القضايا الثقافية والتعليمية هى قضايا مهمة، يقدرها الجميع، حيث يتمتع كلا البلدين بتاريخ ثقافى هائل وهناك اهتمام من كلا الجانبين بمعرفة الآخر وفيما يتعلق بالتعليم على وجه التحديد، نعتقد أنه أحد أهم القضايا والآن نحن نجرى محادثات مع  الحكومة المصرية حول كيفية التعاون ومتفائلون بشأن نتائج ذلك الحوار.
القضايا الأساسية
> كيف ترين العلاقات بين مصر وكوبا بشكل عام؟
- لدى كوبا سياسة خارجية مفتوحة لتعزيز العلاقات الدولية مع جميع البلدان على أساس الاحترام وتقرير المصير ومع مصر لدينا درجة عالية من التقارب فى القضايا المدرجة على جدول الأعمال الدولى، فى جنيف كما هو الحال فى نيويورك، تندمج كوبا ومصر فى التفكير فى القضايا الأساسية لجدول الأعمال الدولى، مثل حقوق الإنسان، والحق فى السلام، والموقف ضد انتشار الأسلحة النووية، والحاجة إلى حل عادل للقضية الفلسطينية، بناءً على قرارات الأمم المتحدة ذات الصلة.
> هل هناك زيارات رفيعة المستوى مرتقبة من الجانب الكوبى إلى مصر؟
- لا توجد الآن خطة قصيرة الأجل، لكن بكل تأكيد سيوجد لأنها جزء من تعزيز العلاقات، ومن المتوقع أن تكون هناك زيارات من الجانبين، وتاريخياً كانت هناك زيارات رفيعة المستوى قام بها مسئولون كوبيون لمصر، نتذكر أثناء تشى جيفارا وراؤول كاسترو، زار العديد من وزراء الخارجية مصر فى ظروف مختلفة وكذلك وزراء آخرون.
> هل يوجد تعاون فى قطاع الصحة..خاصة بعد إشادتكم بحملة الـ 100 مليون صحة التى تنفذها الدولة المصرية؟
- نحن نعمل بشكل مكثف للتعاون مع وزارة الصحة المصرية، لأن هذا هو أحد أهم المجالات التى نعتقد أنه يمكننا التعاون فيها، ليس فقط مع الأطباء، ولكن فى إنتاج وصناعة الدواء، كما سيشرف كوبا المساهمة فى تحسين الصحة العامة فى مصر ونقل تجربتنا، تحتل كوبا أعلى مكان فى المؤشرات لجميع البلدان النامية، وتتجاوز بكثير بعض البلدان المتقدمة، على النحو المعترف به من قبل منظمة الصحة العالمية والمؤسسات الأخرى، لدينا معدل وفيات الرضع يبلغ 3.9 لكل 1000 مولود حى، وهو واحد من أقل معدلات الوفيات فى العالم، أيضا، العمر المتوقع هو 79.9 سنة، واحدة من أعلى المعدلات فى جميع أنحاء العالم، هذا يدل على تطور مثير للإعجاب فى هذا المجال، وذلك على الرغم من العقوبات الصارمة التى تفرضها الولايات المتحدة على بلدنا وقد عملت كوبا فى 33 دولة إفريقية على تحسين صحة السكان، كما أننا نشارك إنجازاتنا مع الدول الأخرى من خلال التعاون الدولى ومشاريع المساعدة التضامنية، وقد حضر أكثر من 1.5 مليار مريض لتلقى الاستشارات، وإنقاذ أكثر من 6 ملايين و500 ألف شخص، وأكثر من 2 مليون و900 ألف عملية ولادة تم إجراؤها، وأكثر من 10 ملايين تدخلات كما قام المتخصصون الكوبيون بحفظ أو تحسين رؤية ما يقرب من 3 ملايين مريض من 34 دولة فى إطار برنامج «
Operation Miracle»، الذى تم بموجبه إجراء عمليات جراحية مجانية فى طب العيون ولدينا علاجات فريدة من نوعها فى العالم للعديد من الأمراض التى تصيب مصر أيضًا، مثل قرحة القدم السكرية وسرطان الرئة والبهاق.
محو الأمية
> كوبا لديها طريقة معتمدة من اليونسكو لمحو الأمية..هل هناك نية لنقل خبرتكم فى هذا المجال؟
- قامت كوبا بتطوير طريقة محو الأمية اعترفت بها اليونسكو، وهى سهلة التنفيذ والنتائج تبدو سريعة جداَ يطلق عليها اسم «نعم أنا أستطيع».
وقد حاز برنامج «نعم أنا أستطيع»، على جائزة الملك سيجونج لليونسكو، بتخرج 9 ملايين و530 ألف شخص فى أكثر من 30 دولة وأكثر من مليون فى مرحلة ما بعد محو الأمية، ونحن الآن نتبادل مع السلطات المصرية التعاون بهذا الشأن ومتفائلون بذلك.
> على الرغم من العلاقات السياسية الجيدة لكن العلاقات الاقتصادية ليست على نفس المستوى..ما حجم التجارة وأهم الواردات؟
- هذه حقيقة للأسف، إنها قضية غريبة، على الرغم من وجود علاقات سياسية ممتازة، إلا أن التجارة شبه معدومة يمكننى القول أن العلاقات التجارية غير موجودة تقريبًا، ليس لأنه لا توجد إرادة لدى أى من الطرفين للقيام بذلك، ولكنها عملية تدريجية استقرت فيها الأسواق ووصلنا إلى هذا الوضع الآن، لكن يجب علينا تصحيح هذا الوضع والعمل معا لتحقيق ذلك.
> كيف ترين الإصلاحات الاقتصادية والسياسية المصرية؟
- لا يمكننى تقييم الإصلاحات المصرية، ويجب أن يكون المصريون أنفسهم هم الذين يفكرون فيها ويقيمونها لأنه ليس من عادة الدبلوماسية الكوبية التدخل فى الشئون الداخلية للدول الأخرى، لكن ما يمكننى قوله هو أننا نقدر بشكل كبير استعداد الحكومة المصرية لتحسين الظروف المعيشية للسكان، بما فى ذلك القطاعات الأكثر فقرا، وأيضا هناك مؤشرات اقتصادية مشجعة للغاية وهناك نتائج ملموسة، حتى فيما يتعلق بقضية الصحة، فحملة 100 مليون صحة مثال على ذلك.
الإصلاحات السياسية هى أيضا موضوع بالغ الأهمية للمصريين، ولكننا لم نتفق أبدًا مع بعض الدول التى تعتبر قادرة على إخبار الآخرين بما يجب عليهم فعله، وكيف ومتى، وحتى أولئك الذين يمارسون هذه الممارسات يواجهون مشكلات داخلية ضخمة كما أننا نحترم حرية تقرير المصير للشعب، وأستطيع أن أؤكد لكم أننى أتمنى حظاً طيباً للمصريين وحكومتهم فى مساعيهم وفى النتائج التى يريدون تحقيقها، ودائما ستكون كوبا حاضرة للتعاون مع مصر عندما تفكر الحكومة فى القضايا التى تراها الأكثر ملاءمة للتعاون.
علاقات جيدة
> ما هى القضايا التى أثيرت خلال لقائك بالأمين العام لحركة فتح فى مصر؟
- لدينا اتصالات متكررة مع حركة فتح، كوبا صديقة ومدافعة غير مشروطة عن القضية الفلسطينية، عندما نلتقى نستعرض أهم قضايا الوضع فى فلسطين، وفى المنطقة، ونتحدث عن التحديات الأكبر والأكثر خطورة كل يوم، ولدينا أيضا علاقات جيدة جدا مع السفير الفلسطينى، ومع جمعية النساء الفلسطينيات، وفى جميع الأحوال عندما تستدعينا فلسطين، تكون كوبا حاضرة وستظل كذلك.
> تم عقد سلسلة من الاجتماعات مع عدد المسئولين المصريين..هل أبرمت أى اتفاقيات؟
- لدينا جدول أعمال مكثف للاجتماعات مع السلطات المصرية وناقشنا العديد من الموضوعات ذات الاهتمام المشترك، كما قلت من قبل، يصعب مرور أسبوع بدون انعقاد اجتماع أو أكثر مع مسئولين مصريين، وتوجد حالياً مقترحات فى مرحلة الدراسة فى العديد من الوزارات المصرية، ونأمل أن يتم توقيع العديد من هذه المقترحات كاتفاقيات ذات مصلحة متبادلة مثالا على ذلك، قضايا الرياضة، وإنتاج اللقاحات، والاتصالات السلكية واللاسلكية، وأيضا التجارة، فنحن متحمسون لتوقيع اتفاقيات متبادلة المنفعة لكلا الطرفين، وأستطيع القول أنه حتى الآن لم يكن هناك «لا» رداً على أى من القضايا التى ناقشناها وهذه بالفعل خطوة إلى الأمام.
تبادل الوفود
> كانت هناك مبادرة لتشكيل جمعية الصداقة البرلمانية المصرية - الكوبية لدعم التواصل البرلمانى بين البلدين..هل هناك خطوات فعلية؟
- إنه قرار اتخذه رئيس البرلمان المصرى وهو فى مرحلة التنفيذو لدينا علاقة ممتازة مع البرلمان ونريد أن نرفعها إلى مستويات أعلى، بما فى ذلك تبادل الوفود، كما أننا نتابع باهتمام المناقشات المهمة للغاية التى تجرى هنا فى البرلمان ونقرأ بعناية مقدار المعلومات المنشورة حول نشاط د. على عبد العال، من اللجان البرلمانية، للمناقشات العامة ويسعدنا أن يكون لديكم برلمان يناقش القضايا الأساسية فى البلاد.
> أخبرينا تفاصيل عن إقامتك فى مصر؟
- مصر بلد ساحر أحب التجول فى شوارعها، الناس يشبهوننا كثيرًا فى طريقة معيشتهم، فهم دائمًا على استعداد للمساعدة ولديهم دائمًا ابتسامة للإجابة عن سؤال، يعاملوننا كأصدقاء وهذا يجعلنى أشعر بأننى فى بلدى، كما أننى مهتمة بثروتها الثقافية القديمة، التى اكتشفتها تدريجيًا وأقدر تقديراً كبيراً عمل وزارة الآثار فى هذا الصدد، وأعرف التضحيات الهائلة التى تنطوى على إبقاء كل ذلك الميراث المذهل على قيد الحياة، فقد استمتعت بزيارة متحف القاهرة، والأهرامات، والمواقع الأثرية، والمناظر الطبيعية، والأديرة، أو ببساطة النظر إلى المناظر الطبيعية أو شوارعها، باختصار أحاول أن أعرف أكثر طوال مدة اقامتى وبالطبع المساهمة فى توطيد العلاقات أكثر بين كوبا ومصر، وهما الشعبان الشقيقان.

 

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 
 

 
 
 

 
 
 

مشاركة