صورة أرشيفية
صورة أرشيفية


الأب البطل صاحب القلب الشجاع: «أحمد الله أن كتب لي ولابنتي عمر جديد»

صالح العلاقمي

الخميس، 30 يناير 2020 - 09:12 م

في مشهد إنساني مهيب يجسد أسمى معاني الأبوة، أب يفدي ابنته بنفسه، لحمايتها من عجلات قطار في محطة بمحافظة الإسماعيلية، حيث سقطت الابنة بجانب الرصيف أثناء سيرها معه، ليقوم بإلقاء نفسه دون تردد فوقها لينقذها على بعد مسافة لا تتخطى المليمترات من عجلات القضبان، وتمكنا من الخروج بسلام بعد مرور القطار.

قال محمد محمود فرغلي ابن محافظة الدقهلية، الذي أنقذ ابنته من الموت المحقق أسفل عجلات القطار المتجه من الإسماعيلية إلى القاهرة، إنها لحظات لاتنسى، فقد كتب الله لنا عمرًا جديدًا.

يتذكر فرغلي، أنها لحظات لا تتجاوز دقيقة، لكنها كانت سينتهي معها كل شي، لو أن عجلات القطار داست عليهما، حيث بقي بين حائط الرصيف وعجلات القطار لمدة نحو دقيقة حتى انتهت عربات القطار من مغادرة المحطة ولم يتحرك خلالها على الإطلاق، وكان مغمض العينين وفي حضنه ابنته دون حركة وربما كان ذلك سببًا في نجاتهما.

البداية كما يقول الأب أن أسرته تضم ٤ أبناء والزوجة، حيث أرادت الأسرة أن تقضي إجازة نصف العام في المنصورة، فهو يعمل بمدرسة أبو شلة الابتدائية ببئر العبد.

وبعد أن وصل إلى القنطرة غرب طلب منه أبناؤه السفر إلى القاهرة عن طريق القطار وبالفعل استقلت الأسرة القطار القادم من بورسعيد ومتجه إلى الإسماعيلية، حيث تم تغيير القطار وركوب آخر متجه إلي القاهرة، لكن هنا وقع ما لم يكن في الحسبان.

أثناء قيام الأبناء بالتحرك لركوب القطار، اختلت قدم ابنته وسقطت بين الرصيف وعجلة القطار، وبسرعة قفزت وراءها قبل أن يتحرك القطار وحضنتها، وقلت لها لا تخافي ربنا معانا.

وبقيت على هذا الحال حتي غادرت آخر عربة المحطة، لحظات شعرت بأن الحياة انتهت خاصة أن القطار لم يتوقف، رغم أن المواطنين قاموا بالنداء على السائق لكن يبدو أن النداءات لم يسمعها السائق.

وقال: «كان من الممكن أن نكون أنا وابنتي ضحايا قطار الإسماعيلية، لكن القدر كان رحيمًا كي أعيش من أجل أسرتي، ولعلها تكون موعظة وعبرة للجميع، وهى بالتأكيد رسالة وعظة لكل البشر أن الله قادر على كل شيء، وأنه يحيي ويميت».
وقال: «لا يهمني إذا كان فرض علي غرامة أم لا طالما أن ابنتي بقيت على قيد الحياة، وتمكنت من إنقاذها لأن أي إنسان قبل أن يكون أب وشهم وقفز وراء الطفلة حتى لا تكون ضحية القطار».
وأكمل، «الآن رغم أنني أتذكر الموقف، وكأنه حلم إلا أنني أحمد الله كثيرًا على نعمته، وأحاول أن أدخل البهجة على بنتي كي تنسى الموقف الذي أرهبها، وترك بداخلها خوفًا شديدًا.
التلميذة خديجه فرغلي بطلة قصة الإنقاذ من تحت عجلات قطار الإسماعيلية، قالت:«إحنا جايين هنا علشان نقضي إجازة رأس السنة مع أهلي في المنصورة، وإحنا لما كنا نزلنا من قطار القنطرة، كنا رايحين علشان نلحق القطر الثاني اللي كان هيمشي بعد خمس دقائق، وإحنا بنمشى اتكعبلت سندت على القطر بتاع البضائع، فقام متحرك قمت وقعت، وبابا وهو راجع علشان ياخذ مننا الشنط، فقام نط عليا وأنا حضنته، وقال لي ما تخافيش ربنا معانا، وأنا ما كنتش خايفة علي نفسي كنت خايفة علي بابا.
 

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة