عبدالقادر شهيب
عبدالقادر شهيب


شىء من الأمل

منجمون وحكام !

‬عبدالقادر شهيب

الإثنين، 13 يناير 2020 - 08:35 م

 

مع إقبال عام جديد دوما تروج عمليات التنبوء بما يحمله معه من أحداث وتطورات.. ولم يعد الأمر يقتصر فقط على قراءة طالع أبناء الأبراج الفلكية المختلفة، وإنما صار هناك اهتمام خاص بقراءة طالع المشاهير والنجوم وأيضاً الزعماء والحكام من الملوك والرؤساء فى العالم كله.. وهذا العام ( ٢٠٢٠ ) انبرى المنجمون وعلماء الفلك ليقدموا قراءاتهم لطالع عدد من الزعماء وحكام العالم.. والمثير أنهم تتنبأ باختفاء بعضهم، إما بسبب المرض أو السجن أو الموت !
وإذا كنّا نردد دوما تلك المقولة الشهيرة : ( كذب المنجمون ولو صدفوا )، فهذا لا يمنع طرح السؤال : ماذا لو صدفوا فى تنبؤاتهم هذه الخاصة باختفاء عدد من زعماء وحكام العالم ؟.. أو ماذا سوف يترتب على ذلك ؟.. هل ستتغير بعض أحوال هذا العالم الذى فى عامنا الجديد الذى جاءت بدايته ملتهبة وساخنة، خاصة فى منطقتنا، حيث اغتالت الولايات المتحدة واحدا من ابرز قادة ايران الجنرال قاسم سليمانى المسئول عن كل عمليات التمدد الخارجى الإيرانى فى منطقتنا، وهددت ايران بالانتقام.. وحيث بدأ إردوغان فى إرسال قواته إلى ليبيا فى إطار عملية سعيه للسطو على ثروات غاز شرق المتوسط، وتحقيق حلم الإمبراطورية العثمانية ؟.
وهذا السؤال يثير قبله سؤالا مهما يختلف علماء السياسة فى الإجابة عليه، وهو : هل الفرد مهم ومؤثر فى حركة الدول والشعوب أم لا ؟!.. فلو كانت الإجابة ان حركة الشعوب والدول هى حركة جموع لا يؤثر فيها دور الفرد الزعيم او القائد، فإنه يصبح الحديث عن اختفاء زعيم او آخر هو أمر محدود التأثير فقط يتعلق بمشاعر الافتقاد الإنسانية لمن تربطنا بهم علاقات قربى وصداقة.. أما لو كانت الإجابة أن للفرد دوما دورا خاصا ومهما ومؤثرا فى حياة الشعوب حتى فى تلك الدول التى تعتمد فى ادارة شئون حياتها وسياساتها على مؤسسات قاءمة ومعتبرة وذات نفوذ ومسموعة الكلمة، فإن كلام المنجمين هنا حول بعض الزعماء والحكام سيكون له اهتمام مختلف به، خاصة أننا لا نستبعد مع اعتقادنا بأن المنجمين يكذبون إن تصادف بعض تنبؤاتهم الصحة وتتحقق !
وقبل أن نسارع للإجابة على هذا السؤال الذى يتعلق بدور الفرد فى حياة الشعوب والدول دعونا نتصور معا ان رئيس الولايات المتحدة لم يكن ترامب وكانت هيلارى كلينتون.. وأعتقد اننا لا نحتاج لمجهود كبير لتبين ان الكثير من السياسات الأمريكية كانت ستتغير او ستكون مختلفة عما هى عليه الآن.. وتحديدا فيما يتعلق بمنطقتنا.. ودليلى على ذلك ماثل الآن أمامنا وبشكل واضح جدا ويتمثل فى ذلك الانتقاد الذى يتعرض له ترامب الآن من الديمقراطيين لأنه اقدم على اغتيال الجنرال سليمانى دون استشارة الكونجرس او حتى إعلامه مسبقا، والأهم دون مراعاة لاحتمالات تعرض المنشآت الأمريكية والوجود الأمريكى للتهديد من قبل الإيرانيين فى المنطقة، وتعرض المصالح الامريكية ايضا للخطر.. ويتصل بذلك رفض من قبل الديمقراطيين لقرار ترامب بانسحاب امريكا من الاتفاق النووى مع ايران.. اى ان هيلارى لو كانت هى التى نجحت فى الانتخابات الرئاسية الأمريكية لشهدنا سياسات خارجية أمريكية مختلفة ومغايرة ،بل ومتناقضة تماما مع سياسات ترامب ليس فى منطقتنا وحدها وإنما على امتداد العالم كله.. وليس مستساغا أو مقبولا ان يدعى احد ان ذلك ناجم لاختلاف الحزبين الكبيرين اللذين يتداولان السلطة فى امريكا.. لأن داخل الحزب الجمهورى ذاته من لا يشارك ترامب رؤاه وآراءه ومواقفه ولا يوافق على قراراته.. وذات الأمر ينطبق على المؤسسات الفاعلة فى امريكا ايضا، ولذلك وجدنا ان احداها اندهشت عندما اختار ترامب خيار اغتيال سليمانى من بين الخيارات التى عرضتها عليه !
إذن.. الفرد له دوره فى حياة الشعوب والدول.. وأحيانا هذا الدور يكبر ويتسع ويصير مؤثرا جدا.. وإذا اختفى هذا الفرد تتغير حياة هذه الشعوب والدول.. ومن هنا تروج تنبؤات علماء الفلك والمنجمين الخاصة بالزعماء والقادة.

 

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 
 

 
 
 

 
 
 

مشاركة