منصات «السوشيال ميديا» تساند الجماعة الإرهابية.. وتروج لأوهام عودة الخلافة
منصات «السوشيال ميديا» تساند الجماعة الإرهابية.. وتروج لأوهام عودة الخلافة


منصات «السوشيال ميديا» تساند الجماعة الإرهابية.. وتروج لأوهام عودة الخلافة

محمد قنديل- ياسمين سامي

الجمعة، 24 يناير 2020 - 03:38 ص

- صفحات ومجموعات «الفيس بوك» الإخوانية.. تدمر الوطن
- خبير أمن معلوماتي: هدفهم الإضرار بمصر وعلاقاتها بالدول الخارجية
- الخبراء: أدوات استخباراتية.. تعمل على اختراق المجتمعات العربية
- الميليشيات الإخوانية الإلكترونية أسسها خيرت الشاطر وهدفها الترويج لفكر الجماعة
- 34.5 مليون حساب للمصريين على «فيس بوك» 
- %65  من إجمالي المستخدمين لـ«فيس بوك» شباب أقل من 30 عاماً
- %13.5 معدل انتشار «فيس بوك» بمصر خلال الفترة الأخيرة
- 4.3 مليار عدد مستخدمي الإنترنت في العالم
- 3.2 مليار عدد مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي عن طريق الهاتف المحمول
- %10 معدل زيادة مستخدمي السوشيال ميديا والذين يعبرون لتلك المواقع عبر هواتفهم المحمولة سنوياً

اعتادوا على الكذب والتضليل، وتدليس الحقائق على طريقة وضع السم في العسل، فهم دائما ما يحاولون استخدام كلمات رنانة لا يعملون بها، يدعون الحرص على تحقيق العدالة الاجتماعية والحرية وسعيهم وراء الديمقراطية من خلال أقنعة تخفى الوجه القبيح لرغبتهم فى التخريب من أجل الوصول إلى السلطة، إنهم جماعة الإخوان المسلمين على اختلاف جنسياتهم ومصادر تمويلهم، فأفكارهم الإرهابية واحدة يستقونها من منبع واحد حيث لا معنى للوطن وإباحة لكل وسيلة من أجل الغاية حتى وإن كانت تلك الوسيلة سفك الدماء.

وبعد ما أعلنته وزارة الداخلية المصرية بخصوص ضبط إحدى اللجان الإلكترونية التركية الإعلامية إحدى أدوات حروب الجيل الرابع، والتي تبث تقارير سلبية تتضمن معلومات مغلوطة ومفبركة حول الأوضاع بمصر لتشويه صورة البلاد، حرصت «الأخبار» على رصد أبرز المنصات الإعلامية الإخوانية ولجانهم الإلكترونية والتي تبث الأكاذيب وتنشر الشائعات مستغلين أي أزمة والمتاجرة بآلام المصريين من أجل زعزعة الاستقرار ونشر الفوضى لتحقيق وهم عودتهم لمصر ونشر فكرة عودة الخلافة حتى وإن لجأوا إلى ديكتاتور يحتمون أسفل مظلته ليحقق لهم حلمهم المنشود المتفق مع أطماعه الواهية فى كونه خليفة عثمانيًا يحكم العالم.

صفحات ومجموعات على موقع التواصل الاجتماعي «فيس بوك» عديدة لازالت تنشر الأكاذيب والشائعات وتحاول الترويج لأوهام عودة الإخوان إلى الحكم بل والانتقام من الشعب المصرى الذى قرر أن يتمرد على حكمهم بعدما سقط قناعهم فى ثورة 30 يونيو من خلال أذرعهم وهى اللجان الإلكترونية، ولعل أبرزها من حيث المنضمين لها «مجموعة أصدقاء الجزيرة مباشر» والتي تتبعها أيضا مجموعة مغلقة ينادون الشباب الثوري بحسب ما كتبه أحد المنضمين لها بضرورة عودتهم للميادين وحث جموع الإخوان من كافة الأرجاء للنزول مرة أخرى وعدم نسيان أيام التجمهر فى ميدانى رابعة العدوية وميدان النهضة، بينما كتب آخر أن «انتو نايمين ليه.. جايين فى أهم وقت وأخطر وقت تناموا وتنسوا القضية.. لازم نبث الأمل ونحييه تانى ونفكر الناس» وذلك لعدم التفاعل الكبير على الصفحة ومع المنشورات التى يتم نشرها على الصفحة وكذلك على المجموعة التابعة لها، والتى عندما قمنا بتتبع من يساهمون فى نشرها لجذب أكبر عدد من المنضمين اتضح أنه باسم «محمد.م» يبلغ من العمر 20 عامًا بحسب البيانات التى كتبها على صفحته الشخصية.


