طائرة الخطوط الأفريقية
طائرة الخطوط الأفريقية


فيديو| طائرات الخطوط الأفريقية الوطنية الليبية تنقل المرتزقة السوريين لطرابلس

عبدالله علي عسكر

السبت، 18 يناير 2020 - 03:01 م

بثت عدد من وسائل الإعلام الليبية وصفحات التواصل الاجتماعي مقطع فيديو يظهر فيه عشرات «المرتزقة» السوريين الموالين لتركيًا، على متن إحدى طائرات الخطوط الجوية الأفريقية الوطنية أثناء توجههم إلى القتال في ليبيا.

وأوردت صحيفة «الجارديان» البريطانية، في تقرير لها، الأربعاء الماضي، أن هناك دفعة جديدة من الإرهابيين السوريين الموالين للرئيس التركي تم نقلهم نهاية الأسبوع الماضي عبر طائرة الخطوط الأفريقية "إيرباص 320 “ من تركيا إلى طرابلس للانضمام لبقية المرتزقة الذي يتم جلبهم من الشمال السوري للقتال ضمن قوات حكومة فائز السراج بمرتب يبلغ 2000 دولار شهريًا. 

وحسب موقع «الساعة24» الليبي فإن الطائرة التي ظهرت في مقطع الفيديو والتي تقل المرتزقة السوريين تابعة للخطوط الجوية الأفريقية المملوكة للشعب الليبي والتي تديرها حكومة الوفاق الوطني بقيادة فائز السراج.

وبيّن المقطع عشرات المرتزقة السوريين، بعدد تقريبي يتراوح بين 150 – 200 مقاتلاً، حيث حرص البعض منهم على تغطية وجهه منعًا للتعرّف على هويته.

وحسب مصادر محلية، فيسلك “المرتزقة” الطريق الذي مرّت منه الدفعات السابقة، والذي يبدأ من مناطق درع الفرات وغصن الزيتون، باتجاه معبر حور كلس العسكري، ومنه إلى مطار غازي عينتاب وبعدها إلى الأراضي الليبية عبر طائرة مدنية.

وقالت صحيفة «الجارديان» البريطانية، في تقرير لها، الأربعاء الماضي أن هذا الانتشار يأتي بعد موافقة تركيا الشهر الماضي على مساعدة مليشيات السراج، في مواجهة قوات الجيش العربي الليبي.

وقالت الصحيفة: "لقد دعمت أنقرة المعارضة السورية منذ الأيام الأولى للمعركة ضد الرئيس السوري بشار الأسد، حتى عندما أصبحت مجموعة المظلة الأصلية للجيش السوري الحر ضعيفة ومنقسمة بسبب الاقتتال الداخلي ونمو العناصر الإسلامية داخل صفوف المتمردين، حيث تستخدم تركيا الآن بعض مقاتلي المتمردين كوكلاء ضد القوات التي يقودها الأكراد، على الرغم من مزاعم انتهاكات حقوق الإنسان من قبل منظمات الرقابة".

وصرحت كلوديا جاتسيني، وهي محللة كبيرة في شؤون ليبيا بمجموعة الأزمات الدولية، بأن هذا وضع مختلف تمامًا عن سوريا، المشاعر المعادية للأتراك قوية بالفعل بسبب تدخل أنقرة ويمكن أن تنمو نتيجة لذلك، وتلعب لصالح حفتر.

وتم نشر مجموعة أولى من 300 رجل من الفرقة الثانية في الجيش السوري الحر، وهي مظلة من الجماعات السورية المتمردة بتمويل من تركيا، غادرت سوريا عبر معبر حوار كلس الحدودي العسكري في 24 ديسمبر الماضي، تلاتها 350 آخرين في 29 ديسمبر، ثم نُقلوا إلى العاصمة الليبية، طرابلس جوا، حيث تم إرسالهم إلى مواقع المواجهة في شرق المدينة.

وقالت مصادر في الجيش السوري الحر: “إن المقاتلين وقعوا عقودًا مدتها ستة أشهر مباشرة مع حكومة السراج، وليس مع الجيش التركي، مقابل 2000 دولار (1500 جنيه إسترليني) شهريًا – وهو مبلغ ضخم مقارنة بـ 450- 550 ليرة تركية (52 جنيه إسترليني – 72 جنيه إسترليني) شهريًا كانوا يكسبونها في سوريا، كما تم وعدهم بالحصول على الجنسية التركية، وهي الجزرة التي تستخدمها أنقرة للتملق للمقاتلين في الألوية على جدول رواتبها لعدة سنوات.

وتدفع تركيا أيضًا الفواتير الطبية للجنود الجرحى، وهي مسؤولة عن إعادة القتلى إلى سوريا. وقد توفي أربعة سوريين على الأقل في ليبيا بالفعل، ويمكن لصحيفة الجارديان التأكيد على ذلك، على الرغم من أن وحداتهم قالت إنهم ماتوا أثناء تواجدهم في الخطوط الأمامية ضد القوات التي يقودها الأكراد في شمال شرق سوريا.

وفي الشهر الماضي، ظهرت لقطات هاتفية على وسائل التواصل الاجتماعي لرجال يتكلمون بلهجات سورية في طرابلس، حيث قال أحدهم: “الجيش السوري الحر موجود في ليبيا للدفاع عن الإسلام”، في حين قال رجل سوري آخر: "لقد حررنا هذا المعسكر بأكمله من قوات حفتر".

وأثارت اللقطات التساؤل من قبل الكثيرين الذين تعجبوا كيف ولماذا انتهى الأمر بعيدًا عن الوطن بالرجال السوريين – الذين لا يزالون اسميا يقاتلون في الحرب المستمرة منذ تسعة أعوام ضد الأسد، في الوقت الذي نفت كل من أنقرة وطرابلس مرارًا وتكرارًا وجود مقاتلين سوريين في ليبيا، كما فعل الجيش السوري الحر. تدرك صحيفة الجارديان أن المقاتلين السوريين في البلاد مُنعوا منذ ذلك الحين من نشر أي دليل على مكان وجودهم على وسائل التواصل الاجتماعي.

وقال أردوغان الأسبوع الماضي إن تركيا أرسلت حتى الآن 35 جنديًا فقط إلى طرابلس بصفة استشارية. وعلى عكس التوغل في أكتوبر الماضي في المناطق التي يسيطر عليها الأكراد في سوريا، فإن التدخل في ليبيا لا يحظى إلا بدعم ضئيل من الجمهور التركي، لكنه بعد حديثه يوم أمس الثلاثاء، بعد أن غادر حفتر المحادثات في موسكو دون الموافقة على وقف لإطلاق النار، قال إن تركيا لن تمتنع عن “إعطاء درس يستحقه” للجنرال حفتر.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة