مفيد فوزى
مفيد فوزى


يوميات الأخبار

عن الإعلام المحترف أحكى..

بوابة أخبار اليوم

الأحد، 12 يناير 2020 - 07:40 م

مفيد فوزى

وكانت صداقة رائعة ربطت المودة بيننا وعندما فصلنى النظام الناصرى أرسلت تقول لى «معك حتى مثواك الأخير»!!!!

فى اجتماع الرئىس برئيس الوزراء مصطفى مدبولى وبوزير الدولة للإعلام أسامة هيكل، طالب الرئيس بالإعلام المحترف.
وما كاد الرئيس ينطق عبارة «الإعلام المحترف» حتى أدركت أن رئيس مصر يطلب الاحترافية والمهنية فى إعلام مصر. أنه يطالب بذكاء التناول واستبعاد المباشرة غير المحببة وليس هناك كتب تنص على الاحترافية لانها  نابعة من الحس وكاريزما الشخصية وللمهنية أصول. ومثلما هناك لاعب محترف وطبيب محترف، ومهندس محترف، هناك الإعلام المحترف، وقد تتلمذت على أكثر من شخصية لأصل إلى مرتبة الاحتراف بالعمر والتجربة. تعلمت من سعد لبيب كيف أخاطب البسطاء فى «حديث المدينة» وأتكلم عن انجازات دولة كأنها قصة عاطفية وتعلمت كيف أخاطب الكفيف وكيف أخاطب المحكوم عليه بالإعدام وتذكرت أيضا منحه الله الصحة «مرجعية الاحتراف والمهنية» أسامة الشيخ. الفاهم المتواضع. تعلمت فن السؤال وتعلمت المعادل البصرى وتعلمت منه أن جفاف الحوار، طارد للمشاهد وان أى لقاء لابد له من نوافذ يتنفس منها بضحكة أو ابتسامة. تعلمت من أسامة الشيخ أيضا، أهمية الانحياز لرأى، فالحياد موت للاشياء وأن المحايد الوحيد هو قارئ النشرة مهما كانت تتضمن كوارث أو فواجع. أبدى أسامة الشيخ إعجابه بسؤال المفاجئ غير المتوقع أزرعه فى الحوار لأحصل على بوح وليس إجابة وقال: شخصية المحاور وثقافته وخبرته تصنع «إصغاء» ومن هنا «القدرة على التأثير»: قال لى أسامة الشيخ «بعض من يظهرون على الشاشات لهم ولهن «حضور» وبعضهم وبعضهن لهم  انصراف» وضحالة الفكر ليست مهنية. وركاكة السؤال ليس احترافيا. وكان المحترف الاعظم لارى كنج قال لى فى لقاء دبرته فايزة أبوالنجا «إن تصادق المشاهد هى رتبة تحصل عليها، فهو القادر أن يتابعك وتؤثر فيه وهو القادر- إن ضعفت وترهلت أدواتك، ان يكتب لك «نهاية لتاريخ الصلاحية».
أسامة الشيخ -المرجعية- يقول «نهر المعرفة وهوالكلمات زاد للمحاور» ومرة قلت بؤبؤ العينين، فقال لى: أقترب من الناس، أنت لاتخاطب جابر عصفور، أو فاروق شوشة.، أنت تخاطب أغلبية عددية وشرائح من المجتمع فعدلت السؤال «أمتى تلمع عينك؟». علمنى أسامة الشيخ أن «أدخل مدخلا انسانيا حتى لو كانت المقابلة مع جهبذ اقتصادى، فالمطلوب أن «تشتبك معه» أى يصغى لك والإصغاء فن فى الاحترافية. إن القدرة على التأثير فى الناس تحتاج كاريزما شخصية وثقافة فى نسيج الحديث ليس فيها استعراض ولا إدعاء. فالمشاهد عام 2020 صار ذكيا ويميز الإعلام المحترف من الاعلام «الذى يدق على رأسك» بإلحاح وهو إعلام يفتقد المهنية. أريد أن أقول ليس فى الإعلام  «كتب تعلمك الاحترافية» فهى رتبة تصلها.. بالخبرة والتجربة والخطأ والصواب.
وعندما كنت أظهر فى نايل سينما أطلب أسامة الشيخ أن يكون لى «طلة» على الشاشة، يصنعها المخرج المحترف الناجح عمر زهران. وأسامة الشيخ هو الذى رشحنى لبرنامج «مفاتيح» على دريم وهو الذى كلفنى بحوارات المذيعين فى برنامج «أسمح لى أسألك»، أشنها كلمة وفاء واحترام لقامة إعلامية مرجعية للإعلام المحترف الذى طالب به الرئيس «يريد إعلاما محترفا لمنسوب وعى عال مصرى»
إيهاب شاكر
مات صديقى الفنان إيهاب شاكر. غافلنا بانسحابه من دنيانا. كان مريضا ولا يستطيع الوقوف، وكنت أشعر بشوق بالغ لمقابلة «ايهاب وسميرة وشهد» تلك الأسرة الصغيرة المترابطة ولكنهم فى كندا عند شهد، وقررت أن أتتبع أخباره حتى يصل فاذهب إليه ونتذكر رحلاتنا البحرية وأهمها سافرنا أوروبا على باخرة مصرية تجارية هى نجمة السويس وقبطانها «أيس انسى» وكبيرضباطها «نشأت عثمان».
وغاب ايهاب طويلا فى كندا حتى فوجئت باسمه فى صفحة وفيات الأهرام وانخلع قلبى واستحضرته فى ذهنى وعرفت أنه لم يكن قادرا على الوقوف وأصابة الإحباط لعدم قدرته على الحركة ولم تعد تصلنا أخبار عن إيهاب ذلك الفنان الفريد صاحب الخطوط التى وصفها يوسف أدريس يوما «أنه يرسم احشاء الإنسان وما تحت جلده» غابت أخبار إيهاب وعندما كان فى مصر الجديدة كنت أؤجل زيارتى، حتى فاجأنى خبر.. الرحيل. وتربطنى بإيهاب صداقة شخصية وصداقة مهنية، فقد سافرنا معا وركبنا قطارات أوروبا معا. وتعرف على صديقتى النجمة إيمان التى قابلتنا هى وزوجها الألمانى على رصيف محطة قطارات ميونخ. ورأينا أوروبا معا ونشرت أربعة عشر تحقيقا يزين كل تحقيق ريشة إيهاب شاكر وفى مقتبل العمر والأحلام وخلو البال تعرفنا على النجمة الكبيرة الجميلة نادية لطفى وكنا نناديها باسمها «بولا محمد شفيق» وكانت صداقة رائعة ربطت المودة بيننا وعندما فصلنى النظام الناصرى أرسلت تقول لى «معك حتى مثواك الأخير»!!!! وضحكنا من قلوبنا وعرفنا زوج بولا القبطان عادل البشارى وأسرتها الفاضلة ورأينا أحمد البشارى وهو طفل وقد صار رجلا نجاحا. وفرقت الدنيا بيننا بالمشاغل والمسئوليات والزمن. لم تعد اللمة الجميلة قائمة. وانشغل كل منا، ومرضت الكبيرة الوفية الأصيلة بولا شفيق وباعدت بيننا الأيام، وكنت أعتقد أن إيهاب مازال يرسم لوحات مقالات زينب صادق لكنها أبلغتنى انها لوحات قديمة تختار إحداها للمقال كما تعودت زينب. ولابد ان بولا دمعت عيناها عند سماعها بخبر رحيل ايهاب، كان بسيطا ورقيقا وطفلا وعندما كنت أحضر معارضه كان يقول بعذوبة: هذه ريشة رسام ناشئ مات فنان كبير غير اجتماعى، فلم يكن له صلات اجتماعية سوى علاقته بخطوطه والألوان. ولكن النقاد الكبار سيقولون عن خطوطه انه «فريد الرؤية لحجم الاشياء»!
قناعات
1- زيارة الرئيس السيسى لأيقونة الكنائس فى العاصمة الإدارية، هى بمثابة زيارة للرئيس لكل بيت مصرى قبطى.
2- الإرهاب، ميكروب يتمحور فى أشكال وأنماط عجيبة.
3- هبوب الرياح فى مصر أو سقوط أمطار أو حتى درجات حرارة ثلجية  لايقاس بما يحدث فى العالم من تقلبات المناخ من فيضانات مفاجئة وسماء تمطر ثلوجا وعواصف تقتلع البيوت. الله كريم بنا ورحيم.
4- «بصلة المحب خروف» من الحس الشعبي.
5- شكوى بعض المجتمعات. بطء العدالة.
6- راحة البال غاية البشر ولكنها لاتتحقق ونسبية.
7- علمنا د.يحيى الرخاوى أن ثقافة الزحام تفرز الجريمة.
8- قلت عن فنانة يوما «أنها أباجورة ليست مضيئة»
9- وارد فى الحب الأنانية والملل.
10- سطور كثيرة أقرؤها، تنبعث منها  رائحة الحياد المقيت، ذلك أن الكاتب موقف.
11- يحذرنا د.مجدى يعقوب من «الزعل» لأنه يعبث بشرايين القلب وأوردته.
12- «أدب وقلة أدب». كان عنوانا صادما لباب أدبى يكتبه فتحى غانم. اليوم لم تعد قلة الأدب صادمة. صارت المعتاد.
13- حاضر، سوف أشد الحزام على خصرى فى الطائرة قبل الإقلاع بشرط مضيفه مبتسمة.
14- الذكاء رزق، بشرط الخير فى استخدامه ذلك أن النشال «أذكي» من فريسته.
15- الأزمات تكشف معدن الصداقة.
16- قيمة الشباب أنه لاسقف لطموحهم ولاحدود.
17- العطور: واحدة من جماليات الحياة وشقيقتها الزهور.
18- المصالح تتصالح بين الأفراد و.. بين الدول أيضا.
19- مناطق يلعب فيها الشيطان: الفلوس والنساء.
كلمات
«أحنا بنتعامل بالشرف
فى زمن ليس فيه شرف»
عبدالفتاح السيسى
رئيس الجمهورية

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة