جلال عارف
جلال عارف


فى الصميم

التواجد التركى.. سبب كافٍ للفشل!!

جلال عارف

الثلاثاء، 14 يناير 2020 - 07:25 م

 

مثل عدة محاولات سابقة، انتهت محادثات موسكو حول الأزمة الليبية إلى لا شىء. منذ البداية كان خطأ أن تكون تركيا موجودة كأحد رعاة المؤتمر بينما هى طرف أساسى فى تأجيج الصراع داخل ليبيا وفى محاولة خلق منطقة نفوذ لها هناك اعتمادا على الميليشيات الإرهابية وما يسمى بحكومة الوفاق فى طرابلس العاصمة.
وكان هناك أيضا خطأ فى تصور موسكو أن التجربة فى سوريا يمكن تكرارها فى الشأن الليبى اعتمادا على دور تركى لا مكان له فى ليبيا إلا كقوة غزو يتوحد شعب ليبيا وجيشها فى مقاومته.
وبينما كان قائد الجيش الليبى «حفتر» ورئيس البرلمان الشرعى «عقيلة صالح» يمثلان المصلحة الليبية الخالصة، كان «السراج» يجلس داخل المعطف التركى فى محاولة لكى يكون له أى ثقل يبرر وجوده على مائدة الحوار حول المستقبل بينما يعرف الجميع أنه ليس إلا جزءا من الماضى الذى لابدمن تغييره!!
ولم يكن ممكنا بالطبع تمرير اتفاق لا يفرض إنهاء وجود الميليشيات المسلحة وجمع كل سلاحها كل مدة محددة. ولا كان ممكنا تحرير اتفاق يترك مجالا لاستمرار التواجد التركى بل ويسمح له بأن يكون شريكا فى مراقبة وقف إطلاق النار(!!) ولا كان ممكنا إلغاء ما تحقق من إنجاز فى الشهور الماضية على يد الجيش الوطنى بدلا من دعمه لإكمال المهمة وتحرير العاصمة من الميلشيات التى تسيطر عليها، لتكون هناك هذه هى البداية الطبيعية للحل الذى ينهى الأزمة ويستعيد الدولة بكل مؤسساتها.
التجربة المريرة طوال سنواتأكدت لشعب ليبيا أنه لا حل إلا بضرب الإرهاب وإنهاء سطوة الميليشيات وفرض سيادة الدولة على كل أراضيها. ولا طريق إلا بترك مصير ليبيا فى يد شعبها وفى حراسة جيشها. السلام فى ليبيا قادم.. ولكن لن تصنعه ميليشيات الإرهاب ولا قوات غزو تركى تدعى أن ليبيا من «إرث الجدود»، ولا ترك ليبيا فى دوامة الصراعات الدولية دون إدراك لخطورة الوضع على الجميع.

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 
 

 
 
 

 
 
 

مشاركة