عصام السباعى
عصام السباعى


يوميات الأخبار

«يتمرهقون».. ولا يتفكرون!

عصام السباعي

الإثنين، 27 يناير 2020 - 07:49 م

هل ذلك الشعب الذى خرج فى مجمله وبكل فئاته وأطاح بحكم الإخوان وتحدى كل الصعاب من أجل وطنه، يمكن أن يصفه أحد بالجبن ؟!

الاثنين:
فى الوقت الذى تقرأون فيه تلك اليوميات، تنتهى اليوم أعمال المؤتمر العالمى للأزهر الشريف لتجديد الفكر والعلوم الإسلامية، ومن هنا اخترت أن أبدأ بكلمات د. صلاح فضل، والتى يقول فيها - سامحه الله - بأنه لن يحدث أى شيء فى تلك القضية، لأننا كلنا جبناء وبحسب قوله : «تجديد الخطاب الدينى أو الثقافى لا يمكن أن يتم، وحتى لو اجتهد أى مفكر فلن يقبل رأيه المجتمع»، يسألونه: لماذا ؟.. يجيب فى حوار لموقع «المرجع» الصادر عن شركة أبحاث فى باريس : «أى مفكر شجاع يملك طاقة للتفكير والتغيير يُعلن أنه يتصدى لحمل لواء التجديد ويبدى رأيًا مخالفًا للجماعة بالقدر الذى تتطلبه الأوضاع الحالية فهو متهور؛ لأنه سيعرض تاريخه للدمار، وشخصيته للهلاك، وسمعته لسوء المصير».. طيب يامولانا وما دام رأى هذا المفكر معتبرًا؛ فلماذا حكمت بأن المجتمع لن يقبله؟.. يجيب: « لأن الجميع جبناء، وتربوا على أن الستر وتجنب الكوارث هو بغية المراد من رب العباد؛ فالغالبية العظمى فى مجتمعنا يعتبرون التجديد كارثة، ولذا أؤكد أن البيئة المصرية غير مشجعة على الاجتهاد إطلاقًا»، والدكتور حكم هكذا على كل المثقفين وكل المجتمع بالجبن ؟، والسؤال : هل ذلك الشعب الذى خرج فى مجمله وبكل فئاته وأطاح بحكم الإخوان وتحدى كل الصعاب من أجل وطنه، يمكن أن يصفه أحد بالجبن ؟
هامش:
يبقى نداء للدكتور فضل من السيدة سومية تونسى فى الصفحة 70 من دراستها النقدية لكتابه «بلاغة الخطاب وعلم النص» الصادر عن سلسلة كتب عالم المعرفة الكويتية، وحصلت بها على درجة الماجستير من قسم اللغة والأدب بجامعة العربى بن مهدى الجزائرية، وملخص النداء «وجوب رد الممتلكات الفكرية إلى أصحابها».. والتفاصيل متروكة للباحثين.
30 دقيقة من العثرات !
الأحد:
الإعلامية إيمان الحصرى متمكنة فى عملها،ولها قبول ورصيد عند المشاهدين، ولن يكون أبدا «الذنب ذنبها»، عندما تدخل فى مجموعة من القضايا العويصة، ولكن ذنب فريق الإعداد الذى يعمل معها، والحكاية أننى تابعت فيديو لحوارها مع د.خالد منتصر، واستغربت جدا عندما لم تصحح له، وهو يستشهد بصديقه د. سعد الدين الهلالى أستاذ مقارنة الأديان بالأزهر، والصحيح أنه أستاذ للفقه المقارن، أو تتوقف أمام كلامه بأن الشيخ الشاطبى «بتاع غرناطة وليس الإسكندرية»، ينتمى إلى المعتزلة، فى حين أنه أصولى من «المالكية»، على طريق الأشعرية، كنت أتمنى أن تتأنى فلا تعقب عليه وهو يتحدث عن ابن رشد وتقول له : الذى قتلوه، ثم لا ينبهها فريق الإعداد ولا المفكر الذى كان أمامها، بأنه مات ميتة طبيعية، أو أن مفتى الإخوان قد أفتى بأن الزوجة المسيحية لو ماتت وفى بطنها طفل من زوج مسلم، يتم بقر بطنها وإخراج الطفل لدفنه بمفرده فى مقابر المسلمين، ونحن نعرف فتاوى اهدار دم المصريين التى تجرأ مفتى الارهابيين على الله وأصدرها، ولكن مامصدر تلك الفتوى العجيبة التى لم يجرؤ عليها أحد ولا حتى ابن تيمية، كنت أتمنى عندما ذكر قصة خلق القطة والخنزير، أن تستوقفه هى أو فريق إعدادها وتصحح للمشاهد تلك الإسرائيليات الموجودة فى التراث،فقد نفى العلماء صحتها منذ مئات السنين، واعتبروها من المنكرات، ولم تتوقف عندما ذكر أن زعيم حركة «بوكو حرام» الإرهابية أبوبكر شيكاو، خريج الأزهر وهو كلام خطأ، وهكذا والخ الخ.. دار الحوار من فخ لفخ، وكان الله فى عون المشاهد الذى دخلت عقله كل تلك الأخطاء فى 30 دقيقة فقط !
الداعية.. والميكروجيب !
الثلاثاء:
نشر د. خالد منتصر الطبيب والإعلامى،على صفحته بالفيس بوك بعد حادث التحرش الجماعى المقيت بفتاتى المنصورة، رابطا لصحيفة يومية بعنوان «داعية: لو الشباب شافوا ميكروجيب ومتحرشوش يبقوا مش رجالة»، ودخلت على الموقع وجدت الفيديو قد تم رفعه من اليوتيوب، بحثت أكثر فوجدت فيديو آخر بعنوان «تصحيح هام من الداعية شريف شحاتة لمقولته لو الشباب شافوا ميكروجيب ومتحرشوش»، وفيه اعتذار من إدارة قناة «إل تى سى» والمذيعة ميار الببلاوى للداعية، والغريب أنه قد تم رفعه وحذفه يوم 4 يناير الجارى، وبحثت أكثر، ولم أجد سوى فيديو ثالث لمدير السوشيال ميديا فى القناة، ثم شاهدت فيديو للداعية نفسه قبل أيام يوضح أنه فوجئ بإعادة نشر نفس الكلام المكذوب، رغم أنه كان قد التقى بهذا «الشخص» وشرح له ماحدث وكيف تم طبخ الفيديو ورغم ذلك أعاد نشره!
الشيخ والجعارة.. و«السعار» !!
الخميس:
سأطرح الوقائع وأترك الحكم لكم ولشيخنا الجليل المبدع الدكتورمحمد مختار جمعة وزير الأوقاف، والحكاية هى مقال للأستاذة سحر الجعارة بعنوان: «لوبى السيوطى للسعار الجنسى»،تقول فيه: البداية كانت بتدوينة على «فيس بوك» لخطيب وإمام مسجد اسمه «أسامة السيوطى»، يحرّض خلالها الشباب على التحرش بالنساء والفتك بهن فى الطريق العام، ويوصى «ولىّ الأمر» بأن يمنع «بكل قوة» ابنته وزوجته من الخروج إلا بزى فضفاض وواسع، أو يعتقلها فى المنزل!»، وقدمت بلاغا ضده لوزير الأوقاف، وكعادتى واصلت البحث، ورصدت تضامن د. خالد منتصر معها ومطالبته بردع مثل هؤلاء الأئمة، كما قرأت على صفحتها مقالا للزميل الأستاذ أحمد رفعت بعنوان «خطيب الصعيد وهتك الأعراض»!
دخلت على صفحة الشيخ المتهم وإليكم ماكتبه: «كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته أوجه نداء إلى جميع أولياء الأمور رجالا ونساء، أن ينظر الأب بنظرات ثاقبة لبنته والزوج لزوجته وخصوصا قبل الخروج من البيت، فإذا كانت تخرج البنت وتخرج الزوجة بزى فضفاض وواسع فخير وبركة، بعيدا عن الملابس الضيقة والممزقة وإيللى هيا موضة فى الأيام دى، والتى تثير الشباب فى الشوارع والطرقات أثناء ذهابهم إلى المدارس والمعاهد والجامعات.. تلك الملابس تؤدى إلى الفتنة تؤدى إلى التحرش تؤدى إلى الاغتصاب تؤدى إلى الجريمة، فعلى ولى الأمر أن يمنع بكل قوة خروج بنته وزوجته بتلك الثياب قبل أن تحدث المصيبة.. وانت أيها الأب وأنت أيتها الأم فى موقع المسئولية أمام الله تعالى.. خلوا بالكم من أولادكم وبناتكم».. السؤال: هل وجدتم أى كلمة قالتها الأستاذة والأستاذ والدكتور فى كلام الشيخ؟!
وتعالوا نقرأ ماقاله قبلها بأيام أبونا القمص منسى صليب كاهن كنيسة العذراء مريم فى برايتون بانجلترا، وبنفس اللهجة الصعيدية وهو يخاطب السيدات: إنتى عارفة يعنى إيه شاب يتعثر بسببك.. سوف تسألين أمام الله على هذا الإنسان.. هتقوليلى أنا مالى هوا عينه وحشة.. طيب هوا عينه وحشة هتكملى عليه.. أى أب شايف بنته أو مراته طالعة بلبس وحش مسئول أمام الله عن العثرات.. ليه لأنك بتثبت انك معندكش كلمة فى بيتك.. ويوم ماجوزوك لبسوك بُرنُس على باب الكنيسة.. بُرنُس مش عشان تتعايق وتضحك وتتصور.. لأ لأنك كاهن البيت ومسئول عن ذلك البيت.. الكتاب بيقول أى لبس معثر ضيق مفتح ووحش هو لبس زانيات».
.. السؤال: هل وجدتم أى اختلاف بين كلام فضيلة الشيخ ونيافة القمص ؟!
الشعراوى والبابا شنودة والحشمة
الجمعة:
اتهامات د. خالد منتصر طالت أيضا الشيخ متولى الشعراوى وبالمناسبة لا أدافع عن الشيخ لأنه ذات مقدسة مصونة لا تخطئ ولا تقبل النقد فلى ملاحظاتى على بعض آرائه، المهم أن الدكتور وجه له الاتهام الشنيع وقال: المحرض هو نجم نوّمنا مغناطيسياً حين قال: «إن فى تبرج المرأة إلحاحاً منها فى عرض نفسها على الرجل»، ونشر فيه فيديو بنفس العنوان، وعندما بحثت وجدت أن الرجل يتحدث عن ثلاث مواصفات لملابس المرأة لا تكشف.. لاتصف.. ولاتلفت الأنظار، وأن البعض يرى أن التبرج إلحاح فى عرض نفسها «عرضا مهيجا مستميلا ملفتا»، وضع الجملة مع بيان الأزهر الذى يؤكد حرمانية التحرش وعدم تبريره بسلوك أو ملابس الفتاة، ولم يكن الكلام غريبا على سمعى، فأنا من الذين تجذبهم الرقائق والجمال الروحى فى المسيحية، وعندما قرأت ذلك البوست كنت قد أنهيت لتوى قراءة أربعة كتب لقداسة البابا شنودة رحمه الله «ثمر الروح - الإنسان الروحى - حياة التوبة والنقاوة - عشرة مفاهيم»، وكلها تتلاقى مع كلام الشيخ،وخاصة فى المفهوم السابع من الكتاب الأخير الذى يحمل عنوان «العثرة»، ويؤكد ذلك كتاب «ثياب الحشمة» للقس أنطونيوس فهمى، فعندما سألوا البابا شنودة عما يجب أن ترتديه الشابة المسيحية؟، فأجاب بأن هناك ثلاثة أشياء يجب الابتعاد عنها : الملابس الضيقة، والملابس المكشوفة والملابس الشفافة، والمؤكد أنه من الطبيعى أن يدعو أى رجل دين إلى العفاف والحشمة، «وقل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم «.. و» ويل لذلك الإنسان الذى به تأتى العثرة».
هامش:
التحرش ظاهرة دولية بسبب العفن فى المجتمع الذكورى العالمى، فقط اقرأوا تقرير «سى إن إن «فى الرابط التالى :Sexual harassment: How it stands around the globe، ولمن يقرأ بالعربية سيجده تحت ذلك العنوان: «ماذا تعرف عن حقيقة التحرّش الجنسى حول العالم؟ - CNN Arabic «وليس من الصدق ولا الأمانة أن يذكرنا أحد بأن تقرير الأمم المتحدة قد أكد أن ٩٠٪ من المصريات قد تعرضن للتحرش، ولا يشير إلى باقى نتائج تلك الدراسة وخاصة مايتعلق بارتباطها بالملابس، ويسأل عنها د. بثينة الديب ود.عزة الفندرى، ونعيد التأكيد على أنها ليست مبررا لارتكاب الحرام دينيا والمؤثم قانونا والمكروه اجتماعيا، حتى لو كانت «عريانة» تماماً وكذلك ما جاء فى دراسة رابطة المرأة العربية من اشارات حول ارتباط الملابس بالتحرش، ويسأل عنها د. سوسن فايد ود. وليد زكى.. وعموما مصر بخير حتى فى سلوك أهلها الجدعان، ولكن هناك من يتمرهقون ولا يتفكرون.. وهؤلاء أكبر خطر على مستقبل وصورة العلمانية فى مصر !
كلام توك توك:
تاخدوا كام.. وتبطلوا كلام !!
اليها:
يقين.. حبك من مفاتيح الجنة.

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة