كارثة بيئية على شاطئ الدخيلة
كارثة بيئية على شاطئ الدخيلة


علوم البحار تثبت ارتفاع الأمونيا.. وبرلمانى يتهم الصرف الصحي

«بوابة اخبار اليوم» تحذر من كارثة بيئية على شاطئ الدخيلة

أحمد سليم- أمنية حسني كُريم

الأحد، 12 يناير 2020 - 05:27 ص

 

على بعد أمتار من طابية الدخيلة التاريخية غربى الإسكندرية، بدت ملامح الكارثة واضحة لا تحتاج لتدقيق، فمياه البحر ورماله تميل إلى البنى الداكن، والرائحة الكريهة للصرف الصحى تزكم الأنوف مع كل موجة تلامس رمال الشاطئ.. كل ذلك جراء ملوثات تلقيها ماسورة صرف صحى ضخمة دون أى معالجة فى مياه البحر ليل ونهار، «الأخبار» تدق ناقوس الخطر وتبحث مع كافة الأطراف أسباب المشكلة والحلول.


لجان فنية
فى السابع عشر من شهر أغسطس الماضى، انتشر فيديو على صفحات مواقع التواصل الاجتماعى، يظهر فيه انتشار بعض الديدان على شاطئ الدخيلة، ما دفع محافظة الإسكندرية إلى تشكيل لجنة من المتخصصين لمعرفة أسباب المشكلة.


أزمة انتشار الديدان لم تكن سوى جرس إنذار لمشكلة مستمرة منذ سنوات حيث تكشف المخاطبات والمراسلات بين الجهات التنفيذية وأعضاء البرلمان عن وجود أزمة ليست فقط على شواطئ منطقة الدخيلة ولكن فى منطقة غرب الإسكندرية.


نتائج اللجنة التى شكلتها محافظة الإسكندرية جاءت لتتوافق مع روايات الأهالى، فمنطقة الدخيلة أصبحت تئن تحت وطأة الملوثات فيكشف تقرير أعده المعهد القومى لعلوم البحار -وحصلت الأخبار على نسخة منه- ارتفاع نسبة الأمونيا فى مياه البحر فضلا عن انخفاض نسبة ملوحة المياه بسبب وجود تلوث.


التقرير الأول الذى تم أخذ عيناته فى 18 أغسطس 2019، قال إن تصنيف الديدان واليرقات التى تم جمعها من منطقة شاطىء الدخيلة على أنها نوع من أنواع ذبابة المنزل والذى غالبا ما يرتبط بمصادر التلوث والقمامة.


أما الأخطر فقد كان إثبات انخفاض ملوحة المياه وارتفاع نسبة الأمونيا إلى حد غير مسبوق، والذى فسره الباحثون باحتمالية تواجد مصدر صرف صحى مباشر على البحر.


وأوضح التقرير:»أن التركيز المرتفع للأمونيا فى المنطقة هو المسئول عن وفاة العديد من الكائنات البحرية التى تم جمعها مثل سرطان البحر والأسماك وسمكة البطاطا.


ثبوت التلوث
دفعت نتيجة التحاليل الأولى المعهد لإجراء دراسة ثانية فى 28 أغسطس، للتأكد من حقيقة الوضع، وكشفت هذه الدراسة عن أربع نتائج رئيسية أولها اختفاء الديدان تمامًا ولكن الأهم استمرار ارتفاع الأمونيا وثبوت التلوث.. وكشفت النتائج أنه على الرغم من انخفاض نسبة الأمونيا من 140 إلى 45 ميكرومول فى اللتر إلا أنه مازال فإن هذا التركيز أعلى بكثير من المعدل الطبيعى.


«المشكلة ليست فى ماسورة الصرف الصحى أين تصب المياه؟.. ولكن المشكلة فى جودة المياه نفسها».. هذا ما كشف عنه حسن خير الله، عضو البرلمان.
وقال «خير الله» إن مشكلة مياه الصرف الصحى بمنطقة الدخيلة تتلخص فى محطة تنقية أرض الهيش والتى تصل قدرتها الاستيعابية 55 ألف متر مكعب فى اليوم فقط.


وتابع «خير الله»، قائلا:»فى حين أن ما يحدث حاليا على أرض الواقع هى أن المحطة تستقبل 95 ألف متر مكعب بما يعنى أن حوالى 40 ألف متر مكعب يتم صرفها على البحر مباشرة دون أى عمليات معالجة».


واقترح عضو مجلس النواب، أن يتم نقل تصرفات المحطة إلى محطة معالجة الكليو21 ذات القدرة الاستيعابية الأكبر فى حين يتم رفع كفاءة محطة أرض الهيش وبذلك يتم حل مشكلة التلوث بالشاطئ.


التمويل اللازم
من جانبه، نفى اللواء محمود نافع، رئيس شركة الصرف الصحى بالإسكندرية، أن يكون للشركة أى علاقة بانتشار الحشرات التى ظهرت خلال الصيف الماضى بشاطئ الدخيلة، قائلا: «الموضوع ملوش علاقة بالصرف الصحى والتقارير راحت للمحافظة».


وأوضح «نافع» أنه جرى عقد اجتماعات منذ ثلاث سنوات لحل هذه المشكلة ولكن الموضوع يتوقف على التمويل، مؤكدا أن ما ظهر على شاطئ الدخيلة هو يرقات ناموس ناتج على تحلل حيوانات أو إلقاء قمامة وليست بسبب مياه الصرف الصحى.

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 
 

 
 
 

 
 
 

مشاركة