فرج أبوالعز
فرج أبوالعز


مع احترامى

كلام فى الدعم

فرج أبو العز

الإثنين، 13 يناير 2020 - 08:33 م

جدل واسع ثار على مواقع التواصل الاجتماعى تعليقا على إعلان الحكومة عن بدء دراسة تحويل الدعم العينى إلى النقدى المشروط مع أن الأمر تعلق بدراسة مجرد دراسة لكن التحفيل انصب على كلمة مشروط وتزيد البعض فى حديث غير دقيق عن اتجاه لإلغاء الدعم العيني.
ووصل الأمر إلى مجلس النواب فى جلسة الأحد الصباحية وحسنا فعل د. على عبد العال رئيس مجلس النواب بالتدخل لطمأنة الناس مؤكدا أن الدعم العينى لا يزال معمولا به ومطبقا والتحول إلى النقدى لا يزال محل دراسة و»لن يتم التحول من النظام العينى إلى أى نظام آخر إلا بعد المناقشة مع ممثلى الشعب وبالتالى ليس هناك أى تغيير فى النظام العينى المطبق حاليا، فهو مستمر»..
والحقيقة أن الدعم سواء أكان عينيا أم نقديا ليس سبة أو عيبا وهو نظام موجود بنسب مختلفة حتى فى أكبر الدول الرأسمالية التى تتدخل من حين لآخر لدعم سلعة معينة حتى لا تتدهور أسعارهها وبالتالى يتضرر المنتجون وما جبال الزبد فى ألمانيا إلا دليل دامغ على دعم الدولة لمشاريع الثروة الحيوانية.
الأمر الثانى أن الدعم حق من حقوق المواطن البسيط والدولة تعترف بذلك وتقره وتحاول جاهدة إيصال الدعم لمستحقيه الحقيقيين بدلا من أن يتسرب لفئات لا تستحق الدعم على الإطلاق وما أحوجنا لقاعدة بيانات دقيقة وحقيقية لتستطيع الدولة تقدير المستحق وغير المستحق فغياب قاعدة المعلومات يجعلنا دائما عاجزين عن ضبط المنظومة وتحديد من المستحق الفعلى للدعم وكم يستحق وكيف يحصل على استحقاقه بسهولة ويسر ودون معاناة.
من هذا المنطلق لايصح من قريب أو بعيد تداول أنباء عن نظام جديد للدعم كونه مازال فى مرحلة الدراسات لأن إثارة هكذا أخبار وتداولها وتفسيرها حسب هوى كل نفس يثير مخاوف المواطن البسيط الذى يمثل الدعم العينى بالنسبة له حزام الأمان ليجد ما يقوته ممثلا فى رغيف خبز ومجموعة من السلع الأساسية فهناك مخاوف من أن يستخدم البعض الدعم النقدى فى أغراض ليس من ضمنها توفير الاحتياجات الأساسية للأسرة وبالتالى يصبح «بضاعة أتلفها الهوى».
حديث التحول من الدعم العينى إلى النقدى لا يعنى مطلقا إلغاء الدعم وهو حديث ليس بجديد وأثير منذ سنوات ولازلنا نواصل البحث عن وسيلة ناجعة لإيصال الدعم لمستحقيه فالدولة تتحمل الكثير والكثير فى هذا الجانب المهم للمواطن البسيط ويجب علينا دعمها فى جهود إيصال الدعم لمستحقيه، لكن هناك موضوعات وقضايا لا يجب على الإطلاق تناولها باختزال أو بنظام رءوس الأقلام والأجدى أن ننتظر نتائج الدراسات ثم تطرح للحوار المجتمعى الواسع وكذلك فى لجان مجلس النواب وعند الوصول لسيناريو محدد يكون الطرح للرأى العام وغير ذلك يكون نوعا من إثارة البلبلة دونما داع.
أقول لمن يفتى بأن التحول للدعم النقدى المشروط اتجاه لإلغاء الدعم نظرة بسيطة لموازنة العام المالى الجارى تكفى لتوضيح جهود الدولة فى توسيع شبكة حماية المواطن وليس جديدا أن نعرف أن الدعم السلعى يتجاوز الـ 194 مليارا ودعم السلع التموينية 89 مليارا أى اطمئنوا فالقيادة السياسية تبذل قصارى جهدا فى دعم المواطن وفى الوقت نفسه الدفع بعجلة التنمية والمشروعات الكبرى التى توجد قيمة مضافة للاقتصاد القومى وتوفر فرص عمل جديدة للشباب.
 للزجل كلمة:
قبل ماتسأل عن الدعم شوف نفسك مستحق ولا لأه
متعملش زى الأغانى خايف تقول آه وخايف تقول لأه
كلنا عايزين ناخد أى حاجة ومحدش بيقول كد حرام لأه
شغل ضميرك دا المال الحرام بياخد غيره ولا يتبقى

 

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة