عبدالقادر شهيب
عبدالقادر شهيب


شىء من الأمل

إخفاق ألمانى لأردوغان

‬عبدالقادر شهيب

الإثنين، 20 يناير 2020 - 07:35 م

لم يكن الأمر اللافت للانتباه فى مؤتمر برلين الذى دعت إليه ميركل بعد إعداد طال لعدة أسابيع هو عدم مشاركة أى طرف ليبى فيه، رغم وجود كل من المشير حفتر والسراج فى برلين اثناء انعقاده تلبية لدعوة المستشارة الألمانية !..

فقد أدرك منظمو المؤتمر، خاصة بعد ما حدث قبلها فى موسكو صعوبة التوصل إلى نتائج بخصوص التقدم فى حل مشكلة حادة خلال مؤتمر لا يستغرق سوى بضع ساعات فى ظل وجودهما داخله، حيث كانت سوف تستهلك هذه الساعات فى صدامات واتهامات متبادلة، ولعل ذلك يفسر قول بوتين : لم ننجح فى جمع الطرفين.


كما لم يكن أيضا اللافت للانتباه خلو البيان الختامى لمؤتمر برلين من أى آليات لمراقبة الالتزام بوقف إطلاق النار الذى دعا إليه، رغم إبداء رئيس الوزراء البريطانى استعداد بلاده للمشاركة فى أية قوات دولية تتولى هذه المهمة.. وهو ذات الأمر الذى ينطبق على دعوة المؤتمر لوقف تزويد أطراف الصراع العسكرى فى ليبيا بالأسلحة، حيث قالت المستشارة الألمانية ان المشاركين فى الموءتمر والذين مثلوا احدى عشر دولة وأربعة منظمات دولية واقليمية لم يناقشوا فرض عقوبات على من يخترق هذا القرار ويقوم بشحن أسلحة إلى ليبيا.. فقد أدركت المستشارة ميركل أن أزمة حادة مثل الأزمة الليبية لا تحل من خلال مؤتمر يستغرق يوما واحدا فقط حتى ولو تم التحضير له بشكل جيد.


كذلك لم يكن من اللافت للانتباه أن مؤتمر برلين اقتصر فقط على التوصل إلى توافق بين الأطراف المعنية بالأزمة الليبية وبطريقة وأسلوب حلها،دون الولوج مباشرة إلى قلب الأزمة لتفكيكها، وترك ذلك للمنظمة الدولية ومبعوثها الخاص بليبيا، ولذلك اتفق المشاركون فيه على عرض ما اتفقوا عليه على مجلس الأمن وذلك بعد موافقة الأطراف الليبية عليه.. فهذا أمر كان ضروريا فى حد ذاته لأنه كان يعطل حدوث انفراجة فى هذه الأزمة وتنفيذ حل لها، لأن بعض المشاركين فى هذا المؤتمر صاروا مشاركين فى هذه الأزمة.. وقد اهتمت ميركل ان تشير إلى الدور الذى لعبته كل من مصر والإمارات وروسيا فى التوصل إلى هدا التوافق.


لكن اللافت للانتباه حقا هو الإخفاق الذى عانى منه الرئيس التركى اردوغان فى برلين.. فكل ما ذهب إلى برلين من أجله لم يحققه.. فهو كان يريد كما وضح فى موسكو أن ينتزع من المجتمعين قرارات تساند حليفه السراج وتحميه هو وحكومته من السقوط، ولم يظفر بذلك.. فقد خلا البيان الختامى لمؤتمر برلين من أى إشارة لشرعية دولية للسراج كان يتباهى بها من قبل، ولكن تم التعامل معه كطرف فى صراع عسكرى، بات ملزما بأن يفك تحالفه مع المليشيات المسلحة، وأن يقبل بأن تقوم بتسليم سلاحها إلى الجيش الوطنى الليبى، الذى اعترف له مؤتمر برلين بحق حماية كل موءسسات ومنشآت ليبيا.. وكان اردوغان يريد أيضا أن يكون لتركيا دور، اى دور، فى عملية حل الأزمة الليبية حتى يأتى الحل على هواه وبما يحقق أطماعه فى الثروات الليبية وفى كل غاز شرق المتوسط، لكنه لم ينل ذلك، بعد أن تجاهل الأوروبيون تحذيراته لهم قبلها بيوم واحد بإغراقهم بالمهاجرين غير الشرعيين القادمين من ليبيا، بل إن الرئيس الفرنسى افتتح المؤتمر بمطالبة تركيا بوقف تدخلها فى ليبيا ووقف إرسال الإرهابيين لها.


وهكذا عاد اردوغان من برلين يعانى من الإخفاق كما حدث فى الأسبوع الذى قبله حينما عاد من موسكو.. ولذلك لم يعد أمامه الآن سوى ما اعتاد دوما عليه فى السنوات الأخيرة وهو تكثيف مؤامراته ضدنا فى مصر، لأنه يدرك انها وراء هذا الإخفاق الذى لحق به، وذلك من خلال تحريك وتنشيط خلايا الإخوان التى تحتضنها تركيا ضدنا.. هو سيفعل ذلك حتى ولو خرج بعض مساعديه ليمدوا يد التعاون معنا، كما فعل مستشاره للأمن القومى مؤخرا.

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة