د.جمال واكيم
د.جمال واكيم


أستاذ بالجامعة اللبنانية: «مماطلة» السياسيون في التوافق أشعلت غضب الشارع

ناريمان فوزي

الخميس، 16 يناير 2020 - 08:06 م

90% من المحتجين مستقلين..و3 تيارات «تعمل» لمصالحها الشخصية


استسهال الحصول على قروض في الماضي أضعف بنية الاقتصاد


في أعقاب استقرار «مؤقت» للأوضاع السياسية بلبنان، عادت الأمور لتشتعل من جديد على مدار يومين في إطار «أسبوع الغضب» والذي شهدت البلاد في أوله أعمال شغب وقطع للطرقات ومواجهات عنيفة بين المحتجين والشرطة التي تصدت لهم بكل قوة مخلفة وراء ذلك عدا من المصابين، وحالة من الشجب واعتذار من الوزيرة رايا أبو الحسن.


وبينما ينتظر المواطن اللبناني، حكومة جديدة ووجوه جديدة يتمنى أن تحمل هي الأخرى كل جيد وجديد، استغلت القوى السياسية انطفاء حالة الزخم لتبدأ مماطلة جديدة في طرح أسماء مرشحيها للحكومة بينما استغلت قوى أخرى تلك الأوضاع لمصالحها الشخصية.


في هذا الإطار، يتحدث د.جمال واكيم، أستاذ العلاقات الدولية بالجامعة اللبنانية ببيروت لبوابة أخبار اليوم، حيث أشار بداية إلى أن نزول المحتجين إلى الشارع مجددا له عدة أسباب أبرزها، تراكم السياسات الخاطئة من قبل الطبقة السياسية والاقتصادية بلبنان، إضافة إلى التركيز على قطاعات المضاربة المالية والعقارية، الاقتراض من الخارج الذي كان يأتي بتسهيل سياسي منذ 30 عاما مضوا مما أدى إلى خلل بنيوي في بنية الاقتصاد.


وأضاف واكيم بأن الأمريكيين كانوا على علم بهذا الوضع وكانوا يسهلون عملية حصول لبنان على قروض عبر إعطاء الضوء الأخضر السياسي وذلك من أجل الوصول إلى مرحلة يرضخ بها لبنان ويصير بيد الأمريكيين، إضافة إلى طلبهم عزل حزب الله وذلك في إطار عزل إيران وحلفائها من المنطقة ولكن لبنان لم تتجاوب مع هذا الطلب، فجاء الرد انتقاميا حيث العامل الأمريكي الذي صار أحد العوامل الأساسية لممارسة الضغط على الاقتصاد اللبناني.


ولفت واكيم كذلك إلى أن انفجار الوضع دفع الناس إلى النزول للشارع، فالطبقة السياسية الفاسدة في لبنان عندما وجدت نفسها أمام مأزق اقتصادي أرادت فرض نوع من القيود والضرائب على الطبقة الوسطي والفقيرة فانفجر الوضع ونزلت الناس للشارع، 90% من المتظاهرين هم من المستقلين ولكن هناك آخرون من قلب الحكومة اتخذوا من الشارع مطية من أجل مساومات ومصالح شخصية لأخذ حصص من الحكومة وهم القوات اللبنانية وتيار المستقبل والحزب التقدمي الاشتراكي التابع لوليد جنبلاط. 


واستكمل أستاذ العلاقات الدولية حديثه بقوله، «نتيجة المرحلة السابقة من عدم استقرار الوضع السياسي تم تسمية حسن دياب وهو نائب رئيس الجامعة الأمريكية ببيروت ومعروف بأهوائه الأمريكية، ليصبح رئيسا للحكومة وسط أمنيات أن يكون من المستقلين الذين يمكن أن يشكل حكومة اختصاصيين، لكن المشكلة أن أركان الطبقة السياسية سمت دياب كونها رأت أنها لا تستطيع التنازل عن محاصصتها بالحكومة وهذا أدى إلى التسويف والمماطلة بتشكيل الحكومة وصولا إلى اعتقاد الطبقة السياسية بوقت من الأوقات بأن زخم الشارع قد تراجع فا جاءت تفرض شروطها لإعادة تشكيل حكومة بنفس منهج الحكومات السابقة وهو ما أدى لانفجار غضب الشارع مجددا».


جزء من متظاهري الثلاث تيارات التي تعمل لمصالحها، أرادوا الاستفادة من تلك التظاهرات لكونهم كانوا يأملون في إعادة الحريري رئيسا للحكومة وبالتالي العودة إلى ما قبل الـ 17 أكتوبر في مقابل تسوية إقليمية بين الإيرانيين والأمريكان بلبنان أو العراق أو غيرها من الساحات.

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة