محمد عبد الواحد
محمد عبد الواحد


الخروج عن الصمت

رسالة اعتذار

بوابة أخبار اليوم

الأحد، 19 يناير 2020 - 06:52 م

 

بقلم/ محمد عبد الواحد

فى لغة الاعتذار التى يجدها البعض أنها لا تغير شيئا فى الحياة غير أنك تصب الماء البارد على النار وتعود لأخطائك مرة ثانية.


أجدها أنا أسمى معانى الحياة لأنك تعتذر لنفسك وعنها، فتعتذر للنفس لأنك أوقعتها فى حرج سبب لها ألما ستدفع ثمنه لأنها وقفت صاغرة أمام من أخطأت فى حقه، وتعتذر عنها بالإقرار بالخطأ وبالجرح الذى سببته للآخرين لأنها حاولت أن تنتقص منهم، وقد يعتبره البعض غير مجدٍ لأنه لو فكر ألف مرة لما وقف موقف المعتذرين.. واعتبره أنا من شيم الكبار لأنك اعترفت بما بدر منك وأردت إصلاحه وتهذيبه.


لذلك أعلنها نيابة عن شعبنا الحبيب بالاعتذار لأبنائنا الأطباء، لأننا أضعناهم نتيجة للإهمال وسوء التخطيط، أضعناهم لأن البيروقراطية فى تنفيذ القرارات تعنت واصطياد أخطاء لا فائدة منها تعود على الوطن إلا أن الكل متربص بالآخر، وفوق كل ذلك الإصرار على التنفيذ حتى لو أودى بحياة الآخرين، رغم أن الطرف الآخر لم يكن يعارض قرارات الدولة أو رعاية الرئيس لها، لكن بالجهل تحاول جيدا أن تجعله مقصرا ورافضا، ولو فكرت ثوانى لكان تنفيذ القرار أسهل من ذلك، بأن انتقل إليهم من يدربهم فى أماكنهم بدلا من حصد أرواحهم.


أعتذر لأزواجهم لأننا تسببنا لهم فى جرح غائر لا يضمده يد تداوى هذا الجرح أو تحاول أن تحنو عليه.


أعتذر لأسرهم لأن الحزن دق أبوابهم بعد أن ظنوا أن الحياة عادت لتبتسم لهم من جديد بعد الانتهاء من المعاناة فى تعليم أبنائهم.


أعتذر لكل مرضى الوحدات الصحية بعد أن أصيبت بالعجز نتيجة لفقدان طبيبها المقيم.


أقدم الاعتذار لكل من بقى منهم على قيد الحياة، رغم الألم الذى تعانى منه النفوس كلما نظرت إلى عجزها أو وجدت نظرة شفقة فى عيون من تحاول أن تسعفهم أو تداوى آلامهم.


أخيرا أجد أن المسئولين عليهم أن يعتذروا لأنفسهم لأن الحادث أظهر صغرهم وأنهم ليسوا على قدر المسئولية التى وضعتها الدولة فى أعناقهم.


أن يعتذروا لأنفسهم لأن الحادث أظهر عورات وحداتهم الصحية واستقبال مستشفياتهم التى طالما حاولوا إخفاءها عن عيوننا واعترف الأطباء بوجودها فى حياتهم اليومية وهم يناطحون السحاب مع المرضى لعدم الإيفاء بملتزماتهم.

 

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 
 

 
 
 

 
 
 

مشاركة