محمد سعد
محمد سعد


أمنية

الامر ليس على ما يرام!

محمد سعد

الأحد، 12 يناير 2020 - 07:26 م

«كل شيء على ما يرام»، كانت هذه آخر كلمات قائد الرحلة 752 المتجهة من مطار الخمينى الدولى فى طهران إلى كييف عاصمة أوكرانيا، صباح 8 يناير وعلى متنها 176 من الركاب والطاقم.


بعد دقائق، تغير الوضع واتضح أن كل شئ ليس على ما يرام، إذ أصاب صاروخ إيرانى الطائرة وأسقطها على الفور واعترفت إيران رسميا، بإسقاط الطائرة الأوكرانية، وذلك بعد أيام من المراوغة شملت إرجاع سبب سقوطها إلى عطل فني، وادعاء تعطل الصندوق الأسود للطائرة.


التلفزيون الرسمى الإيراني، أكد أن الطائرة الأوكرانية التى تحطمت فى إيران الأسبوع الماضى حلقت قرب منطقة عسكرية حساسة وأُسقطت نتيجة خطأ بشري!.


وبنفس الاستهتار أضاف البيان أنه ستتم محاسبة الأطراف المسؤولة عن ذلك، كما أبرزت تصريحات الرئيس الإيرانى حسن روحاني، أن إسقاط الجيش الإيرانى لطائرة الركاب الأوكرانية مأساة كبيرة وخطأ لا يغتفر، وكذلك تصريحات وزير خارجيته محمد جواد ظريف، الذى حاول تحميل الولايات المتحدة مسؤولية الكارثة، إذ قال إنه يوم حزين، لقد خلصت النتائج الأولية لتحقيق داخلى أجرته القوات المسلحة أن خطأ بشرياً فى وقت أزمة نجمت عن النزعة الأمريكية واتخاذ قرارات سريعة مغامرة أدت إلى وقوع الكارثة.


وبنظرة سريعة على هذه الاخبار والتطورات فإن السؤال الأهم الآن بأى ذنب قتل 176 شخصا لا دخل لهم بالصراع التاريخى بين أمريكا وايران؟ تلك الأنفس التى راحت لا علاقة لها بأطماع الفرس فى أرض العرب ولا بطموحات ساستها الذين يتطلعون إلى حكم العالم والسيطرة عليه.


على الوجه الآخر من هذه التطلعات تجد تصريحات المسؤولين الإيرانيين ليست على مستوى الكارثة، فقد بدأت بالتحايل والهروب من المسؤولية ومحاولة إلصاق الكارثة فى العطل الفنى وتعطل الصندوق الاسود!، وعقب افتضاح أمرهم ذهبوا إلى أن ازهاق روح 176 نفسا بشرية يرجع إلى خطأ بشرى، ولم يتجرأ أحد منهم أن يقول الحقيقة أن الكارثة تكمن فى أطماع أبناء الفرس بالسيطرة على الشرق الأوسط.


الحقيقة الوحيدة أنه كان هناك قائد فارسى طائش الهوى يتجول بين الأمصار والأقطار العربية يخرب فيها الواحدة تلو الآخرى، يجند العملاء لنظام الملالى ويصفى الوطنيين والقوميين من أعداء «الملالى» لعدة سنوات، إلا أن حظه العثر اصطدم مع المصالح الأمريكية أو أنه تجرأ عليهم باستهداف قنصليتهم فى بغداد، فكان عقابه تصفيته ومن معه على أرض العراق عقب عودته من مأمورية خسيسة على أرض لبنان.


استشاط الملالى غضبا وغيظا على عقاب أمريكا له ولرجاله المغدورين فى الحادث، واستأذنوا أسيادهم فى واشنطن للرد على هذا العقاب بقذف قاعدة مشتركة على أرض الأنبار العراقية العربية، بل وطلب إجلاء الرعايا الأمريكان من القاعدة قبل القذف ليلقى العراقيون عقاب الملالى وحدهم ويدفعون الثمن بمفردهم.


- مسك الختام
أى خسة تلك التى تدفع إيران أن تستأذن أمريكا فى الرد على قتل رجلها، ويكون الرد على أرض العراق، ولكن لسوء حظهم يخطئ احد صواريخهم طريقه بدلا من أن ينزل على أشقائهم العرب ويضرب الطائرة الأوكرانية ويحصد أرواح من عليها جميعا.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة