محمد السيد عيد
محمد السيد عيد


الوصل والفصل

فتح أم غزو؟

بوابة أخبار اليوم

الأحد، 12 يناير 2020 - 07:55 م

بقلم / محمد السيد عيد

فى الفترة الأخيرة طرح الناس سؤالاً مهماً، هو: هل كان دخول العثمانيين إلى مصر فتحاً أم غزواً؟ وسنحاول معاً أن نجيب على هذا السؤال. ولن يساعدنا شيء على إجابته قدر سورة النصر. ونصها:
«إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ (1) وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِى دِينِ اللَّهِ أَفْوَاجًا (2) فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كَانَ تَوَّابًا (3)»


هذه السورة كما نعرف نزلت فى فتح مكة، أى أن الفتح لابد أن يكون لبلد غير مسلم أما إدخال دولة مسلمة تحت حكم دولة أخرى بالقوة فلا يكون فتحاً، بل غزواً، أو توسعاً، أو احتلالاً أو فرضاً للوحدة بالقوة.


ومن شروط الفتح التى نستنتجها من فتح مكة: ألا يسرف الفاتح فى إراقة الدماء، فحين فتح النبى صلى الله عليه وسلم مكة أمر قائديه: خالد بن الوليد والزبير بألا يقاتلا إلا من يقاتلهما. ولذا لم يزد عدد القتلى يومئذ فى أقصى تقدير له عن ثلاثة عشر.
ومن شروطه: عدم ترويع الآمنين، ولذا فقد أمر النبى (ص) مناديه أن ينادى فى البلد الحرام بأن من دخل دار أبى سفيان فهو آمن، ومن دخل داره فهو آمن، ومن دخل المسجد فهو آمن.


والشرط الرابع للفتح: أن يعفو الفاتح عمن يطلب العفو، وقد جاء أهل مكة الذين كفروا بالأمس بالنبي، وحاصروه بشعب من شعابها، وعذبوا أتباعه، وحاربوه فى المدينة التى هاجر إليها، وأخذوا أموال أصحابه المهاجرين حين خرجوا فارين بدينهم، جاء هؤلاء المكيون إلى النبى يستطلعون ماذا سيفعل بهم، فسألهم عليه الصلاة والسلام: يامعشر قريش، ماذا تظنون أنى فاعل بكم؟ قالوا: أخ كريم وابن أخ كريم. قال: اذهبوا فأنتم الطلقاء، وأطلقهم دون عقاب أو انتقام.


ومن آيات عفوه أنه كان قد أحل دم بعض الأفراد قبل الفتح، لأنهم ارتدوا أو فجروا فى الخصومة، وحين دخل مكة عفا عمن أعلن توبته منهم، ومنهم الشاعر كعب بن زهير الذى سبه وكان يتغزل فى النساء المسلمات، فقد جاءه متخفياً، ومدحه بقصيدة مطلعها: بانت سعاد فقلبى اليوم متبول، فعفا عنه النبى وخلع عنه بردته وألبسها له.


هذه شروط الفتح فهل تنطبق هذه الشروط على دخول سليم الأول لمصر؟

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة