هالة العيسوى
هالة العيسوى


من وراء النافذة

مطلوب وجه ولسان عربى واحد لمواجهة خطة ترامب

هالة العيسوي

الخميس، 30 يناير 2020 - 07:25 م

واهم من يعتقد أن رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلى بنيامين نتانياهو سيقف يومًا ما ليناقش مسألة إقامة دولة فلسطينية على 70% من أراضى الضفة الغربية حسب ما تم الترويج له، نقلاً عن خطة ترامب المسماة "السلام مقابل الرخاء". من يقرأ بنود الخطة التى استغرقت 180 صفحة يعى جيدا أنها جمعت كل أطماع الاحتلال فى مرجل واحد وأشعلت تحته النار لينتج طبخة فاسدة مطلوب من الفلسطينيين والعرب ابتلاعها على أمل الحصول فى النهاية على طبق من الحلوى الرخيصة (الرخاء المزعوم).. بقراءة سريعة لبنود الخطة يمكنك أن تفهم أن السيادة الإسرائيلية ستمتد فى جميع مستوطنات الضفة الغربية التى يزيد عددها عن مائة، وكلها باستثناء خمسة عشر ستكون فى أراضٍ متجاورة. (وهنا نشير إلى أن حوالى 400,000 يهودى يعيشون فى حوالى 120 مستوطنة رسمية). كما أن السيادة الإسرائيلية ستمتد فى جميع أنحاء القدس، بما فى ذلك البلدة القديمة، مع تمثيل فلسطينى رمزى، فقط فى القدس. وإذا قبلت إسرائيل الصفقة، ورفضها الفلسطينيون، فإن إسرائيل ستحصل على دعم الولايات المتحدة للبدء فى ضم المستوطنات من جانب واحد.
باعة الوهم من الصهاينة الأمريكيين والإسرائيليين يبشروننا بأنه سيتم منح الفلسطينيين دولة، ولكن فقط إذا تم تجريد غزة من السلاح، وتخلت حماس عن أسلحتها، واعترف الفلسطينيون بإسرائيل كدولة يهودية عاصمتها القدس! لاحظ أيضًا أنه لا وجود لدور فلسطينى فى أى سيطرة على الحدود، وأن السيطرة الأمنية الإسرائيلية الكاملة ستمتد فى غور الأردن. كذلك ستمتد فى جميع الأراضى المفتوحة، فى المنطقة C، وهذا يمثل نحو 30 فى المائة من الضفة الغربية.
قد تحدث بعض التبادلات المحدودة للأراضى التى يتم فيها تبادل السيادة الإسرائيلية الموسعة فى الضفة الغربية للحصول على تعويض إقليمى بسيط فى النقب يعنى قطعة أرض فى الصحراء يلهو بها الفلسطينيون ويفرحون بهدية أحفاد سيدنا سليمان.
كذلك قد يحدث استيعاب طفيف محتمل للاجئين الفلسطينيين فى إسرائيل؛ ولكن دون ذكر لأى تعويض للاجئين عمومًا.
خلاصة القول إن الخطة عكست قبول جميع المطالب الأمنية الإسرائيلية، لكن دون تلبية لأى مطلب فلسطينى بسيط.. البعض منّّا يراهنون على أن هذه الخطة أو ما توصف فى الإعلام الإسرائيلى بالصفقة سوف تسقط من تلقاء نفسها لو رفضها الفلسطينيون، ويتناسون أن العديد من المقترحات المكتوبة بدأ تنفيذه بالفعل، فضم الجولان عمليًا تم رغم رفض المجتمع الدولى الاعتراف به فى نصوص دولية رسمية منشورة، وأن ابتلاع القدس وقع برغم عدم اعتراف العالم بضمها كاملة ولا بكونها عاصمة موحدة لإسرائيل. هذا البعض يلقى بمسئولية المواجهة على الفلسطينيين وحدهم متصورًا أن بإمكانهم إسقاط الخطة بمفردهم دون معونة عربية، وموقف عربى موحد متين يتحدث بلغة واحدة ووجه واحد دون تلاعب بالألفاظ أو تحايل فى المواقف.
مفهوم أن توقيت إعلان الصفقة يرتبط بدواع انتخابية فى كل من واشنطن وتل أبيب، وقد يتأجل تنفيذ بعض الخطوات لأسباب تقنية لا سياسية، لكن سواء بقى نتانياهو على رأس حكومة الاحتلال أو غادر، فلا تتوقعن من خليفته أن يغير من الأمر شيئًا، على العكس قد تتسارع بعض الخطوات لأنهم بمنطق الاحتلال -للأسف- يتحدثون بلغة واحدة ووجه واحد.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة