خالد النجار
خالد النجار


ضى القلم

هل ينصلح حال التعليم؟

خالد النجار

الإثنين، 27 يناير 2020 - 07:53 م

 

جهود جبارة تبذلها الدولة لتطوير التعليم، إيمانا بدوره فى التنمية والنهضة، قطعت الدولة شوطا كبيرا فى تطوير المنظومة التعليمية، وتحديث المناهج، وبناء المدارس، ودعم المنظومة تكنولوجيا.


استحدث د.طارق شوقى وزير التعليم خطة متطورة لتحديث العملية التعليمية ونقلها حضاريا، بتغيير الطريقة القديمة للامتحانات، ودخلت المنظومة الإليكترونية بإدخال التابلت كوسيلة متطورة لتغيير الطرق القديمة وإحداث نقلة نوعية، فى تلقى الدروس ومتابعة المنهج وأداء الامتحانات.


استبشر أولياء الأمور خيرا، واعتقدوا أن هذا النظام الحديث سيرحمهم من سطوة المدرسين الذين واجهوا كل تطوير بمقاومة وتشكيك.


امتحانات نصف العام أحدثت قلقا كبيرا للأسرة المصرية، وظهرت مشاكل عديدة خلال امتحان الصف الأول الثانوى، وتعالت صرخات الطلبة وأولياء الأمور فى امتحانات الصف الثانى الثانوى.


طالب أولياء الأمور بضرورة إيجاد حل فى طريقة الامتحانات من خلال التابلت، واشتكوا من أنه كان من المفروض تطبيق نظام التابلت منذ دخول الطلبة مراحل التعليم الأولى وأن تطبيقه عليهم فى سنة أو سنتين غير كاف، مع وجود أخطاء كثيرة تحملوها خلال تطبيق النظام وتجريبه، خلاف أن معظم المدارس لم تكن مجهزة، وتعطل شبكة الإنترنت، بالإضافة إلى ضيق وقت الامتحانات وشكوى الطلاب من عدم استطاعتهم الإجابة على أسئلة التابلت خلال الوقت المحدد واحتياجهم لوقت أطول.


أغرب ما سمعت وبالتأكيدات من أكثر من طالب، ومن عدد من المدرسين أن التابلت فى بعض الحالات بالصفين الأول والثانى الثانوى أجاب تلقائيا عن الأسئلة لعدد من الطلاب عن الامتحان كاملا بإجابة نموذجية وفق السيستم الموضوع!.. أما طلاب أولى ثانوى فانتظروا التابلت فى معظم المدارس لكنهم لم يتسلموه فاضطروا لأداء الامتحان بنظام البوكليت وجاء الامتحان طويلا ومعقدا وأحدث حالة إحباط للتلاميذ.


فى كل بلاد الدنيا إحداث أى نظام يعود بالنفع ويخدم المواطنين ويسهل أمورهم، لكن للأسف هذا النظام التعليمى رغم أنه تم استحداثه ليذلل العقبات ويسهل العملية التعليمية، إلا أنه سبب الإحباط والمعاناة لكثير من الطلبة ونكد على أولياء الأمور.
المصيبة الكبرى والتى تستوجب وقفة جادة، هى توغل المدرسين وتوحشهم وارتفاع معدلات الدروس الخصوصية، ويبدو أن النظام التعليمى الجديد قدم الطلبة فريسة ولقمة سائغة للمدرسين، وأصبح العديد من المدرسين يدعون جهارا نهارا وعلى مرأى ومسمع إدارات المدارس للدروس الخصوصية.


لابد من وقفة وإعادة صياغة للمنظومة حتى نتلافى الأخطاء ونصحح الوضع، ويجب الاستماع بإنصات للطلبة وأولياء الأمور عن قرب لمعرفة المشاكل منهم وعدم الاكتفاء بالتقارير المعلبة، إن كنا نريد إصلاح حال التعليم وضبط الوضع، حتى يستفيد الطلاب بالمجهود والإنفاق الكبير.


هل ينصلح حال التعليم؟ أظن لو أننا عالجنا الأخطاء واستمعنا عن قرب وإنصات، وأوقفنا مهازل وتوحش بعض المدرسين، سينصلح حال التعليم، وتعود البسمة للأسرة المصرية وننعم بالهدوء ونقلل النفقات والهدر الذى يذهب لجيوب أباطرة الدروس الخصوصية.
جهود مقدرة للدولة ووزارة التعليم فى الارتقاء بالعملية التعليمية لكنها تحتاج لعلاج بعض السلبيات لنرتقى ونصلح الحال.


يا رب اصلح أحوال الجميع ووفق الطلبة وأعن أولياء الأمور.

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 
 

 
 
 

 
 
 

مشاركة