الرموز المتطرفة

صفحة أخرى باسم «رابعة العدوية رمز الحرية» والتى تقوم بنشر بعض المنشورات الساخرة مما تحققه مصر حاليا من إنجازات على كافة المجالات والتنمية الشاملة، وكذلك لازالت تدافع عن الرموز المتطرفة أبرزهم حازم أبو أسماعيل التى لازالت الصفحة تدافع عنه وكذلك تضع صور الرئيس المعزول محمد مرسى.

صفحة «الثورة قادمة» والتى يتابعها أكثر من 3 آلاف ونصف، تعتمد على تشويه المؤسسات العسكرية وتزيف الحقائق فتقلبها رأسا على عقب وتقتبس مقولات من رموز الإخوان ودعاة الإخوان والسلفية وتروج لفكر رجب طيب أردوغان واستراتيجياته وخططه وأطماعه فى السيطرة على ثروات منطقة الشرق الأوسط.

اللافت للنظر هو أن معظم المروجين لتلك الصفحات والمشتركين عليها هم فى الفئة العمرية التى تبدأ من 16 عامًا وكذلك حتى 38 عامًا وهى الفئة العمرية التى تقصدها الجماعات المتطرفة لأسباب مختلفة منها سهولة الاستقطاب أو استغلال الظروف التى يمرون بها سواء اقتصادية أو اجتماعية أو مادية.

كل تلك الصفحات لازالت تعمل من أجل «الصيد فى الماء العكر» من خلال التهويل من الأزمات، وفى حالة الإنجازات يحاولون تشويهها، ولعل استخدام «الهاشتاج» فى إطلاق حملات ضد المسئولين فى الدولة أبرز ما رصدته «الأخبار» خلال البحث فى تلك الصفحات مطالبة بإقالتهم، وتتوالى حملات المشاركة للمنشورات حتى يتوه المصدر الأول الذى أطلق الحملة والذى غالبا ما يكون من حساب وهمى تطلقه لجنة إلكترونية حتى يصل لحسابات حقيقية تقوم بمشاركته أيضًا.

وقد سبق أن قال الرئيس عبد الفتاح السيسى، إن التحدى الذى يواجه مصر يتمثل فى حروب الجيل الرابع، ودول المنطقة تحتاج بذل الجهد فى توعية مواطنيها، مضيفًا خلال الندوة التثقيفية الـ 31 للقوات المسلحة، بمركز المنارة، تحت عنوان «أكتوبر.. إرادة وتحدى»: «على كل أب وأم توعية ابنه وبنته إن ما يروه فى مواقع التواصل 80 أو 90% منه غير صحيح، ولا يستند إلى كلام علمى، بالإضافة إلى استهدافهم من قبل الأجهزة واللجان الإلكترونية»، وتابع: «اليوم يضع الأهل الهواتف أمام أطفالهم لإلهائهم؛ مما ينتج عنه أن الأطفال يعيشون فى عزلة مع أنفسهم وأسرهم ولن يتلقوا أى توجيه».

حسابات وهمية

أوضح وليد حجاج، خبير مباحث أمن معلومات الإنترنت، أنه يوجد ما يسمى بالكتائب الإلكترونية وهى عبارة عن مجموعات منظمة تقوم بمهام معينة تتكون من مجموعات مختلفة منها مجموعة تختص بسوشيال ميديا، ومجموعة خاصة بالصحافة، ومجموعة تختص بنشر الأخبار، وأخرى تختص بإنشاء مجموعات السوشيال ميديا وهدفهم نشر الشائعات والمعلومات المغلوطة فقط لصالح جهة معينة ومن أجل الإضرار بمصر وعلاقاتها الخارجية خاصة بينها وبين الدول الإفريقية.

وأضاف حجاج أن هناك محاور أساسية يمكن التركيز عليها من أجل محاربة الشائعات أولها: تدريب الصحفيين والإعلاميين على التعامل بمنطلق دقة الخبر وليس السرعة فى نشره والاعتماد على مصادر المعلومة لكى تكون موثقة عند القارئ.

أما عن المحور الثانى فأوضح حجاج أنه يتمثل فى رفع التوعية لدى المواطن لكى تتم المقارنة بين الخبر السليم وغير السليم، وذلك عن طريق نوعية الأدوات التى يقومون باستخدامها، ويجب عليهم أن يقوموا بتقييم المحتوى بشكل جيد وليس بشكل عشوائى كما يتم، وأخيرًا الطرق السليمة للتعامل مع التكنولوجيا وذلك مع وجود حرية لتداول المعلومات.


وتابع خبير أمن المعلومات أن جماعة الإخوان الإرهابية من أكثر الجماعات التى تشكل كتائب إلكترونية من أجل ضرب علاقات مصر الخارجية وترويج الشائعات داخليًا وخارجيًا.

أدوات استخباراتية

يعلق عمرو فاروق، الباحث فى شئون الحركات الإسلامية والجماعات الإرهابية، بأن خلية الأناضول كشفت خطة المخابرات التركية التى تعتمد على إنشاء كيانات إعلامية وبحثية تستخدمها كأدوات استخباراتية تدير من خلالها أعمالها القذرة ضد دول المنطقة، عن طريق مؤسسة تم إنشاؤها لهذا الهدف تحت مسمى «sadat»، وتقوم بتنفيذ الأعمال غير المشروعة للنظام التركى ورئيسه رجب أردوغان، وتعتبر هذه الكيانات أداة تنفذ أجندة التخريب والفوضى داخل المنطقة العربية.

ويتابع بأن «الأناضول» تعد كيانا رسميا تابعا للمخابرات التركية، ويتم من خلالها اختراق المجتمعات العربية والدول الإسلامية، بهدف التجسس تحت شعار العمل الإعلامى، وبالعودة إلى الماضى فقد قامت هذه الوكالة بإقامة مقر رسمى لها فى القاهرة عام 2010، والدور الذى قامت به وتورطها فى أحداث 25 يناير 2011 فى مصر، وفقا للوثائق الأمريكية المسربة والتى أكدت دور تركيا فى دعمها للإخوان خلال حالة الفوضى التى انتشرت فى مصر عام 2011.. ويشير إلى أن استمرار عمل الوكالة رغم وقف نشاطها فى 30 أغسطس 2013، من قبل الهيئة العامة للاستعلامات، واستخدام لافتة مركز «سيتا»، أحد المراكز البحثة التابعة للمخابرات التركية وله فرعان أحدهما فى واشنطن والآخر فى إسطنبول، بشكل غير رسمى، يشير إلى تعمد النظام التركى محاولة اختراق الدولة المصرية، بهدف استخباراتى وليس إعلاميا ودعم الجماعة الإرهابية، بهدف إثارة البلبلة وزعزعة الاستقرار.

هدف تخريبي

ويحذر فاروق فى تصريحات خاصة لـ«الأخبار» بأن العديد من مراكز الأبحاث والدراسات والمنظمات المدنية تعد أهم الكيانات التى تستخدمها جماعة الإخوان والتنظيم الدولى وبعض الأنشطة الاستخباراتية كستار لها، وهذا يتضح من وجود عناصر إخوانية داخل خلية الأناضول بجانب أخرى تركية تحت غطاء العمل البحثى والإعلام، وهناك خطورة أخرى تتمثل فى وجود تمويلات وتحويلات مادية لهذه الكيانات بهدف تخريبى، وهو ما يتطلب وجود مراجعة ورقابة دقيقة على هذه المنشآت، فوفقاً لبيان هيئة الاستعلامات فإن هناك ما يقرب من 300 مكتب معتمد لوسائل الإعلام الأجنبية فى مصر تضم نحو 1500 صحفى ومراسل، فضلاً عن قرابة 100 صحفى زائر شهرياً لهذه المكاتب، وخضوع هذه المكاتب للمراجعة والرقابة الدقيقة أمر ضرورى، وتقوم الجهات الأمنية بدور مهم وكبير فى هذا الصدد.. متابعاً بأن رصد خلية الأناضول، يكشف احتمالية وجود منظمات أو خلايا أخرى تابعة للإخوان والتنظيم الدولى تعمل تحت لافتات متعددة، وتتلقى تمويلات ودعما من الخارج.

ويضيف أن وجود الكتائب الإلكترونية وهذه الكيانات تكمن خطورته فى إمكانية تخريج خلايا تستهدف العمق المصرى وإذاعة الفوضى بهدف إرباك الجبهة الداخلية فى ظل التحديات الخارجية المتمثلة على حدودنا من العنف والصراعات فى ليبيا، وتوتر الأوضاع فى السودان، فضلاً عن استخدامها فى الضغط على النظام السياسى الذى يحقق نجاحات أمنية وإستراتيجية كبيرة من حيث افتتاح قاعدة برنيس العسكرية الجديدة وغيرها.

تاريخ التأسيس

استعرض إسلام الكتاتنى القيادى المنشق عن الجماعة عددًا من جرائم الإخوان أبرزها فكرة الكتائب الإلكترونية، حيث أكد أن أصل تلك الميليشيات الإلكترونية بدأ على يد خيرت الشاطر، القيادى الإخوانى، حيث أنه أرجع تاريخ الكتائب الإلكترونية إلى عام 1990 لامتلاكه شركة «سلسبيل» وهى شركة تعمل فى مجال الإلكترونيات، وأضاف الكتاتنى أن الشاطر استغل المهارة تلك فى الكمبيوتر من أجل إعداد خطة للوصول للحكم من حينها، وقد تم تحرير قضية كبرى عرفتها مصر عام 1992 وسميت بهذا الاسم نسبة لشركة السلسبيل للمشروعات التى أسسها المهندس محمد خيرت الشاطر والسيد حسن مالك للعمل فى مجال الحاسبات ونظم المعلومات وقد داهمتها قوات الأمن واستولت على كافة الأجهزة والأقراص بها وقد نسبت إليها أجهزة الأمن إعداد خطة جماعة الإخوان المسلمين التى عرفت وقتها بخطة «التمكين» للوصول للحكم وخدمة أغراض الجماعة وسطيرتها على قطاعات عديدة مهمة فى الدولة المصرية.

وأضاف الكتاتنى أن تلك الكتائب تم استغلالها فى مهاجمة المعارضين لهم والدفاع عن أفكارهم وكذلك السيطرة على مقاليد الحكم بأى وسيلة وبالتالى سيطروا على مجلس الشعب.

«نجحوا فعلا يسيطروا على مجلس الشعب والانتخابات الرئاسية لكن فشلوا بعد كده لسوء إدارة الحكم والتعالى على الناس».. هكذا أكد الكتاتنى، بأنهم بعد الوصول للحكم بدأت نبرة التعالى على غير الإخوان باعتبارهم الفئة الحاكمة وبدأوا فى استغلال أيضًا الكتائب الإلكترونية أو اللجان وتوظيفها من أجل تأييد أى قرار يصدر عن الرئيس سواء كان صائبا أو غير ذلك حتى رغم سخط الشعب وبدأت نبرة المعارضين تعلو فوق تأييد جماعتهم لرئيسهم مما عجل بثورة 30 يونيو، خاصة مع وجود سيولة فى الأحداث ذلك الوقت.

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة