زوجة الشهيد عادل رجائي
زوجة الشهيد عادل رجائي


زوجة الشهيد عادل رجائي: أرواح الشهداء فتحت الطريق أمام التنمية الشاملة

محمد الجرزاوي- مؤمن عطالله

السبت، 25 يناير 2020 - 03:47 ص

زوجات الشهداء دائما تجدهن يرفعن راية حب الوطن، قدمن أغلى ما يملكن من أهاليهم شهداء فى سبيل الدفاع عن العرض والأرض للحفاظ على مصر من الإرهاب الأسود، لم تذهب دماؤهم سدى بل كانت الطريق للقضاء على الإرهاب وبداية للتنمية الشاملة فى كل مجالات الحياة.


«سامية زين العابدين» إحدى هؤلاء السيدات زوجة الشهيد «عادل رجائي» قائد إحدى الفرق فى القوات المسلحة، والذى استشهد على يد الإرهاب الأسود، عقب نزوله من منزله بمدينة العبور بعد أداء صلاة الفجر، متوجهاً إلى موقع عمله فى قلب العريش.


هى سيدة قوية تجسد مثالاً للمرأة الحديدية فى الصبر وحب الوطن، فقد فقدت ٥ شهداء من أسرتها، وزفت السادس «زوجها» بيدها لينضم إلى صفوف الشهداء، بعد أن شاهدت قاتل زوجها وعينها جاءت فى عينيه لكنه هرب كالجبان.


أكدت فى حوارها لـ«أخبار اليوم» أنها تشعر بالفخر عندما  تشاهد افتتاح مشروعات تنموية ضخمة كان لا يمكن أن تتحقق لولا تضحيات زوجها وأمثاله من ضباط وجنود الجيش والشرطة، مشيرة إلى أنها استمدت القوة من زوجها الشهيد.


وقالت: كل يوم بدون مبالغة دمعتى تنهمر منى  وباسمع صوت المفتاح فى الباب الساعة ١٢ صباحا ميعاد رجوعه، زوجى كان إنسانا قويا، ولم يكن زوجاً عادياً وكان حلم حياتى وانساناً بمعنى الكلمة فى الحنان.


وأشارت إلى أن زوجها قبل استشهاده دائما كان يردد «أنا عمرى فى حياتى ما خفت من الموت، أنا منتظره وسايبكم لربنا»، كان متأكد أنه سيموت شهيدا، حيث اتسمت كل تصرفاته بالحكمة والدقة وكأنه يوجه رسالة، مؤكدة أن الدولة دائما تقف بجانبها وتدعمها.


وأضافت أن حق زوجها يسترد مع كل نجاح وانتصار يحققه الجيش المصرى على الإرهابيين فى سيناء، وكل مشروع تنموى يتم افتتاحه والى تفاصيل الحوار..


< دماء الشهداء وتضحياتهم  كان لها دور كبير فيما وصلت له مصر حاليا من تنمية.. ماتعليقك على ذلك؟


- بالطبع هذا صحيح فلولا دماء الشهداء ما حدثت تنمية،  وأنا أشعر حاليا أن دماء زوجى لم تضع هدرا، فعندما اشاهد افتتاحات الرئيس لمشروعات تنموية اشعر بالفخر لانى متأكدة أن زوجى ساهم فى ذلك عن طريق التضحية بروحه فى سبيل حماية مصر والحفاظ عليها. 


< حدثينا عن لحظة استشهاده؟


- تحديدا فى 21 أكتوبر عام 2016، لاحظت توتر زوجى أثناء استضافتنا بعض الأقارب، وقتها كان «عادل» ينظر إلى الساعة كل دقيقة وكأنه يخطط لمعركة حرب، وعندما سألته لم يوضح، وفى صباح اليوم التالى وخاصة بعد أدائه صلاة الفجر نزل إلى عمله كالعادة، وعلى باب العمارة كانت الصدمة، اغتالوا زوجى بحوالى ١٢ رصاصة منهم اثنتان فى رأسه، والباقى فى أماكن متفرقه من جسده،  وقتها رأيت الإرهابى القاتل ملثما وعينى جاءت فى عينه لكنه فر بسرعة البرق من موقع الحادث، وزوجى غارق فى دمائه، وقتها لم أدرك هول الصدمة، إلا إنى لاحظت الجيران أثناء حمله إلى أقرب مستشفى إلا أن روحه ذهبت لبارئها، ونال شرف الشهادة.


قطر وحماس شمتتا فى زوجى لكونه المشرف على هدم الأنفاق فى سيناء، التى تعتبر منبع تهريب الإرهابيين وكذلك المخدرات إلى داخل مصر، كما ألقى القبض على عادل حبارة وقدمه للعدالة من السوق فى العريش، كما أن الجزيرة أذاعت خبر استشهاد زوجى بعد نصف ساعة من الحادث، مما يؤكد أن المخطط كان مجهزًا قبل الحادث بفترة.


وفى الحقيقة توقعت استشهاده قبل الحادث بـ٢٠ يوما، فقد قام زوجى بأكبر ٣ عمليات ضد الجماعات الإرهابية فى الواحات، ونشرت صورته على المواقع الالكترونية والإخبارية، بجانب كميات ضخمة من الأسلحة المضبوطة بحوزة الإرهابيين التى  كانت تكفى لتدمير ٤ محافظات.


كما أن زوجى كان ضمن كشف «كبار رجال الدولة المخطط اغتيالهم» على يد الجماعات الإرهابية، وكان يجاور النائب العام السابق هشام بركات، وعلى جمعة وعدداً من القيادات العسكرية والدينية والسياسية، وصدر قرار اغتيال زوجى من «تركيا».


< ومن وراء التخطيط لاغتياله؟


- أجهزة استخبارات دولية، وأعلنت جماعة تسمى «لواء الثورة» ضلوعها فى الحادث، إلا أنها تتبع تلك الأجهزة  نظرا لكونه قائد فرقة مدرعة وجنرال محنك فى منصبه، فودعته بقلبى بعد وداع 5 شهداء فى أسرتى.


وزوجى كان له دور كبير فى عدد من العمليات التى أوجعت الجماعات الإرهابية ومن يمولها فى الخارج، وكان من ضمن هذه العلميات القبض على الإرهابى عادل حبارة الذى كان له دور فى قتل ٢٥ جنديا فى سيناء.. وزوجى أقسم قبل استشهاده على أن يأخذ بالثأر من قتلة هؤلاء الجنود وبالفعل نفذ وعده وكان جزاؤه هو استشهاده على يد هؤلاء الإرهابيين.


كما ان زوجى كان له الدور الأبرز فى التخطيط لتوصيل انابيب من البحر الى داخل سيناء لعمل مزارع سمكية، واستخدمت هذه الأنابيب بعد ذلك فى اغراق الأنفاق التى كان يستخدمها الإرهابيون فى تهريب الأسلحة والتكفيريون إلى داخل سيناء.


< وما آخر رسائله إليك؟


- طالبنى باستكمال مسيرته فى الحفاظ على تراب الوطن، وأوصانى بأبناء الجيران.

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة