محمية سالوجا وغزال
محمية سالوجا وغزال


محمية سالوجا وغزال بأسوان.. معشوقة ولي عهد اليابان

مصطفي وحيش

الجمعة، 24 يناير 2020 - 04:55 م

 

من أسيوط لأسوان يوجد 4 محميات طبيعية هي وادي الأسيوطي بأسيوط – والدبابية فى أسنا - ومحميتي جزر سالوجا وغزال - ووادي العلاقى في أسوان.

وتتميز المحميات الطبيعية في أسوان عن باقي هذه المحميات بما حباها الله به من موقع وثراء حيواني ونباتي لهذه المحميات..
سالوجا وغزال:
سميت المحمية بهذا الاسم الذي يتكون من كلمتين الأولى "سالوجا" وهى كلمة نوبية تعنى الشلال وتتكون من مقطعين وهما (سا) وتعنى منسوب النيل و (اوجا) وتعنى ضوضاء المياه .
أما كلمة غزال فهو أسم لأحد النباتات القديمة التي كانت تنمو في المحمية ولا تعنى حيوان "الغزال" المعروف.. وتصنف ضمن محميات الأراضي الرطبة وهى المناطق التي تغمرها المياه من عدة سنتيمترات لعدة أمتار خلال العام.

وتقع محمية سالوجا وغزال في قلب النيل بجزر الشلال الأول على بعد 3 كيلومتر تقريبا شمال خزان أسوان. وتم إعلان تلك الجزر كمحمية طبيعية بقرار رئيس الجمهورية رقم 928 لسنة 1986. وتتسم محمية سالوجا وغزال بسحر خاص بما تحتويه من مناظر طبيعية خلابة تأخذ قلوب روادها. ويتيح موقعها المتميز في وسط النيل الفرصة لمشاهدة تدفق نهر النيل من الجنوب إلى الشمال كما كان يحدث منذ ملايين السنين. 

وتعد غابة أفريقية صغيرة، وهى من أصغر المحميات الطبيعية في مصر.حيث تبلغ مساحتها 55 فدان، ورغم ذلك فأن لها مكانة رفيعة بين المحميات الطبيعية بمصر، وأيضا على مستوى العالم، وذلك للمحتوى الثرى الذي تضمه المحمية من طيور وأشجار ونباتات نادرة، فضلا عن موقعها الفريد في قلب الجندول الأول بنهر نيل أسوان.

ويقول د. أكرامي الأباصيري مدير عام محميات القطاع الجنوبي بوزارة البيئة: "محميتي سالوجا وغزال تحظى بأهمية كبيرة نظرا لوقوعها في أحد مسارات الهجرة الدائمة للطيور من أوربا لأفريقيا والعكس في فصل  الشتاء لذلك أصبحت مقصدا لجميع الباحثين والعاشقين لرصد الطيور على مستوى العالم".


هجرة الطيور 
وقال الأباصيري أن رصد هجرة الطيور هي أبرز مميزات محمية سالوجا وغزال حيث يتراوح عدد الطيور في مصر ما بين 500 إلى 520 نوعاً ويوجد في محافظة أسوان وحدها حوالي 230 نوعا من الطيور أي ما يعادل نصف الطيور الموجودة في مصر تقريباً بينما يبلغ عدد الطيور التي تم رصدها في سالوجا وغزال حوالي 140 نوعا نظراً لوجود البيئة المناسبة للطيور وتوافر الغذاء في الأراضي الرطبة المحيطة بالمحمية ومن أشهر هذه الطيور النوارس - والبلاشونات - الفرخة السلطانية - فرخة المياه - والواق الأبيض والأخضر- اللقلق الأبيض والأسود -وأبو منجل- والوروار، لافتا إلى أن العديد من هواة رصد الطيور والباحثين الأجانب خارج مصر يدركون الأهمية الكبيرة لمحمية سالوجا وغزال في مجال رصد الطيور لذلك يتوافدون عليها في موسم الشتاء لرصد هذه الأنواع المختلفة من الطيور المهاجرة لذا تم إنشاء محطة ترقيم الطيور بالتعاون مع الخبرة البولندية فى هذا المجال لدراسة الطيور وذلك منذ عام 2003 .


نباتات وأشجار نادرة
تتميز جزر سالوجا وغزال بطبيعة خاصة وهى تباين تربتها ما بين مناطق رملية وصخور جرانيتية وترسيبات طينية مما يثرى التنوع البيولوجي، بهذا بدأ البيئي حسني حلمي مدير محمية سالوجا وغزال حديثه، وقال: "تتميز كل منطقة بالمحمية بأنواع معينة من الكائنات الحية التي تعيش فيها كما أن هذه المحمية تحتوى على البقية الباقية من نباتات وادي النيل التي ذكرت في الأساطير القديمة والمرسومة على جدران المعابد المصرية. وقال أن التنوع النباتي بالمحمية مدهش للغاية حيث يبلغ عدد الأنواع النباتية فيها أكثر من 120 نوعاً من أهمها خمسة أنواع من أشجار السنط وهى "القرض- والسيال- والخشب- والطلح- والخروب" بالإضافة إلى أشجار الحنة والنبق والعبل والبوص الذى يعتبر بيئة مؤائمة لسكنة الطيور المهاجرة.. علاوة على شجرة "الست المستحية" التي تتميز بالإحساس الشديد وتنكمش أوراقها حينما يلمسها أي شخص كنوع من أنواع الدفاع، ويفسر ذلك بأن النبات يسحب الماء من الأوراق إلى الساق حينما يشعر بالخطر".

 صخور من 500 مليون سنة 
قال محمد زكى باحث بيئى بمحمية سالوجا وغزال: "المحمية تقع على الجندل الأول من نهر النيل من بين ست جنادل موجودة فى مصر والسودان وتعتبر المحمية بمثابة مرحلة الشباب والنضوج لنهر النيل نظرا لقوة وسرعة اندفاع المياه وضيق المجرى المائي ووجود عدد كبير من الجزر الصخرية في هذه المنطقة"، موضحاً أن تاريخ الصخور الجرانيتية الموجودة بالمحمية يعود عمرها إلى أكثر من 500 مليون سنة وتتميز بوجود ظاهرة "الورنيش النهري" وهى لمعان الصخور بشكل واضح وكأنها ملساء وبراقة علاوة على وجود العديد من الحفر الوعائية بالمكان والتي تمثل قيعان نهر النيل، علاوة على أن احد مميزات المحمية هو وجود محجر قديم تم استخدامه في بناء التعلية الثانية من خزان أسوان عام 1934.

ولى عهد اليابان
كل هذه العوامل صنعت من الجزيرة موقعاً فريداً باعتبارها واحدة من أهم المراكز السياحية لمراقبة ورصد الطيور التي تجذب كل عشاق هذا النوع من السياحة، وكان أشهرهم الأمير الراحل "تاكامادو" ولى عهد اليابان، الذي كان يعشق ممارسة هوايته المفضلة في مراقبة الطيور النادرة فوق الجزيرة وظل سنوات يكرر زيارته لها، حتى أصبح وجوده بها  نوعاً من العلاقة الخاصة.

وعقب وفاته حرصت اليابان على إقامة مركز زوار الأمير "تاكامادو" تخليداً لذكراه ورمزا لمجهودات جمعية الصداقة المصرية اليابانية في حماية البيئة وتم بناء مبنى صغير يضم مقتنيات الأمير، ليخلد ذكراه لكل محبي هواية رصد الطيور من اليابان وباقي دول العالم، كما يضم المبنى قاعة محاضرات ومكتبة.

وأكدت زوجة ولى العهد الراحل أن الهدف من إنشاء المركز هو تدعيم العلاقات المصرية اليابانية، ورفع الوعي البيئي لطلاب المدارس المصرية، ووضع المحمية على الخريطة السياحية العالمية خاصة لهواة سياحة رصد الطيور النادرة التي تموج بها الجزيرة.
 

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 
 

 
 
 

 
 
 

مشاركة