عاطف زيدان
عاطف زيدان


يوميات الأخبار

«بطيخـة» الـزواج !

عاطف زيدان

السبت، 18 يناير 2020 - 07:19 م

«كلمات مهند عماد سفير الاطفال، ناقوس خطر لنا جميعا، لإعادة غرس وترسيخ القيم الجميلة فى ابنائنا منذ الصغر. الحب والاحترام والتسامح والرضا وحسن الظن بالآخرين والعمل والاخلاص والصدق فى القول والعمل».

لا أدرى من هو العبقرى الذى وصف الزواج بـ»بطيخة»، قد يصبح باباً واسعا لحياة كلها هناء وسعادة وراحة بال، ورزق وفير، يعنى بطيخة «حمرا»، وقد يصبح ساحة للنكد والشجار «عمال على بطال»، والفقر والعوز، يعنى بطيخة «قرعة». هناك بلا شك انواع من البطيخ «نص نص» بمعنى لا هى حمراء لذيذة ولا قرعة ماسخة!! وحتى اكون موضوعيا لا يجب تحميل الزوجة وحدها مسئولية سعادة او شقاء الاسرة، وان كنت شخصيا ارى ان الزوجة تتحمل الجانب الاكبر. فابتسامتها تملأ البيت بهجة، ونفسها يجعل الطبيخ ألذ وأشهى، واناقتها وزينتها تجعل الزوج اسعد الرجال. لكن لا يجب ان نعفى الزوج من اى مسئولية، فليس بجيوبه وحدها تكتمل سعادة اسرته، وانما يجب ان يدرك ان به وحده تتفجر مواطن العطاء فى قلب زوجته. على أى حال أظن أن الاختيار الصحيح لشريكة أو شريك الحياة هو أساس إقامة أسرة سعيدة. والاختيار الصحيح فى رأيى يبدأ من القلب الذى يهلل ويكاد يقفز من صدر صاحبه، عندما يلتقى صدفة أو بترتيب مسبق، بمن يتوافق معه، وهذا سر لا يعلمه الا الله. فالحب قدر. قد يقع لك مرة او اكثر، وقد لا تصادفه أبدا. فاذا دق قلبك فاعلم انها قد تكون بداية توديع حياة العزوبية، لكن قبل ذلك، حكّم عقلك واختر أو اختارى ذا الدين أو ذات الدين. ولا تنس التكافؤ الاجتماعى والثقافى والمادى. وان كانت تلك العناصر لا تعد اساسية لضمان زواج ناجح، لكنها بلا شك تهيئ الطريق لذلك. ليس مهمًا ان يكون اللقاء الاول تم بالصدفة او بترتيب العائلة. المهم ان يحدث الانبهار واللهفة والشوق والارتياح ورقصة القلب من اول نظرة. فالحب الجارف ينفجر من تلك النظرة الاولى ويكبر اكثر مع تتابع اللقاءات ثم العشرة الطيبة وتراكم الذكريات المشتركة. لا أتصور زواجا سعيدا ممتعا بدون تلك المشاعر والعلامات التى تظهر من اللقاء الاول. عندئذ تأكد أن بطيختك ستكون حمراء، أو فى أسوأ الاحوال «نص ونص»، لكنها لن تكون «قرعة» أبدا!!
فُكها يا دكتور معيط
الاحد:
انجازات السياسة المالية بقيادة الدكتور محمد معيط لا يمكن انكارها. تحول عجز الموازنة من 35% قبل بضع سنوات إلى 2% فائضا أوليا العام المالى الماضى. والقضاء على سفه دعم الطاقة الذى كان يستفيد منه الاغنياء اكثر من الفقراء. وارتفاع معدل النمو إلى 5.6%، وزيادة الايرادات الضريبية بشكل كبير وارتفاع الانفاق على الصحة والتعليم ودعم السلع الاساسية. كل هذا وغيره الكثير يؤكد ان سياستنا المالية فى ايد امينة. وما يزيد الامر تفاؤلا اشراف الدكتور معيط الخبير الاكتوارى اصلا على منظومة التأمين الصحى الشامل. لكن ما أتمناه ان «يفك وزير المالية ايده شويه» على الموظفين واصحاب المعاشات الغلابة. باقرار زيادة متدرجة فى الدخول تقضى على ما بها من فوارق رهيبة ومعيبة. حينئذ سيشعر الناس بثمار الاصلاح الاقتصادى فعليا، بتحسين مستوى معيشتهم، وليس بالارقام الزاهية المنشورة فقط.
«بنحبك يا مهند»
الاثنين:
كلمات مهند عماد، أوجعت قلبى. لماذا نتنمر ببعضنا البعض؟!. طفل برىء من ذوى الاحتياجات الخاصة، يشكو من مضايقات الاخرين. ليس هو فقط وانما احدى زميلاته من نفس الفئة، وغيرهما الكثير. مهند الطفل البرىء الجميل، نبش جرحا تتسع مساحته فى مجتمعنا يوما بعد يوم. ولا نعيره الانتباه الواجب، حتى اصبحت الشكوى من اوجاعه لا تقتصر على ابنائنا واهالينا من ذوى الاحتياجات الخاصة. وإنما تشمل معظم افراد المجتمع. مما أدى إلى انتشار امراض نفسية لم يكن لها وجود فى مصر خلال العقود الماضية. خاصة الاكتئاب. وبات الحنين إلى الماضى الجميل هو المهرب من زمن لا يحترم فيه الاخر ولا يرضى فيه الكثيرون بنصيبهم. لم يعد للحب مكان، ولم يعد للتسامح مساحة فى عالم ينظر فيه الكثيرون إلى ما  فى ايدى الاخرين، بدلا من ان يحمدوا الله على ما فى ايديهم. الابتسامة غابت عن الوجوه. الكل متحفز للكل. فى الشارع، فى العمل، وحتى فى الاماكن العامة والاسواق. نسينا قيمنا الجميلة وتراثنا الثرى «الابتسامة فى وجه اخيك صدقة». «يكب الناس على وجوههم فى النار من حصائد ألسنتهم». «المؤمن من أمنه الناس على اموالهم واعراضهم والمسلم من سلم الناس من لسانه ويده». «..فليقل خيرا أو ليصمت»، «عامل الناس كما تحب ان يعاملوك». احاديث نبوية شريفة وحكم واقوال مأثورة توارثناها من الاجداد. عشنا بها قديما وغرست فينا. منا من لايزال يتمسك بها ويغرسها فى ابنائه، والاكثرية تخلصوا منها وانخرطوا فى امواج التنمر والوقيعة والحقد والحسد ضد الاخرين. وظهرت كلمات مقيتة من عينة «تحفيل» و»إسفين» و»زمبة» الخ الخ لكن جاء الطفل الجميل مهند عماد، وفى حضرة رأس الدولة، ليعبر عن معاناته وبعض زملائه من اعتداءات الاخرين. وطلب بتلقائية من الرئيس السيسى تدريس «احترام الاخر» فى المناهج التعليمية. لينكأ الجرح المهمل، والذى ارى انه السبب فى حالة الاحباط وعدم الرضا التى تسيطر على الكثيرين. فبدلا من انشغال كل منا بنفسه وعائلته تفرغ البعض للكيد والقيل والقال وايذاء الاخرين سعيا للفوز بما ليس من حقهم وتحقيق منافع ومناصب لا قيمة لها مادامت الوسائل المستخدمة لتحقيقها غير شريفة. ومما يؤسف له ان حزب ماسحى الجوخ والمنافقين والزمبجية يفوز فى معظم الاحوال فى تحقيق اهدافه، على جثث اهل القيم والمشاعر النقية الشريفة والقلوب العامرة بالحب والكفاءة والجدارة. لتصبح الشكوى من «زمن ردىء» على كل لسان.
كلمات مهند عماد فى مؤتمر «قادرون باختلاف» ناقوس خطر لنا جميعا، لاعادة غرس وترسيخ القيم الجميلة فى ابنائنا منذ الصغر. الحب والاحترام والتسامح والرضا وحسن القول وحسن الظن بالاخرين والعمل والاخلاص والصدق فى القول والعمل.
ومما يسعد النفس ان الرئيس السيسى تجاوب فورا مع مطلب مهند سفير الطفولة وقال خلال المؤتمر: «يا مهند هتتعمل فورا».
وقال الرئيس إنه يدرك جيدًا أن المجتمع الذى يقدر أبناءه من ذوى القدرات الخاصة ويسخر لهم كل الدعم والرعاية الممكنة، هو المجتمع الأقرب إلى تحقيق أكبر معدلات من التنمية والتقدم والنهضة الشاملة فى جميع المجالات. مشيرا إلى أن هذا المجتمع يرفع من شأن أبنائه ويقدر إنجازاتهم، ويرى تمكينهم ودمجهم فى شتى مجالات الحياة غاية نبيلة وسامية.
وانا بدورى اقول لمهند عماد وغيره من ابناء مصر الصغار والكبار الذين يعانون من تنمر وعدم احترام الاخرين لهم: آسفين يا مهند.. وأضيف ان تدريس مادة احترام الاخر وحده لا يكفى. فلنرفع جميعا فى العام الجديد 2020 شعار الحب لإنصاف ضحايا التنمر وما اكثرهم: بنحبك يا مهند.
أيامنا الحلوة
الثلاثاء:
أعشق إذاعة الأغانى. ولا أكاد أغير المحطة خلال قيادتى السيارة إلا لسماع نشرة الأخبار على رأس الساعة او عناوين الاخبار براديو مصر. ويحلو لى إغلاق زجاج السيارة ومعايشة الأغانى القديمة الرائعة، والاستمتاع معها أثناء القيادة. الغريب أننى أكتشف فى كل مرة معانى جديدة فى معظم اغانى المطربين والمطربات العظماء المقربين إلى قلبى، أمثال حليم وفوزى ونجاة وعبد الوهاب وميادة الحناوى وفيروز، رغم أننى استمعت لتلك الأغانى عشرات بل مئات المرات. وعبرت عن ذلك لأحد أصدقائى الادباء فقال ان نفس الأمر يحدث معه كلما أعاد قراءة روايات كتابنا الرواد أمثال نجيب محفوظ وإحسان عبد القدوس ومحمد عبدالحليم عبدالله ويوسف إدريس وغيرهم. وفسر ذلك باختلاف المرحلة العمرية فى كل مرة. فما نقرؤه أو نستمع اليه فى مرحلة الصبا، يترك فى نفوسنا أثرا يختلف عن مرحلة الشباب وما بعدها. فلكل مرحلة سنية مفرداتها ومفاهيمها. ويختلف الأثر من مرحلة إلى أخرى. بل يختلف أيضا من شخص إلى آخر وفقا لاختلاف النفوس والثقافات والتجارب الحياتية، لكن تبقى تلك الأغانى الخالدة معينا لا ينضب لايامنا الحلوة والمرة.
العمالقة والصعاليك
الأربعاء:
أستمتع كثيرا بجلسات الصديق الكاتب الكبير محمد رجب، فى صالة التحرير، أيام الثلاثاء والأربعاء والخميس، بعد انتهاء كل منا من أعماله. سبب متعتى ما يربطنى بالصديق الغالى من روابط حب وتقدير كبيرين وذكريات جميلة، منذ سنوات الشباب الأولى. إضافة إلى ما يختزنه رجب -صديق الصعاليك والعمالقة - من حكايات ممتعة، تجعلنى ألح عليه، لسردها فى كتاب جديد تحت عنوان «حكايتى مع العمالقة والصعاليك» فى بلاط صاحبة الجلالة، أظنه سيكون الأعلى توزيعا فى تاريخ النشر. فقد اقترب رجب كثيرا من العمالقة أمثال مصطفى أمين وموسى صبرى وإبراهيم سعده وانيس منصور. وصادق أيضا أناسا من مختلف الفئات، رجال أمن كبارا وعمالا وسائقين ومخبرين وغيرهم. كما عايش صعود وهبوط مشاهير ورجال أعمال، ناهيك عن حسناوات من مختلف الطبقات. حكايات وحواديت مثيرة، تمثل تأريخا فى رأيى لفترة هامة من مسيرة اخبار اليوم والصحافة، بل ومصر كلها. وآمل بهذه السطور تحفيز كاتبنا الكبير على إصدار هذا الكتاب الذى ستتسابق للفوز به دور النشر المختلفة.
آخر كلام
تلوميننى..
لأنى أحبك حبا كبيرا
أداعب فى شعرك الكستنائي
وأسبح فى وجهك المستدير
تلوميننى..
لانى اقوم فى عمق ليلي
أغنى اطير
وأنسج من اسمك العذب
لحنى القصير
تلوميننى..
وكل الخلائق منك تغار
جعلتك فوق جميع النساء
فهل تشعرىن بحبى الكبير؟!

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة