مؤمن صفا
مؤمن صفا


حوار| رئيس بعثة اليد: العبقري الإسباني وخطة «برايل» أربكوا نسور قرطاج

شريف حنفي

الأربعاء، 29 يناير 2020 - 10:47 م

مازالت تبعات الانتصار المدوي الذي حققه منتخب اليد على نظيره التونسي، والتتويج ببطولة أفريقيا والتأهل للأولمبياد، إنجاز يتصدر وكالات الانباء العالمية والقنوات الفضائية في جميع دول العالم.

وقلب الفراعنة، الموازين وهزموا التوقعات وتأهلوا للأولمبياد للتواجد بين كبار العالم في اليابان، على حساب نسور قرطاج المصنف العالمي والذي سبق له دخول المربع الذهبي في مونديال عام ٢٠٠٥.

هذا النجاح ليس وليد الصدفة وإنما هو ثمرة عمل وجهد متواصل طوال الفترة الماضية لمجلس إدارة محترف ومحترم تعاقد مع أفضل مدرب في العالم وهو الاسباني باروندو، ووفر له "لبن العصفور" حتى يتحقق الإنجاز.

ومازالت الطموحات تتعالى مع منتخب اليد الذي وصل إلى المرتبة الثامنة عالميا في مونديال الدنمارك وألمانيا مع المدير الفني السابق الإسباني ديفيد، والآن يفكر الفراعنة في طوكيو ومنافسات دورة الألعاب الأولمبية التي يتنافس فيها أبطال القارات، ثم الحدث الأهم مونديال العالم في مصر ٢٠٢١.

كواليس الإنجاز 

 مؤمن صفا رئيس بعثة مصر في تونس وأمين صندوق الاتحاد والمشرف على الفرق القومية، هو واحد من أبرز جنرالات كرة اليد المصرية الذين يعملون في صمت وبعيدا عن الأضواء، لقبه هو "جوهري كرة اليد" ومن أبرز صناع الإنجاز التاريخي والنهضة الحديثة لكرة اليد المصرية مع المهندس هشام نصر وهما توأم لا يفترقان ويكملان بعضهما البعض.

هو من الجيل الذهبي لمنتخبنا الوطني وحمل كأس أفريقيا وهو لاعب قبل أن يحمله كرئيس للبعثة بصحبة نجله نجم منتخبنا أحمد مؤمن.

تحدثنا سويا عن قصة إنجاز منتخبنا وحكايات العبقري الإسباني باروندو المدير الفني لمنتخبنا وأفضل مدرب في العالم، وكشف عن بعض الكواليس التي لم نشاهدها من الإنجاز المصري الذي تحقق في تونس والفوز باللقب السابع في تاريخنا من بين مخالب النسور التونسية وفي عقر دارهم، وجاء الحوار علي النحو التالي:

ما هو سر الفوز بهذا المستوي الراقي؟

تعبنا واجتهدنا طوال الفترة الماضية وصممنا على الوصول لهدفنا ووضعنا خطة استراتيجية طويلة المد للمونديال الذي تنظمه مصر ٢٠٢١ وأخرى قصيرة المدى لبطولة أفريقيا والأولمبياد، والحمد لله وضعنا برنامجا قويا جدا تضمن مواجهات خارج الملعب لتجهيز لاعبينا لمواجهات خارج الديار ولعبنا ٤ مباريات مع السويد وصربيا بخلاف البرتغال والعراق والسعودية في القاهرة.

كيف حققنا هذا المستوى ووصلنا للفوز علي تونس في رادس؟

الحمد لله من جد وجد وهذا مجهود المنظومة بالكامل من الصغير إلى الكبير، وللأمانة الداهية الاسباني باروندو أفضل مدرب في العالم "حيرنا" نحن شخصيا وأبسط ما يقال عنه إنه عبقري وخدعنا نحن شخصيا قبل أن يخدع تونس في الملعب.

كيف خدعنا وخدع التوانسة؟

أولا هو طاقة لا تهدأ ولا تستطيع أن تعرف ماذا يريد بسهولة دائما هناك أشياء غامضة في رأسه لكنه يعرف ماذا يريد جيدا، ظهر بشكل مختلف وقاد لاعبيه بشجاعة غير عادية وبث كمية من الطاقات الإيجابية الكبيرة في الفريق، والتي أبهرتني شخصيا وكان دائما يقلل من شأن الحدث والمواجهة الصعبة، في حين عندما يحقق الفريق فوزا كبيرا مثلا يتحدث عن المنافس ويتجاهل الإشادات ويتحدث عن السلبيات قبل الايجابيات.

ماذا عن العوامل الفنية؟

حدث ولا حرج هو مبهر فعلا، لكن هذا الرجل اعتقد أنه لا يفكر سوى في كرة اليد طوال يومه، وحتى تواصل الانبهار تعرف على التالي: من أول يوم في البطولة وأنا أراقبه عن قرب وأضعه تحت المنظار لأنه في كل الأحوال ورغم انه أفضل مدرب في العالم لكنه بعيد عن أفريقيا، وكنت أحاول مساعدته لو طلب ذلك دون تدخل مني نهائيا.

لكني وجدت كل تركيزه منذ مباراتنا الأولى في البطولة مع تونس، ومع كل مباراة للمنتخب التونسي يشرح كيف لعبوا وكيفية مواجهة ذلك، يوميا يفعل ذلك ولم يكف عن شرح طريقة مواجهة تونس سوى قبل مواجهة الجزائر، ثم عاد من جديد قبل المباراة النهاية وفوجئت أنه يطلب من لاعبينا حفظ ٣٠ خطة وتسميعهم غيابيا، واستكمل ضاحكا: "خشيت أن (يهنج) اللاعبين وتدخل الخطط في بعضها.

 كما طلب من لاعبينا التعامل بطريقة الإشارة وقال لهم غالبا لن نسمع بعضنا البعض من شدة الضغط الجماهيري والتشجيع خلال المباراة النهائية، وعلينا أن نتعامل بالإشارة وهو ما جعل البعض يعلق أننا سنلاعب تونس بطريقة " برايل"، وطلب من اللاعبين التركيز وفتح أعينهم وإغلاق أذنهم في إشارة الي عدم التجاوب مع الاستفزازات المتوقعة من الجمهور.

حتى خلال المحاضرات كان يطالب اللاعبين بالحفظ وتجاهل أي عوامل قد تكون في مصلحة المنافس كالأرض والجمهور.

وقبل البطولة لعب آخر 4 مباريات ودية وأصعبهم مع السويد وصربيا على أرضهم وبين جماهيرهم، حتى يعتاد لاعبونا على الضغط الجماهيري ومع مستوى فني أصعب.

وما أخبار المكافآت والتكريمات؟ 

أخر حاجة أتذكرها الاحتفالات في تونس بعد الفوز، ومنذ إطلاق حكم المباراة صافرته أشعر من وقتها كان قنبلة دخان انفجرت في وجهي ولا أرى ولا أسمع شيئا، وأعتقد أنه لن يبخل أي مسئول علينا لأن الجميع دعمنا للأمانة والوزير المحترم  د. أشرف صبحي وعدنا بمكافأة استثنائية، وأنا أشكره على دعمه وزيارتنا قبل السفر في معسكر المركز الأولمبي بالمعادي وحضر معنا في تونس مباراة قبل النهائي واستقبلنا في المطار بعد العودة بالكأس.

كما أخص بالشكر المهندس هشام رئيس اللجنة الأولمبية، الذي دعمنا بقوة وكان في وداعنا واستقبلنا في المطار، وكان دائم التواصل معنا في تونس للاطمئنان على الفريق ومتابعة سير العمليات بشكل يومي.

ومن المؤثرين في الجهاز الفني مع «الخواجة»؟

الجميع كان على قلب رجل واحد ولا أريد أن أنسى أي فرد لأن الجميع لم يبخل بأي قطرة مجهود، وتحديدا الكابتن علاء السيد مدير المنتخبات الذي بذل مجهودا كبيرا وواصل الليل والنهار، وخطط ونفذ جوانب كبيرة من خطة الإعداد لتونس واستفدنا من خبراته الكبيرة في كرة اليد وكان لا يترك أي صغيرة ولا كبيرة للظروف، ودائما مستعد وجاهز لمواجهة لي طوارئ.

وللأمانة أحب العمل بجانب المهندس هشام نصر رئيس الاتحاد الذي مهما تحدثت عنه لن أوفيه حقه الكبير فيما تحقق من إنجازات خلال فترة صغيرة، وأشير هنا إلى أن ما حدث نتاج منظومة محترمة محترفة أساسها.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة