خالد النجار
خالد النجار


يوميات الأخبار

ديــل الكلــب

خالد النجار

الخميس، 30 يناير 2020 - 07:42 م

 

لا تظلموا الكلاب وتشبهوا بعض البشر بها. ولا تظلموا الإنسان فربما اضطرته مصلحة لأن ينهش لحمك كالكلاب.

ظالم من يصف الكلاب بغير أوصافها، فبعض البشر لا ترقى لوفاء الكلاب، صفة الإخلاص أصبحت عملة نادرة، والوفاء اختفى من قاموس ناس كثيرة.
تعددت الأمثال والحكم ووصف إخلاص الكلاب فيما يعطى الكلاب بعضا من حقها الذى جار عليه بنى البشر وشوهوا صورتهم حتى أنك عندما تحتقر أحدا تصفه بأنه كلب أو ابن كلب!
فى كوريا رأيت كيف يقدرون الكلاب وكيف يحظى الكلب فى هذه البلاد بمعاملة خاصة وعناية واهتمام غير عادى حتى أنهم من عشقهم للكلب يأكلونه!
حظى الكلب بموفور كبير من الحكم والأمثلة وتعددت صور وفائه والحكايات النادرة عن إخلاصه لصديقه ومن يقوم على تربيته والعناية والاهتمام به.
الغريب أنه رغم إخلاص الكلب وتغنى الإنسان بوفائه إلا أنه مع أول موقف خسة وندالة من إنسان لأخيه تجد سيل الشتائم بوصفه بأنه كلب! وإمعانا فى الدقة يكون التركيز تحديدا على ديل الكلب، ومع أول وقعة مع قريب أو زميل أو صديق، يقول «ديل الكلب عمره ما يتعدل» لا أعلم لماذا اختص ديل الكلب؟ أعتقد لأن طبيعة خلق الكلب أن ديله له طبيعة خاصة ولا يمكن حسب تكوينه وشكله وخلقه أن يستقيم، فلذلك تحدث الناس عن كل معوج خارج عن حدود التربية والأخلاق وسيئ السلوك والمنافق وما شابه ذلك، بأنه لن ينعدل حاله وسيظل على وضعه لن تغيره سن ولن تؤثر فيه كل صور الوفاء وسيظل فى سلوكه مثل ذيل الكلب لن يتبدل أو يتغير.
ولا أميل لوصف الإنسان السيئ الخلق والمواقف والتصرفات بالكلب فلقد كرم الله الإنسان ولا يليق ذلك التشبيه، كما أن الكلب الذى وهبه الله صفة الوفاء حرام أن نسيء إليه بوصف كل إنسان سيئ الخلق، خسيس، بأنه كلب.
حالة جدل حول تربية الكلاب واقتنائها باعتبارها رمزا للوفاء، لكن هناك انتشارا كبيرا لها وصارت هناك مراكز للعلاج والتأهيل والتدريب وارتفعت حالة الوعى لدى الناس وزادت حملات التوعية والعناية بكلاب الشوارع وهناك مراكز لإيوائها بعد أن كانت عرضة للقنص.
على الرغم من طبيعة الكلاب الوفية المخلصة إلا أن الأمثال الشعبية دائماً ما تضعها فى موقف الندالة والخسة، أشهر تلك الأمثلة: «ذيل الكلب عمره ما يتعدل»،
« الكلاب تعوى والقافلة تسير».
« زى الكلب يعض الإيد إللى اتمدت له».
أغلب الأمثال تقسو على الكلب لكن قصص الوفاء تنصفه دائما.
بعض البشر يحقدون على الكلاب التى تلقى رعاية واهتماما وتدليلا وعلاجا، وترى كثيرا ينادون بضرورة التركيز على توفير ما ينفق على الكلاب وتوجيهه لبنى البشر من الأيتام والفقراء، ولكن هذه حرية، وأرى فيها رحمة لجنس من الحيوانات وضع الله فى قلب بعض البشر من العطف ما يجعلهم يهتمون بالكلاب وتربيتها. خلينا فى إخلاص الكلاب ووفائها بعيدا عن الجدل، فى حرمة تربيتها ونجاستها والإنفاق عليها من عدمه.
وللذين يؤكدون على أن ديل الكلب لن ينعدل، هناك دراسات وتجارب أنه مع تدليل الكلب واللعب معه والطبطبة على ظهره ينعدل ديله فى تلك الأثناء، لكن مهما طبطبت على بنى الإنسان وأحسنت إليه فلا تنتظر أن ينصلح حاله أو أن يكف لسانه عن الأذى، فهذه طبيعة وجينات متأصلة فى بعض البشر، يتلذذون بالأذى ونهش أعراض الناس ونشر الشائعات والأكاذيب ويتمادون فى النفاق ويتمسكون بكل شىء ينافى صفات الإخلاص والوفاء.
فلا تظلموا الكلاب وتشبهوا بعض البشر بها. ولا تظلموا الإنسان فربما اضطرته مصلحة لأن ينهش لحمك كالكلاب، ولم يراع صداقة أو زمالة ولا ودا أو أخلاقا، لا تظلموا الإنسان فربما قطع صلةً رحمة وباع أهله وشرفه وجاب لأهله اللعنة فى سبيل الوصول لكرسى أو هدف أو سبوبة، البعض اعتاد أن يدوس الأخلاق والعشرة فى سبيل الوصول للهدف، فلا تتجنوا على من ادعى الفهلوة والشطارة فهو فى النهاية مظلوم وأسير لرغبات تافهة.
لا تستغرب عندما تجد شخصا مسئولا وتتصور أن له مكانة، ويحتل مكانا مرموقا، وتضطر تصفه بصفات الكلاب لتدنيه وانحطاطه فى التعامل مع البشر بمليون وش، يدعى الذكاء ويتطاول على الناس بالباطل، ولا يتورع فى نهش الأعراض، بشر فى صورة سيئة، تحكمهم المصلحة ولا يتعظون من موت، وحياة فانية، لن يبقى منها سوى السيرة الطيبة وكله إلى زوال.
على فكرة لا يقتصر وصف الكلاب على رجل أو سيدة، فهناك نساء، أعوذ بالله.
طغت المصالح وتزايد العمى، وتبدلت الأمور وضاعت الأخلاق.. وفى النهاية نتجنى على الكلاب ونلصق بها تهما ليست فيها.
يبقى الإنسان إنسانا، والكلب كلبا، فلا تظلموا الكلاب.
الشيخ الطيب.. الإمام الطيب
المحبة والقبول انعكاس لما داخل النفوس من صدق ونقاء. فصفاء النفس وشفافيتها والقبول الذى يحظى به فضيلة الإمام أحمد الطيب شيخ الأزهر نتاج ما يحمله قلبه. نحن فى حاجة الى استنساخ أمثال الشيخ الطيب الذى يتعامل بكياسة فطرية بعيدا عن التجمل. فخبرته فى إقامة الصلح بين العائلات الصعيدية فى ساحة الطيب بالأقصر جعلت من الأزهر ساحة انفتاح على العالم. فالشيخ الطيب من أبرز علماء المرحلة الراهنة لتماشى أسلوبه مع دعم حوار الحضارات ويتمتع بثقافة متشعبة واطلاع واع على العالم فهو حاصل على الدكتوراه من جامعة السوربون وأبرز المتصوفة من علماء الأزهر النابهين.
لا يحتاج شيخ الأزهر لمدح أو تلميع فالرجل أكبر وأجل بكثير.
الإمام الطيب قيمة وقامة تحظى بتقدير العالم، وكم شاهدت فى عدة دول آسيوية التقدير العالى لشخصه ومقامه.. سمعة عالمية طيبة وتقدير خاص من دول الخليج، تقدير يشعرنا بالفخر ويليق بمصر وأزهرها.
الإمام أحمد الطيب شيخنا وإمامنا وشيخ الأزهر الشريف، حصن الإسلام والمسلمين وقبلتهم ومرجعيتهم.
