كرم جبر
كرم جبر


إنها مصر

الإخوان والأحـلام اليائسـة !

كرم جبر

الأحد، 19 يناير 2020 - 07:34 م

المثير للغرابة بعد تسع سنوات من أحداث ٢٥ يناير، أن يستمر الإخوان فى قراءة المشهد السياسى، بنفس الغباء المزمن المصاحب لهم منذ نشأتهم، ولم يفهموا أن الذى يميز مصر، أنها دولة تستمد عوامل قوتها من مخزونها الإستراتيجى، ولديها القدرة على تحقيق الاستقرار لشعبها، و«لو» استوعبوا دروس صدامهم المتكرر بالدولة منذ نشأة الجماعة، لكان مصيرهم أحسن حالا.
٢٥ يناير كانت للإخوان بداية ونهاية، حلما سعيدا وكابوسا مزعجا، جماعة تحولت لعصابة ورئيس أصبح جاسوسا، ومكتب إرشاد «كامل العدد» تغير محله المختار من المقطم إلى طرة.
أكبر سيناريوهات الفشل الإخوانية، كانت تصعيد العمليات الإرهابية، فارتدت كالمسمار الحاد فى نعشهم، وتوارى المؤيدون لهم والمتعاطفون معهم، ورب ضارة نافعة فقد زاد تلاحم عناصر القوة الثلاثة «الشعب والجيش والشرطة» للمضى فى الحرب ضد الإرهاب إلى نهايتها، وسقط القناع الإخوانى الكاذب، المرصع بخدع وأكاذيب مشروع الخلافة الإسلامية، وكانت رسالة المصريين للجماعة الإرهابية هى: ابحثوا لخلافتكم عن أرض غير مصر وشعب غير المصريين.
لعبوا على الاستقواء بالخارج، والترويج بأن مصر تعيش أجواءً من عدم الاستقرار، فصدمهم ما يحدث فى الواقع، وأن الدولة المصرية تكسب مساحات واسعة شرقا وغربا، ويترسخ دورها كقوة إقليمية، واستطاعت أن تنجو من زلزال الجحيم العربى، وتبنى جيشا هو الأقوى فى المنطقة، وتحفظ وحدة أراضيها وتنمى قدراتها الذاتية، وباتت خيانتهم بالخارج مثيرة للشفقة والرثاء، وشاهدًا حيًا على تراجع مفهوم الهوية الوطنية لصالح خلافتهم الكئيبة.
فعليا.. مدت 25 يناير حبالها للإخوان حتى خنقوا أنفسهم بها، فالجيل التاريخى انتهى دوره السياسى والدعوى، وتغرب عنه الشمس داخل السجون والزنازين، ومع توالى صدور الأحكام بدأت مقاومتهم فى الانهيار، ودب اليأس فى نفوسهم، رغم محاولاتهم الظهور بالثبات والجلد، وأسدل الستار على الرموز الإخوانية التاريخية، التى ظلت تدير وتحرك على مسرح الأحداث طوال خمسين عاما، بعد أن قادوا الجماعة إلى كارثة الاصطدام العنيف، بصخور مدببة تمثلها مؤسسات الدولة الصلدة، التى استهانوا بها ولم يعملوا حسابها.
وواقعيا.. تتخبط قيادات الإخوان الهاربة إلى الخارج، فى معركة «الأحلام اليائسة» ضد الدولة المصرية، ويبنون تصوراتهم الخاطئة على جنون اسمه «استرداد الثورة»، ويخيل لهم بفعل هواجس الغربة والاغتراب، أن مصر ترقص فوق صفيح ساخن غضبا لرحيلهم وأملا فى عودتهم، دون إدراك أو وعى بالمتغيرات الهائلة التى حدثت فى عام توليهم السلطة، وحصيلته «لقد نفد رصيدكم».
25 يناير كانت بداية ونهاية، أجلستهم فوق مقعد السلطة فصعقهم، ووضعتهم تحت شمس الحكم فحرقتهم.. وكان ضروريا أن يحكموا ليسقط عنهم قناع الخداع التاريخى، وتنهار مزاعم روجها النخبة وصدقها البسطاء، بأنهم «ناس طيبين»، وكان مفيدا اللدغ من الجحر حتى لا نعود إليه.

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة