رفعت رشاد - rrashad41@hotmail.com‬
رفعت رشاد - [email protected]


حريات

إحسان عبد القدوس

رفعت رشاد

الأحد، 12 يناير 2020 - 08:10 م

منذ سنوات نظم صالون إحسان عبد القدوس الذى يشرف عليه الزميل الأستاذ محمد عبد القدوس ندوة عن الصحفى والكاتب الكبير فى مبنى مؤسسة روز اليوسف. ضيف الندوة محمد حسنين هيكل ويديرها د.مصطفى الفقى. فى ذلك اليوم أغلق شارع قصر العينى حيث يقع مبنى روز اليوسف بسبب الزحام والتسابق على حضور الندوة. أذكر أننى وزملاء كثيرون لم يكن لنا مقاعد داخل قاعة الندوة وكان العشرات يقفون على سلم المبنى يسمعون عن إحسان وتاريخه بصوت هيكل الذى كان زميله فى المدرسة وفى الصحافة.


مر على ميلاد كاتبنا الكبير مائة عام ويزيد فهو من مواليد 1919 ومر على وفاته ثلاثون عاما. نشأ فى بيئة غنية ومجتمع لامع جمع لبن الفن والأدب والصحافة فكان إحسان لبنة غنية كمجتمعه وبزغ نجمه مبكرا فصار فى عشرينات عمره نجما صحفيا كبيرا دبج المقالات النارية ونظم الحملات الصحفية وكتب عن موضوعات شائكة وطنية وساعده فى ذلك أنه كان وريث دار صحفية كبيرة هى روز اليوسف. من خلال وجوده على قمة الساحة الصحفية مبكرا كان له علاقات مع رجال الدولة وبعد ذلك مع قادة ثورة يوليو وإن كان قد ذاق مرارة السجن عام 1954.


نفخر فى مؤسسة أخبار اليوم بأن جريدة أخبار اليوم الوحيدة التى كسرت حاجز المليون وكان ذلك فى زمن تولى إحسان عبد القدوس رئاسة تحرير الجريدة. كان إحسان صحفيا كبيرا بدون ضجيج، وكاتبا ذا لغة سهلة بدون تفاخر، فهو السهل الممتنع الذى نعتقده يسهل تقليده بينما هو منيع علينا. تولى إحسان فى ظل وجود عمالقة من الصحفيين لكنه لم يتردد فى منح شاب هو محمود عوض فرصة لا يحلم بها شاب فى عمره وقتها ـ 26 سنة ـ بأن جعله يكتب يوميات أخبار اليوم التى كان على رأس كتابها نجوم الصحافة الكبار. يصفه محمود عوض فى كتابه (شخصيات) قائلا: «إن إحسان رئيس عمل.. لكنه يتعامل بالحب وليس بالسلطة. لم يكن إحسان بالنسبة لنا أبدا رئيسا للتحرير، كان الصديق والأخ الأكبر والأب وحامل همومنا والمخفف عن آلامنا. كان واحدا ينتمى بحكم شهادة الميلاد إلى جيل آخر، ولكن بحكم المشاعر ينتمى إلى جيلنا، مضروب مثلنا، متواضع رغم أنفه، غنى بالأمل كأى شاب، فقير فى السلطة كأى كفاءة، مهزوم كأى فنان، متقوقع على نفسه كأى موهبة، إن إحسان يستطيع أن يحرك جبلا برقته وليس بعضلاته».


لخص الكاتب الصحفى المتميز محمود عوض إحسان عبد القدوس الذى لو كتب عنه مهما كتب، لن يوفى حقه، فهو أحد عمالقة الصحافة وأحد عمالقة الرواية ومن جرابه أخرجت السينما العربية فى مصر عشرات الأفلام العظيمة. فى رواياته عالج إحسان شتى الموضوعات والقضايا فى الحرية والوطنية وشرف العمل والفساد السياسى. شرّح أمراض المجتمع بيد جراح يتعامل بمشرطه كما لو كان يعزف الموسيقى.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة