طاهر قابيل
طاهر قابيل


اول سطر

هل يعقل هذا؟

طاهر قابيل

الخميس، 30 يناير 2020 - 07:32 م

كنت قديما أسخر من أى صديق أو قريب يخبرنى أن أسفل بيت جده مقبرة أثرية أو يقول لى إن الثراء الذى هبط من السماء على "فلان الفلانى" كان نتيجة تجارته فى آثار اكتشفها عندما جدد بناء منزله.. ولكن بعد الخبر الذى قرأته هذا الأسبوع أصابتنى صدمة وجعلتنى أتراجع عن أوهامى ومعتقداتى ودارت فى رأسى مئات الأسئلة التى تبحث عن إجابات ولا تجد من يجيب.. فهل يعقل أن هيئة الآثار ومن بعدها وزارة تعج بالخبراء والموظفين لا تعلم شيئا عن مخزن أثرى عمره 60 عاما؟ ليس هذا فقط بل المخزن فى منطقة أثرية الكل يعرفها.. ويكتشف هذا الكنز وزارة الداخلية والمسئولون بوزارة الآثار فى "سبات عميق".
نحن فى الألفية الثالثة وكل ما فى باطن الأرض وليس على ظهرها معلوم وله خرائط!.
فشكرا لقطاع الأمن العام بقيادة اللواء علاء سليم وإدارة البحث الجنائى بشرطة السياحة والآثار بقيادة العميد مدحت منتصر على إنقاذ 12 تابوتا أثريا بها 12 مومياء قبل أن تسقط فى أيدى معدومى الضمير اللصوص والمتاجرين بثرواتنا الأثرية.. فقد اكتشف حراس الأمن غرفة بجوار مقبرة "بتاح حتب" مغلقة بباب خشبى عليه قفل حديدى مختوم باسم أحد مفتشى الآثار عام 1960 وأمامه حجر ضخم وعثر داخل الغرفة على التوابيت والمومياوات التى لا تقدر بثمن.
ما يدفع إلى السخرية أن هذا المخزن غير مدرج بكشوف الآثار.. ولا يعلم عنه العاملون بمنطقة «سقارة» أو بديوان الوزارة أى شيء.
فمن الجميل أننا نمتلك ثلث آثار العالم ونبنى «المتحف الكبير» ذلك التحفة المعمارية القريبة من الأهرامات إحدى عجائب الدنيا السبع لنعرض بها كنوزنا ولكن ليس من المعقول أن نترك ثروتنا التاريخية نهبا للصوص فقد شاهدت فى دول كثيرة لا تملك ما نملكه تبذل اهتماما كبيرا بالآثار وتصرف عليها حتى أننى وجدت فى إحدى المقاطعات متحفا مقاما فوق أرض حفريات التى تحيط بها الأضواء وألواح الزجاج الشفافة التى تتحمل السير فوقها.. كنت انتظر تعليقا أو توضيحا من الآثار ولكن لا حياة لمن تنادى فأكثر شيء يسعد الكاتب أن يجد مردودا لما يكتبه لدى القارئ والمسئولين.
> أسعدنى المستشار نصر بن حمود العبرى الملحق الإعلامى لسفارة سلطنة عمان بإرسال خطاب تعليقا على مقالى الأسبوع الماضى عن مشاهداتى خلال زيارتى الوحيدة للسلطنة قدم فيه الشكر والتقدير لما كتبته حول وفاة جلالة السلطان قابوس بن سعيد طيب الله ثراه وتولى صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق مقاليد الحكم.. وأنا بدورى أتقدم لسيادة المستشار وللأشقاء العمانيين بكل الشكر والتقدير على خطابهم الذى بحق أثلج صدرى.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة