محمد راضـى
محمد راضـى


كلمة ووطن

فى عيد الشرطة .. ليلة القبض على حبارة

محمد راضي

الأحد، 26 يناير 2020 - 07:44 م

 

فى الذكرى ٦٨ لعيد الشرطة تحضرنى ملحمة من البطولات والفداء.. وتعود بى الذاكرة الي متابعتى لعملية القبضض على الإرهابى عادل حبارة.. لم يخطر ببال أحد ان تمتد يد من يتمسحون بالدين إلى جنود عزل عائدين من اجازاتهم إلى وحدتهم العسكرية بمدينة رفح.. وقف الخونة لينصبوا كمينا لهم على الطريق الدولى العريش _ رفح.. وفى حين يطلق المؤذن نداء الله أكبر الله أكبر لينادى على المصلين للاستيقاظ من النوم لأداء صلاة الفجر رفع الارهابيون اسلحتهم صوب سيارتين تقلان الجنود لتجبرهما على التوقف ويتم انزالهما وسط إطلاق وابل من الرصاص ليستشهد 26 من خيرة ابنائنا من المدافعين عن ارض الفيروز
فجأة يرن هاتف المحمول لأحد القيادات الامنية بوزارة الداخلية هو المتحدث.. ليخبرنى بالفاجعة وصوته يملؤه الحزن: استشهاد 26 مجندا خلال عودتهم إلى وحدتهم بمدينة رفح..لم تستمر المكالمة فى الرابعة والنصف صباحا اكثر من دقيقتين فلم أعد قادرا على سماع المزيد ولا القيادة الامنية لديها التفاصيل عن الحادث الذى ابكى مصر خلال شهر اغسطس 2013 وبعد ايام قليلة من فض اعتصام رابعة المسلح.. وجدتنى امسك الهاتف ويدى مرتعشة من هول الصدمة.. لحظات وانا انظر فى قائمة الاسماء بحثا عن صديقاى اللذين تواجدا فى سيناء لمتابعة الأحداث كعادة جريدتنا الغراء الأخبار أسبوعيا آنذاك لنقل الواقع إلى قارئنا من قلب الاحداث..تذكرت ان الزميلين هما حسام عبدالعليم وعبدالجليل محمد لاسرع فى الاتصال بهما فلم اجد ردا نظرا لكون الوقت مبكرا.. لم اجد حلا الا الزميل الراحل والمصور المبدع الذى كثيرا ما رافقنى فى تغطية الاحداث خالد عبدالوهاب والذى لم يستغرق طلبه عبر الهاتف الا ثوان معدودة لأجده يرد سريعا لانه كان دائما ما يواظب على أداء صلاة الفجر حاضر..سألنى بشغف فيه حاجه يا محمد لأطلب منه الذهاب إلى الزميلين حسام وعبدالجليل فى غرفتهما بفندق الاقامة بالعريش حيث كان يتواجد بصحبتهما لرصد الاحداث وتوثيقها بالصور_ رحمة الله عليه _ لينتقلوا إلى موقع الاحداث سريعا
ايام كانت الاكثر صعوبة لرجال الداخلية الشرفاء للبحث عن مجهول خرج من الظلام على خطى دروب الجماعات الارهابية..جرائمه اندلعت كالنار فى الهشيم ليبدأ اسمه فى البزوغ على صفحات الحوادث اليومية إلى ان جاءت ليلة القبض على حبارة ليكتب نهاية اخطر اعمدة أهل الشر بعد ثورة 30 يونيو..عادل حبارة ذلك الارهابى الذى تم الدفع به ليتولى منصب قائد تنظيم القاعدة فى شبه جزيرة سيناء.. سمعت عنه من قيادات وزارة الداخلية التى بدأت تبحث عنه فى كل مكان ولم يكن الامر هينا بل عكف على ملفه خيرة الضباط بقطاعى الامن الوطنى والأمن العام ..معلومة هامة وصلت للفريق الامنى المشكل لانجاز المهمه.. مفادها نزول حبارة و2 من مساعديه إلى محل بويات بالعريش من اجل شراء المادة الخام لتغيير لون السيارة التى استقلها منفذو حادث استهداف الجنود..تم رفع الامر للقيادات بالداخلية ليتم اسناد المهمة إلى 7 ضباط فقط للقبض على حبارة..بدأ التنفيذ واستقل مشروع ال 7 شهداء_ هكذا اطلق عليهم لخطورة المهمة _ ميكروباص مدنى للتخفى قبل موعد وصول اخطر ارهابى آنذاك لمحل البويات.. وعلى بعد امتار قليلة اوقفوا الميكروباص وترجل ثلاثة من ابطال الداخلية نحو المحل ودخلوا إلى من يقف به وطلبوا منه الهدوء بعد ان اطلعوه على هويتهم وان يروى لهم تفاصيل عن الرجل الذى سيحضر من رفح لشراء كميات من البويات _هكذا كانت معلومات المصادر _ وهى المعلومات التى اتناولها فى المقال القادم.

 

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 
 

 
 
 

 
 
 

مشاركة