علاء عبدالوهاب
علاء عبدالوهاب


انتباه

سقوط أم إسقاط؟!

علاء عبدالوهاب

الأربعاء، 29 يناير 2020 - 07:43 م

 

هل يمكن لأصحاب الحق إسقاط صفقة القرن؟
بالتأكيد: لا!
هل تملك الصفقة مقومات تضمن تطبيقها، أم أنها مرشحة مع الوقت للسقوط، وكأنها لم تكن؟
يقينا: سوف تسقط لأسباب لايد فيها للفلسطينىين والعرب!
للأسف فإن أصحاب الحق أضعف من أن يقدموا بديلا، أو أن يفرضوا آراءهم، بينما هم يعانون من حالة رثة تترجم التشرذم والانقسام فى أبشع صورة.
أضف لذلك أن الأسباب الداعية لاطلاق ترامب صفقته، وتوقيت اعلانها أمر وقتى مرحلى، يتعلق بإعادة انتخابه من جهة، ودعم حليفه نتنياهو فى معاركه الداخلية من جهة أخرى.
ثم أن ترامب يثمن الأمور فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية - بكل تعقيداتها وتراكماتها - كالأعور الذى تعجزه أعاقته عن رؤية كافة الجوانب، فيصدر أحكاما تصب فى خانة واحدة مع التجاهل - عن عمد- لما يجب أن يأتى متوازنا، بتعبيره عن حقوق لا يمكن تجاهلها، إذا كان ثمة نوايا حقيقية لطرح حل يلامس العدل والشرعية، ومن ثم يقف على قدمين ويسير للأمام نحو غايته النهائية، ذلك بعض ما يدعو للرهان على أن مآل الصفقة السقوط.
أما صعوبة نجاح مساعى إسقاطها، فيعود بالأساس إلى أن القوى التى تبدو مرشحة لانجاز هذه المهمة غير مؤهلة- بالمرة- للتصدى لها، ناهيك عن النجاح فى تأديتها!
الفلسطينيون مازالوا منقسمين على أنفسهم، بل انهم مصرون على التمادى فى عملية تشرذم لا حدود لها، فكيف يكون بإمكانهم تجميع قواهم- على وهنها- للحديث عن مقاومة هى بالضرورة سياسية وسلمية؟ وكيف يمارسون أى ضغوط على أى صعيد بينما لا يملكون أدوات تؤهلهم للضغط إلا فيما بينهم؟!
العرب - ولا أقول الأمة أو النظام الإقليمى - فى أضعف أحوالهم منذ عقود، والمجتمع الدولى لن يقدم إلا بعض التحفظات، ويعلن تمسكه الشكلى بمقررات الأمم المتحدة، ولكن على الأرض ثمة مصالح وتوازنات لن يتجاوز خطوطها الحمراء أحد.
فى ظل مكونات هذا المشهد، فالرهان لن يكون إلا على نوع من «الصبر الاستراتيچى»، من جانب، والوقت من جانب آخر لحين سقوط الصفقة، وربما يزعم البعض - حينئذ- أن كفاحه وجهوده وبراعته هى من أسقطها!!

 

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 
 

 
 
 

 
 
 

مشاركة