أول مول بريف السويس
أول مول بريف السويس


أنشئا أول مول بريف السويس.. محمد وصفاء شقيقين في سوق العمل

حسام صالح

الأحد، 12 يناير 2020 - 10:13 م

رغم صغر مساحة مدينة السويس إلا أن شبابها الذين استفادوا من دعم جهاز دعم المشروعات الصغيرة المتوسطة، استطاعوا تنفيذ مشروعات مؤثرة في المجتمع والبيئة المحيطة بهم، وتركت أثر إيجابي في المواطنين وساهم في تخفيف أعبائهم.

مول في الأرياف

واحد من تلك المشروعات الذي أحدث طفره في أفكار المشاريع داخل السويس، هو مول الربيع للأجهزة والتجهيزات المنزلية، وهو أول مول تجاري بالقطاع بحي الجناين، والذي يمثل ريف السويس، ولا يحظى بأنشطة ترفيهية أو معارض تجارية مقارنة بمئات الأنشطة والمعارض التي تسيطر اسماءها على شوارع حيي الأربعين والسويس بقلب المدينة.

توفي الحاج مصطفى، وترك لأبنيه محمد مصطفى 34 سنه، وصفاء 30 سنه، قطعة أرض مباني مساحتها 400 متر، فكروا في استغلال تلك الأرض بما يدر عليهما دخلا ويساهم في خدمة المنطقة المحيطة بهم، وكان الاستثمار العقاري أبعد ما يفكرون به، ليس فقط لأنه لن يحقق أرباح كبيره، ولكن لانه لن يضيف جديدا للأهالي بمنطقة أبو عثمان المقيمين فيها.

فكر محمد وشقيقته في تنفيذ، مول تجاري كبير على الأرض التي ورثاها، مشروع يوفر الأجهزة المنزلي ومستلزمات العرائس، وتجهيزات المنزل بأسعار مقبولة، تساهم في التخفيف عن كاهل أهالي الريف البسطاء، وتغنيهم عن الذهاب الى مدينة السويس للبحث عن تلك الأجهزة الكهربائية أو فرش المنزل، المعروض هناك بأسعار يراها البعض مبالغ فيها.

مليون جنيه

وتقول صفاء انها وشقيقها وفرا المال جزء من المال لإنشاء الدور الأرضي بالمول، لكن ذلك لم يكف للتنفيذ، فاهتدى شقيقها محمد، وزوجها حسين مصطفى الى فكرة الحصول على قرض من صندوق تنمية ودعم المشروعات الصغيرة والمتوسطة، اجروا دراسة مصغرة لحساب ما يحتاجونه لتنفيذ المشروع مع شراء أنواع وماركات مختلفة للأجهزة المنزلية مستلزمات العرائس.

كانت التكلفة، مليون جنيه وعندما تقدموا بالطلب للحصول على القرض، كان في استقبالهم المحاسب أشرف أبو عميرة مدير فرع جهازا تنمية المشروعات بالسويس في ذلك الوقت، وتقول صفاء إن المحاسب أبو عميرة ساعدهم في انهاء الإجراءات، للحصول على القرض.

دعم معنوي

كانت صفاء الحاصلة على ليسانس آداب، تركت العمل كمدرسة وتفرغت لمشروعها الجديد، وعن طريق جهاز دعم المشروعات حصلت وشقيقها على دورات تدريبية في إدارة المشروعات ووضع خطط تسويقية طويلة وقصيرة المدى، فضلا عن انضمامها الى برنامج تدريب المحاسبة المالية لسيدات الاعمال.

وأوضحت صفاء، أن الدورات والدعم المعنوي ساهمت في تطوير أفكارهم ورؤيتهم للمشروع والتوسعات المستقبلية التي خططا لها.

استلم الشقيقين القرض، بفائدة متناقصة 8% تعادل 4% ثابتة، وانشأوا الدور الأول بالمول، واشتروا الأجهزة والمستلزمات المطوبة وبعد مشاركتهم في معارض ينظمها جهاز دعم المشروعات، وتقديم العروض التي وفروها للأهالي أصبح المول محل نظر المواطنين، وتقصده كل فتاة تستعد للزواج في القطاع الريفي.

1500 متر

نجحت خطط التسويق التي اعتمدها الشقيقين في عملهم، وذاع صيت المول، واستطاعا تسديد القرض، لكن ذلك كان مرحلة من طموح الشقيقين اللذان اعتزما أن يقدما مشروع كبير يوفر كل احتياجات الأسر من اثاث وأجهزة، وان يتوسعا في نشاطهم للتوزيع على صغار التجار وليس فقط المستهلكين.

كان والتزام صفاء ومحمد في سداد القرض الأول، دافعا لاستكمال الحلم وبعد دراسة جدوى اعتمدوا فيها على ما تعلموه من دورات جهاز المشروعات، تقدما بالأوراق المطلوبة للحصول على قرض جديد قيمته 800 ألف جنيه.

ويتحدث محمد مصطفى ويقول إن المعرض كان قائم على مساحة 300 متر فقط، وكان هناك 100 متر غير مستغله، مضيفا أنه كان يستهدف توسعة المعرض أفقيا باستغلال تلك المساحة، ورأسيا ببناء طوابق أخرى توفر مكان لعرض منتجات أكثر، وبعد حصولهم على القرض الثاني شرعوا في التوسعات والتطوير وأصبح المعرض مول تجاري من 4 طوابق على مساحة 1500 متر.

وأشار محمد، الى ان القرض غطى نفقات التوسعات، بالإضافة الى شراء سلع جديدة، ولتحقيق السيولة المطلوبة والتيسير على أهالي القطاع الريفي، وفر الشقيقين الأجهزة بنظام القسط للمواطنين، وبفائدة صغيرة.

ونتيجة للتسهيلات المقدمة، أصبح المول مقصدا لتجار الأجهزة المنزلية، ومقالي التجهيزات والذين يسددوا قيمة الأجهزة بالآجل، فضلا عن التعاون مع الشركات الاستثمارية والتي توفر السلع المعمرة لموظفيها بنظام التقسيط.

ويقول محمد، أن العزيمة والإرادة ودعم مسؤولي وقيادات جهاز دعم المشروعات في السويس وعلى رأسهم مبارك فرج، الذي تولى لاحقا إدارة فرع السويس، تحقق له ما أراد ونجح في مشروعه الذي يديره وشقيقته وزوجها.

واستطرد، أنهم كانوا يرون أن حي الجناين في حاجه لذلك المشروع، للارتقاء بالمنطقة، ونشر ثقافة المعارض التجارية الكبيرة، بدلا من الذهاب للمدينة والنصر للريف وكأنه منطقة محرومة حتى من الأنشطة التجارية المتميزة.

وأكد أنه ما كان له أن ينجح لولا دعم الجهاز، موضحا أن المشروعات الحرة افضل بكثير من الوظيفة الميري، لان العمل الحر يتيح لصاحبة التفكير والابداع ويربى داخله الطموح ليزيد حجم مشروعه واستثماراته.

وطالب الشباب بالبدء والسعى والبحث عن أفكار لمشروعات لتنفيذها داخل مناطقهم، لتساهم في رفع مستى الخدمة المقدمة للمواطنين، وألا ينتظروا الوظيفة.

 

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة