صورة موضوعية
صورة موضوعية


اعترافات قاتله| تخلصت منه انتقامًا لكرامتي

د.محمد كمال

الأربعاء، 15 يناير 2020 - 04:12 م

دفع حياته ثمنًا لخلافات الجيرة

المتهمة| أردت أن احرق قلب جارتي فقتلته
 

هل من الممكن أن تدفع خلافات الجيرة الإنسان للقتل؟ سؤال ربما تبدو الإجابة عنه بالنسبة لأي شخص عاقل بالنفي، لكن الذي حدث في مدينة البحيرة فاق كل تصور، ربه منزل في بداية العقد الثالث من عمرها سولت لها نفسها قتل طفل صغير لم يتجاوز الثلاث سنوات بمنتهى الوحشية والجبروت، أما عن السبب والدافع الحقيقي وراء ارتكاب الجريمة فهو الرغبة في الثأر ورد الكرامة والانتقام من «والدة الطفل المجني عليها» بسبب خلافات الجيرة، ربما تبدو الأسباب تافهة لكن النهاية كانت مأساوية.

خلافات جيرة

بدأت الخلافات منذ بضعة اشهر قبل وقوع الجريمة، خلاف عادي بين سيدتين تطور إلى مشادة كلامية عنيفة مع تبادل السباب والشتائم بين الطرفين وتوعد كل منهما الآخر برد الصاع صاعين حتى تدخل الأهالي وتمكنوا من الفصل بينهما، وظن الجميع أن الأمر انتهى عند هذا الحد، كما لم يعر أي من الجيران الاهتمام لكلام الطرفين المتناحرين وتهديد كل منهن للأخرى على اعتبار أن التهديدات المتبادلة كانت في ساعة عصبية ونرفزة ليس أكثر، هكذا ظن الجميع لكن الأمور كانت مختلفة عند إحدى الأطراف التي تملكها الغضب وامتلئ قلبها بالحقد والغل تجاه جارتها خصوصًا بعدما شعرت بالإهانة الكبيرة، كما تسببت هذه المشكلة في تشويه صورتها ومثلت إهدارًا لكرامتها وكبريائها، لذا كانت تتحين الفرصة تلو الأخرى للانتقام من جارتها، وبعد تفكير عميق هداها تفكيرها الشيطاني، إلى خطف طفل جارتها الوحيد الذي لم يتجاوز الثلاث سنوات وقتله لكي تحرق قلب والدته عليه. 

انتقام شيطاني

بدأت سيدة السوء في الإعداد لخطة حرق قلب الأم المسكينة، وخطف الطفل الصغير، حيث لاحظت أن الطفل الصغير كثيرًا ما يلهو في الشارع مع أقرانه من الأطفال ممن هم في مثل عمره، وبطريقة أو أخرى نجحت في استدراجه بعيدًا عن الأنظار وفي لحظات قاسية على القلب والنفس تجردت السيدة القاتلة من كل مشاعر الإنسانية والرحمة وأطبقت بكلتا يديها على رقبة الطفل الصغير الذي فشل جسده الضعيف في المقاومة حتى فارق الحياة، وبمنتهى الجبروت وكأن قلبها من حديد وضعت الجثة في جوال وألقت به في أحد المصارف دون أن يهتز لها جفن معتقدة أنها بهذه الطريقة انتقمت من جارتها التي أهانتها. 

الطفل المفقود

غاب الطفل الصغير عن المنزل لفترة ليست بالقصيرة، ما دفع الأم للشروع في البحث عنه في كل مكان لكن دون جدوى، شعرت الأم أن نجلها في خطر كبير بدأت الأفكار والهواجس السيئة تتلاعب بها، أسئلة كثيرة كانت تدور في رأسها لكن جميع الأسئلة بلا إجابة واضحة أو شافية تطفئ النار المشتعلة بقلب الأم المسكينة، عمليات بحث واسعة قامت بها أسرة الطفل المُختفي دون جدوى، أما جارة السوء «القاتلة» فهرولت إلى الشارع تواسى والدة الطفل المُختفي، وبمنتهى البجاحة بدأت تشارك الأم المكلومة في البحث عنه ولم يتبقى سوى تحرير بلاغ بقسم الشرطة يفيد باختفاء الطفل في ظروف غامضة. 


على الجانب الأخر شاهد أحد الأهالي جثه لطفل صغير تطفو فوق سطح الماء، هرول على الفور وقام بإبلاغ رجال المباحث الذين قاموا بدورهم بانتشال جثة الطفل البريء الذي تطابق أوصافه مع أوصاف إحدى بلاغات الغياب، تم استدعاء أسرته على الفور للتعرف على الجثة والتأكد منها، المشهد لم يكن هينا لكل من شاهده، موقف صعب ربما لا تشرحه العبارة ولكن أبسط ما يقال عنه أنه أسوء مشهد من الممكن أن تراه العين، لم تحتمل الأم المكلومة الخبر ولم تصدق ما شاهدته عينيها، سقطت مغشيًا عليها من هول الصدمة، لم تشعر بما يحدث أو يدور حولها حملها الأهالي لأقرب مستشفى وتبين أنها أصيبت بانهيار حاد وهبوط في الدورة الدموية، ولن تقوى على الحركة أو الكلام قبل عدة أيام حتى تفيق من صدمتها، تم تحرير محضر بالواقعة وإحالته للنيابة العامة التي أمرت بتشريح الجثة قبل دفنها لمعرفة أسباب الوفاة الحقيقة. 

مفاجأة الطب الشرعي

حمل تقرير الطب الشرعي مفاجأة من العيار الثقيل كانت كفيلة بتغيير مجرى القضية تمامًا بعدما كشف التقرير أن الطفل لم يمت نتيجة الغرق وإنما تعرض للقتل عن طريق الخنق قبل أن يتم إلقائه في الماء، تم تشكيل فريق بحث أمني على أعلى مستوى لإزالة الغموض الذي يكتنف هذه الجريمة البشعة، حيث أثبتت التحريات وجود خلافات سابقه بين والدة الطفل المجني عليه وإحدى السيدات، كان هذا الأمر هو المفتاح الذي أمسك بتلابيبه رجال المباحث، حيث بدأت الشكوك تحوم حول هذه السيدة وبتضييق الخناق عليها اعترفت بقتلها الطفل الصغير انتقامًا من والدته التي أهانتها بشدة في إحدى المشاجرات بينهما. 

إحالة اوراق القاتلة للمفتي

تم تحرير محضر بالواقعة وإحالة المتهمة للنيابة التي أمرت بإحالتها لمحكمة جنايات دمنهور لمحاكمتها وبعد عام ونصف العام من المداولات، قررت محكمة جنايات دمنهور «الدائرة الرابعة» المنعقدة بمحكمة آيتاي البارود برئاسة المستشار عبد الجواد ياسين وعضوية المستشارين وائل محمد وشريف عبد المقصود وأمانة سر مصطفي قاسم بإحالة أوراق المتهمة صباح م.ع 33 عامًا، ربة منزل إلى فضيلة المفتي لإبداء الرأي الشرعي في إعدامها لاتهامها بقتل طفل بقرية منشية المغازي التابعة لمركز المحمودية وحددت المحكمة جلسة 13 فبراير المقبل للنطق بالحكم.
 

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة