الرعب الممتع.. رحلة إلى التاريخ في أعماق مياه البحر الأحمر
الرعب الممتع.. رحلة إلى التاريخ في أعماق مياه البحر الأحمر


الرعب الممتع.. رحلة إلى التاريخ في أعماق مياه البحر الأحمر

إبراهيم الشاذلي

الأربعاء، 15 يناير 2020 - 07:07 ص

 

ساعات الرعب والفزع قد تتحول إلى متعة هذا ما يحدث بالفعل حينما تغوص على حطام سفينة غارقة فى قاع البحر الأحمر خاصة إذا كانت تلك السفينة لها ذكريات سجلها التاريخ ومعلومات مؤكدة عن كم الغرقى والناجين، وكلما كانت فترة غرق السفينة أطول كانت ذات متعة الغوص عليها فالمرجان يكون أكثر وبأنواع مختلفة والاسماك تتكاثر وتظهر بشكل كثيف منها النادر ومنها العادى الذى يكون بكثرة.

 

رحلة تمثل بشكل عام نمط غوص جديداً يقضى على رتابة الغوص ويجدد حيوية النشاط السياحى الهام والابرز فى السياحة المصرية.


يقول محمود عبداللاه مدرب غوص - مياه البحر الأحمر تطوى بين أعماقها قصصاً وحكايات لغرق سفن تمثل تاريخاً يحرص السياح من محبى رياضة الغوص على قراءته عبر دقائق هى عمر غوصة على حطام تلك السفن من هنا تأتى أهمية تلك الأماكن التى تمثل داعماً هاماً لسياحة الغوص، ويضيف أن البحر الأحمر يمتلك بعض السفن الغارقة المهمة مثل مركب «سسلجورم» التى تم اكتشاف حطامها فى أوائل خمسينيات القرن الماضى، بعد أن غرقت قبلها بعشر سنوات، بيد الطيران الحربى الألمانى خلال الحرب العالمية الثانية، لأنها كانت تحمل أسلحة وعتادًا للقوات البريطانية.

 

وتعد زيارة هذه السفينة رحلة عبر الزمن مطالبا بعمل متحف يعرض مقتنيات من تلك السفن ويحكى قصة كل سفينة، مشيرا إلى ضرورة حماية تلك السفن بوضع رقابة عليها لمنع قيام أى غواص باقتناء أى شيء من تلك السفن لانها تعد اثاراً بحرية تحت قاع البحر مشيرا إلى انه كثيرا ما يخرج بعض الغواصين مقتنيات للاحتفاظ بها وهناك جنسيات بعينها تحرص على الغوص بهذا المكان مثل الانجليز.


ويوضح الدكتور محمود حنفى - استاذ علوم البحار بجامعة قناة السويس - صناعه الغوص بالبحر الأحمر هى الصناعة الأهم والأكثر إفادة لمصر من حيث توفير العملة الصعبة فهناك ما يزيد عن ثلاثة ملايين غواص يزورون منطقة البحر الأحمر سنوياً ويقومون بعمل ما يزيد عن 6 إلى 9 ملايين غوصة سنوياً، ومع الارتفاع الكبير فى معدلات التنمية السياحية والتى ستؤدى فى المستقبل القريب إلى ارتفاع كبير فى معدلات الغوص، فإن السفن البحرية بشكل عام والحيود المرجانية بشكل خاص ستكون عرضة بشكل أكبر للأضرار الناتجة عن الاستخدام المفرط لهذه الموارد البيئية الحساسة.


ويكشف حنفى: تتمثل المشكلة الرئيسية للبيئة البحرية وخصوصاً الشعاب المرجانية إلى تعرضها لأضرار بيئية كبيرة نتيجة للاستخدام المفرط لها من قبل ممارسى رياضة الغوص، فالبحر الأحمر المصرى يمتلك ما لا يزيد عن 250 موقعا مناسبا لممارسة أنشطة الغوص بطول ساحل محافظة البحر الأحمر والذى يصل إلى أكثر من 1000 كم، وبالمقارنة فإنه وطبقاً للبيانات الرسمية فإن معدلات الغوص فى المواسم السابقة لازمه انخفاض معدلات التدفق السياحى قد وصلت إلى ما بين 6 إلى 9 ملايين غوصة سنوياً على هذه المواقع مما يدل وبما لا يدع مجالا للشك على أن معدلات الغوص على مواقع الغوص المختلفة بالبحر الأحمرقد تخطت الحدود الآمنة لمعدلات الغوص والتى تتراوح بين 5 إلى 22 ألف غوصة سنوياً للموقع الواحد (الحيد المرجانى الواحد) طبقاً للدراسات العلمية والتى أجريت فى مواقع عديدة بمختلف أنحاء العالم.


ويشير حنفى إلى أن مناطق الغوص بالغردقة هى الأكثر تعرضاً للاستخدام المفرط فى معدلات الغوص والتى تخطت فى بعض المواقع ما يزيد عن 200 ألف غوصة للموقع سنوياً، كما يحدث بمواقع الغوص فى جزيرة الجفتون الصغير وقطعة أبورماد، والتى تعد من أعلى معدلات الغوص على حيود مرجانية فى العالم وفى البحر الأحمر المصرى كله، وأظهرت المسوحات الحقلية لهذه المواقع حدوث أضرار بيئية جسيمة للشعاب المرجانية والتى وصلت فى بعضها إلى الحدود الحرجة بالإضافة إلى ذلك.

 

فإنه من المتوقع فى القريب العاجل أنه مع استمرار الزيادة المطردة فى مستويات التنمية السياحية وبالتالى معدلات التدفق السياحى بطول ساحل البحر الأحمر، فإن معدلات الغوص سترتفع بشكل كبير مما سيؤدى إلى ضياع أجزاء كبيرة من الحيود المرجانية والتى تعد العمود الفقرى لصناعة الغوص بل والسياحة الراقية بالبحر الأحمر، وبالتالى تهدد رءوس الأموال الهائلة والتى استثمرت فى هذا القطاع، وبالاضافة إلى ذلك فإن هذا يتعارض مع كافة المواثيق والاتفاقيات والمعاهدات والتى كانت مصر من أهم الدول السباقة فى التوقيع عليها وكذلك القوانين الوطنية والتى تلزمنا بالحفاظ على هذه الموارد البحرية الحية والفريدة كتراث انسانى وكحق أصيل للاجيال القادمة للانتفاع والاستمتاع بها. الأمر الذى يتطلب معه اتخاذ خطوات فعالة وعاجلة لخفض معدلات الغوص على الحيود المرجانية.


ويضيف حنفى: مما لا شك فيه أن الحلول المنطقية لهذه المشكلة تتمثل فى تخفيض الضغوط الناتجة عن أنشطة الغوص على مواقع الغوص المختلفة (الحيود المرجانية) وخصوصاً فى منطقة الغردقة، وهذا لن يأتى إلا من خلال ايجاد مواقع غوص جديدة بمنطقة الغردقة

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 
 

 
 
 

 
 
 

مشاركة