إمامنا الجليل، التقى الورع الزاهد صاحب السماحة والوجه البشوش، متعك الله بالصحة والعافية، رمزا وقيمة للمسلمين، حمى الله مصر وأزهرها، وكل الحب والتقدير للإمام الأكبر الشيخ الجليل والعالم النبيل، أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف، صاحب المواقف الوطنية المشرفة، والغيور على الإسلام والمسلمين.
الشيخ الطيب وإمامنا الطيب متعك الله بالصحة والعافية.
مصيبة المحمول
وكأن الفوضى صارت سمة وطبعا يتلذذ به الناس، هيبة الشارع واحترام الآداب العامة فى خبر كان.. تلاشت الأخلاق ولم يعد للانضباط وجود.. واضح أننا نعشق الفوضى والخروج عن المألوف فتحولت شوارعنا لساحات معارك بين السيارات والمواطنين، احتل الباعة الأرصفة وتناثرت القاذورات وتخلينا عن النظافة فى شوارعنا، انتشرت أكوام الزبالة رغم أن على بعد خطوات منها صناديقها الفارغة.
توقفوا عن السير عكس الإتجاه الذى سيطر على شوارعنا حتى تقل الحوادث.
عودة الأخلاق تبدأ بالالتزام فى الشارع وعدم التعرض للآخرين وإيذائهم، والتزام السائقين بقواعد المرور وتطبيق القانون على الجميع.
عودة الانضباط للشارع تهذب السلوك وتحجم الفوضى.
اوقفوا الفوضى فى التعامل لتروا انعكاسها الإيجابى عليكم أولا ولن تندموا.
أما مصيبة التليفون المحمول الذى تحول لقنبلة فى يد الجميع وعزز الفوضى، فيحتاج لوقفات، سيطر على تصرفاتنا، وهدم عاداتنا وتقاليدنا، وصار مصيبة على الجميع، الأدهى أن قائدى السيارات يستخدمونه وقت القيادة دون رادع، «وياريتها تيجى» على الحديث فيه، بل تتطور الأمور للعب وإجراء محادثات الشات وتصفح الفيس بوك.. مصيبة.
علاء سليم.. نوط الامتياز
تقديرا لجهود الأمن العام ورجاله، منح الرئيس عبد الفتاح السيسى خلال احتفالات عيد الشرطة نوط الإمتياز من الدرجة الأولى للواء علاء سليم مساعد وزير الداخلية للأمن العام..يستحق اللواء علاء سليم كل تقدير لجهوده المتميزة والملموسة ونجاحاته فى القضاء على العديد من البؤر الإجرامية وتجفيف منابع الجريمة على مستوى الجمهورية.
نجاحات متوالية للواء علاء سليم ورجال الأمن العام.. صورة مشرفة ومتميزة برجال عقدوا العزم على خدمة الوطن وشعبه، رجال صدقوا وآمنوا بدورهم فنجحوا فى بسط الأمن والأمان.
مزيدا من النجاح والتألق لرجال الأمن العام بقيادة اللواء علاء سليم، وتحية لكل رجل شرطة يعرف قيمة مصر وشعبها وقدر ترابها.
سيظل الأمن المصرى نموذجا مشرفا بتضحيات أبنائه، وتبقى الشرطة برجالها سندا للشعب العظيم فى صور للتلاحم والتكاتف ضد مخططات الخراب.
اللهم أدم علينا نعمة الأمن.
ناصف.. ومستقبل وطن
تعيين صديقى الجميل أحمد ناصف رئيسا لتحرير موقع مستقبل وطن، قرار صائب، لخبرته البرلمانية وتجاربه الصحفية المتميزة التى أثبتت قدرة الشباب وكفاءتهم، ناصف كفاءة وموهبة وأخلاق وإضافة لموقع مستقبل وطن، بالتوفيق ومن نجاح لنجاح.

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 
 

 
 
 

 
 
 

مشاركة