صفاء نوار
صفاء نوار


مجرد سؤال

ثقافة مصر الجديدة فى الزمكان

صفاء نوار

الإثنين، 27 يناير 2020 - 07:46 م

فى زيارة سريعة إلى معرض الكتاب أسعدنى الزحام الشديد والإقبال على المشاركة فى حدث ثقافى أصبح هو الأهم.. من الشارع شعرت أننى فى مكان محترم من التنظيم المرورى، وبراح مواقف السيارات، وأدب عساكر المرور، واحترام الناس لثقافة البارك، رغم عدم وجود حواجز ولا خطوط.. ومن الباب وجدت نفس التحضر، وسط الإقبال الشديد والنهم على شراء الكتب ومتابعة الحركة الثقافية والزخم والحضور الكبير خاصة من الأسر صغارا وكبارا.. والندوات وحفلات توقيع الكتب.. أما أشد ما لفت إنتباهى فهوالمشاركة الشبابية ووجود الشباب كناشرين وكتاب ورجال أو «شباب أعمال الثقافة» إن صحت التسمية، إنتشرت مشروعاتهم وأفكارهم فى الساحة كما إنتشرت مؤلفاتهم وكتبهم فى المعرض وأقبل عليها الجمهور، حتى وإن كانت هناك بعض السلبيات وبعض العناوين والطلاسم التى لا أعرف كيف تقبلها دور النشر، إلا إذا كان الهدف هو زيادة المبيعات على حساب قيمة الكتاب، وهذا ما أخشاه أن تنتشر طرقعات وإفتكاسات العناوين بدعوى الحداثة وما بعد الحداثة على حساب القيمة وهى بالمناسبه كتب لشباب على غرار أغانى المهرجانات، فيختفى الاهتمام بتوفيق الحكيم ونجيب محفوظ وأم كلثوم ويوسف إدريس وجلال أمين لحساب شخصيات أخرى وعناوين أخرى.. رغم أنى لا أخاف على هـؤلاء وغيرهم فهم ركائز وجداننا لكنى أخشى أن يتم تقديمهم بشكل لا يليق بمكانتهم تحت دعوى الحداثة وما بعدها،.. ولكن من المطمئن أيضا وجود تجارب جديدة وكتاب جدد لاينتمون إلى عالم الأدب أو الثقافة لكنها الموهبة التى ألحت حتى ظهرت للنور ومنهم الكاتبة نوران الراضى طالبة الطب التى تقف بجوار كتابيها الحب والكرامل والحب والنسيان تشرح أعمالها الأدبية الأولى التى تنم عن موهبة حقيقية تحتاج إلى ثقل ودعم وتشجيع فلغتها سليمة ومفراداتها قوية وتكتب عن تجربة حياتية عاشتها بخيالها فتسافر بنا على جناح الخيال الإنسانى الخصب إلى دنيا غير الدنيا قبل أن تولد نوران وجيلها، فأحداث الرواية تدور فى الثمانينيات لتطوف فى حرب المخيمات والعنصرية وبقايا النازية وتطير بك من بلد إلى بلد ومن مدينة إلى مدينة من حصار بيروت إلى مسلات أثينا.. ولا اريد ان أطيل فالحكايات والمشاهد متنوعة وعامرة بالبهجة وتليق بمصر الثقافية الجديدة فى الزمكان أى الزمان والمكان معا.

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة