حاتم نعام
حاتم نعام


كل يوم

عيد للإنسانية التى فقدت

حاتم نعام

الإثنين، 13 يناير 2020 - 08:18 م

مما لا شك فيه أن الإنسان أصل كل حضارة، وأنه حاول عبر العصور التأثير على المحيط البيئى، حتى استطاع الاندماج والتكيف مع البيئة، وبرع فى تطويع مقومات الحياة، وابتكر العديد من التقنيات الحديثة التى مكنته من التكيف والاستمرارية، وساير التغيير والتطور حتى حقق ارتقاء ماديا واثبت أنه لا أحد يحل محله، لكنه مع ذلك اغتال إنسانيته معنويا، فمع اهتمامه بالتكنولوجيا التى لا غنى عنها ويعتمد عليها العالم الآن فى شتى نواحى الحياة، وأصبحت مرادفا للحياة المتحضرة وجزءا أساسىيا من حياة الإنسان التى جعلت نمط الحياة أسهل، تغافل الإنسان عن إنسانيته التى فقدت بين ضجيج الماكينات وصخب مالكيها حتى طمرتها سنوات طويلة من الصراع دون غاية أو هدف أسمى، اللهم إلا إدامة مبدأ الصراع ذاته باعتباره سنة الحياة، صراع قائم من أجل مواكبة التكيف والتطور لضمان الاستمرارية، ولضمان هيمنة العقل البشرى وإثبات وجوده، والإنسانية هنا فى أبسط معانيها بعيدا عن التفلسف والمصطلحات الفلسفية هى الحب واللطف ورحمة الإنسان بالإنسان، فلو نظرنا لعلاقة العالم الآن بالإنسان الذى قام بتهميشه روحيا، وحوَّله إلى آلة خالية المشاعر، سنرى أن العالم يتعامل مع إنسان معتل المشاعر، وأن ذلك العالم لم يعط قيمة حقيقية للإنسانية فدخلت النفق المظلم، أليس من الأحرى أن يتفق المجتمع الدولى على تسليط الضوء على أهمية تلك القضية وجذب الأنظار إليها، وأن يخصص العالم يوما للاحتفال بالإنسانية كاحتفاله بيوم الطفل، ويوم الموسيقى، واليوم العالمى للسلام؟ وماذا لو تم إطلاق تلك المبادرة من هنا من مصر للاحتفال بيوم الإنسانية وحقوقها حول العالم على اعتبار أن مصر صاحبة ريادة تاريخية وهى أول قُطر عرف الحضارة فى العالم، مطلوب من مصر والعالم العطاء للإنسانية، والعطاء هنا ليس عطاءً ماديًّا، لكنه العطاء الذى يغذى الروح والآدمية، احتفلوا بالإنسانية وأعطوها أهميتها ومكانتها قبل أن تتحول إلى كلمة فارغة المضمون، ومجرد ترس فى عجلة الزمن.

 

 

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة