أسامة شلش
أسامة شلش


وقفة

نريده موكبا مهيبا لملوكنا

أسامة شلش

الأحد، 12 يناير 2020 - 08:00 م

أتخيل ذلك الموكب المهيب العظيم ويجرى الإعداد له لنقل المومياوات الملكية إلى متحف الحضارة فى الفسطاط الذى تجرى عمليات الانتهاء من إنشائه على قدم وساق وأعدت به قاعات لتضم المومياوات، قطعا كما أتخيله وأتمناه سيكون الموكب لائقا بهؤلاء العظماء الذين من عصور الحضارة المصرية التى ترجع لأكثر من ٧ آلاف عام من عمق الزمن فكل منهم له فى دفتر التاريخ صفحات سواء فى بناء الدولة أو فى الدفاع عن حياضها وأبنائها وقطعا ما نقلته الكتب وما حكى لم يذكر إلا بعضا من سيرة مصر على مر العصور المختلفة على مدى كل تلك السنين، الموكب يضم ١٨ ملكا و٤ ملكات.


سيخرج المصريون قطعا ومعهم العالم كله لمشاهدة سير المومياوات التى سيتم نقلها كما أذيع حتى الآن داخل سيارات مصفحة لحمايتها وتأمينها وفى مشهد يرتدى فيه قواد تلك العربات اللبس الفرعونى لتسير فى طريق يصل طوله لـ٥ كيلومترات وهى قطعا مسافة ستمتلئ بصفوف المتابعين خاصة من محبى الحضارة المصرية ومن الشغوفين على متابعة الحدث الفريد من نوعه فهؤلاء المحتفى بهم لم يرد قطعا بخلدهم أنهم بعد كل آلاف السنين سيكون هناك موكب تم الإعداد له لنقلهم كشاهدين على الحضارة لمكان خصص يجمعهم ليكونوا أمام أنظار العالم ولذلك يجب أن يكون المشهدرهيبا فى شكله ورائعا فى إخراجه لأنه ببساطة لايمكن تكراره.


علينا من الآن دعوة العالم كله للمشاهدة على قدر ما تسمح ظروفنا واستغلاله فى الدعاية لمصر وحضارتها وحاضرها وهى فرصة عظيمة لو وظفت فى خدمة السياحة الأثرية التى تنفرد بها مصر التى تملك على أرضها خاصة فى الأقصر ثلث آثار العالم كله.. ويجب أن ندعو كل المصريين خاصة طلبة المدارس والجامعات للحضور ليملئوا الشوارع على طول الطريق من التحرير حتى الفسطاط لتحية المومياوات التى جرى اتخاذ كل الاحتياطات اللازمة لحفظها وتعقيمها.


الأمر يحتاج إلى تغطية إعلامية كبرى وأثق فى قدرة إعلامنا على التغطية المناسبة وهنا نوجه إلى أن تكون لتليفزيون الدولة الأهمية الأولى لنقل الحدث لكل دول العالم ونثق فى قدرة الزميل العزيز أسامة هيكل وزير الدولة للإعلام فى الترتيب لهذا.


وأدعو وزارتى الآثار والسياحة والثقافة إلى إصدار الكتب والمنشورات الدعائية التى تتضمن كافة المعلومات عمن هم الذين سيتم نقلهم وتاريخهم المكتوب على نقوش المقابر التى نقلوا منها أو من على المعابد وهى فرصة للكل ليعلم ويدرس خاصة من الأجيال الجديدة التى يبدو ذلك التاريخ بالنسبة لها غريبا عليها مع الأسف، فلا الكتب المدرسية ولا حتى كتب التاريخ تنصف أىا منهم فى ظل انشغال الطلبة بالتحصيل من مراكز وسناتر لا تعرف إلا الحساب والكيمياء حتى العربى صار بلا صديق يدعو له.

أتمنى أن يكون الموكب معبرا عن احترامنا لهؤلاء الذين يرقدون فى سلام لأنهم من صنعوا تاريخ مصر ومازلت أتذكر منذ سنوات قليلة حدث نقل تمثال رمسيس، أعظم ملوك مصر القديمة من محطة مصر حيث ظل سنوات فى مهانة لا يعرف إلا وحده مداها ولو تحدث لأبكى العالم كله بعد أن كسا الغبار والهباب جسده العملاق وكان فى طريقه للنهاية. تحية لهؤلاء العظماء فى مرقدهم وفى موكبهم وحيث سيكونون، فلولا أنتم ما كانت مصر بلد الحضارة التى نباهى بها الدنيا ونفخر.

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة