حسام العادلى
حسام العادلى


كل يوم

تاءُ التأنيث

بوابة أخبار اليوم

الأحد، 12 يناير 2020 - 07:42 م

 

بقلم/ حسام العادلى

تاءُ التأنيث؛ هى كلمة السر فى تقدُّم الإنسانية عبر التاريخ، ودرجة ظهورها فى الحياة مقياسًا للقدر الذى يتمتع به المجتمع من حرية ورقى. المرأة روح وضمير المجتمع، قيامها بدورها الطبيعى فى الحياة يُصلح التربية ويظبط الأخلاق، ويتنفس معه الوطن هواءً صحيًا غير أن دعوات الرجعية تسعى حثيثًا لإفساده، إذ تتعامل مع الفضيلة على أنها؛ حجب المرأة فى البيوت لصَون المجتمع من المفاسد، فتسعى بغير حق للدفع بأكبر قدر من التشريعات التى تلزمها قانونًا وتكبلها اجتماعيًا، واستحضار وفرض الأعراف البالية الآتية من ظلامية عقول القرون الوسطى للارتداد بها للوراء وجعلها مقهورة كسيرة، وأما ذلك التعسف الفكرى المتخلف لا يقف فى وجه حركة المجتمع للأمام فحسب، بل يخالف جوهر الدين وتعاليم الشريعة الإسلامية التى جاءت لتصحح أوضاع المرأة المقهورة فى الجاهلية، فقد فرض الله من السماء لها حقوقًا قرآنية واسعة، وأوصى النبى الكريم بهن خيرًا، فعلينا وضعهن فى قدرهن الإنسانى المستحق كما كان فى صدر الإسلام، إذ كانت المرأة محركًا أساسيًا للدعوة المحمدية وأثناء الهجرة النبوية وتأسيس الدولة الإسلامية، بل وشريكًا فى النضال الاجتماعى والسياسى، والحربى أيضًا فى ساحات المعارك الكبرى، جنبًا إلى جنب مع النبى وصحبه أجمعين ولم يتوارين أبدًا كما فعل ويريد دُعاة الفضيلة المزيفة.
وفى عصرنا الحديث نشأت الحركة النسوية فى ظرف ثورى خلال ثورة 1919، حين فرضت المرأة نفسها على الساحة السياسية تنتصر لوطنها ضد المستعمر الإنجليزى، وهكذا فى كل اللحظات الفارقة فى تاريخ الوطن نجد أن المرأة المصرية تستدعى نفسها تلقائيًا لتقوم بدورها الفارق، ثائرة ومثابرة ومناضلة مثلما هى الأم والزوجة والمربية. من الملاحظ أنه كلما ارتفع وعى الحركة النسوية فى بلادنا واهتمام ودعم القيادة السياسية بها يزدهر الجيل خلقًا وعلمًا وفنًا، ويصير جدارًا عازلًا ضد الجهل والتطرف والإرهاب. ومن المؤكد أن ما نلمسه الآن من طفرة نوعية فى مشاركة المرأة فى شتى المناصب الحكوميّة واضطلاعها بالولاية التشريعية والقضائية يدعو إلى التفاؤل والاطمئنان على مستقبل مُشرق لبلادنا.

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 
 

 
 
 

 
 
 

مشاركة