د. عمرو الطيبي خلال حواره مع محرر «الأخبار»  - «تصوير: عصام مناع»
د. عمرو الطيبي خلال حواره مع محرر «الأخبار» - «تصوير: عصام مناع»


حوار| المدير التنفيذي لوحدة إنتاج «المستنسخات»: أول مصنع للنماذج الأثرية في مصر قريبًا

أشرف إكرام

الجمعة، 31 يناير 2020 - 04:11 ص

 

- مطلوب 500 فني من العمالة الماهرة لتغطية احتياجات التشغيل

- بدء وصول المعدات في فبراير

- خطوط إنتاج مميكنة لتلبية الطلب المتزايد محلياً والتصدير للخارج

تعتبر النماذج الأثرية من أهم الصناعات الحرفية والتراثية، لأنها مصدر دخل اقتصادي حيث تحقق إيرادات مالية كبيرة للدولة، وتُعد وحدة إنتاج النماذج والمُستنسخات الأثرية، الجهة الوحيدة المنوطة بإنتاجها وفقاً لقانون حماية الآثار رقم 117 لسنة 1983، وهي وحدة ذات طبيعة خاصة تأسست عام 2010، ومقرها بقلعة صلاح الدين الأيوبي بالقاهرة، وتتبع وزارة السياحة والآثار ممثلة في المجلس الأعلى للآثار.

ورغم أن هذه الوحدة حققت نجاحا كبيرا خلال الآونة الأخيرة، نتيجة التوسع في نشاطها وبالتالي زيادة إيراداتها من خلال المُشاركة في المعارض الخارجية حول العالم وأيضاً بهدف التعريف بها كوحدة، بالإضافة إلى بدء انتشارها محلياً ببيع منتجاتها من خلال بيوت الهدايا «البازارات» بالمتاحف الرئيسية، إلا أنه خلال العام الحالي ستشهد تلك الوحدة انطلاقة واسعة غير مسبوقة، نتيجة التوسع في نشاطها مع افتتاح أول مصنع لإنتاج النماذج والمُستنسخات الأثرية في مدينة العبور، حيث يُساهم العائد المادي من مبيعات هذا المصنع في استكمال مشروعات إنشاء المتاحف بالمحافظات وفي أعمال البعثات الأثرية المصرية وإجراء الصيانة والترميم للآثار بهدف الحفاظ عليها. ومن هنا تبرز أهمية هذه المهنة، لهذا كان لابد من الحديث مع الدكتور عمرو الطيبي، المدير التنفيذي لوحدة إنتاج النماذج الأثرية، الذي تولى منذ البداية مُهمة الإعداد لإنشائها، ليكشف لنا العديد من الأسرار والأخبار الجديدة والتفاصيل الكاملة لإنشاء مصنع المُستنسخات الأثرية.. وإلى نص حوار «الأخبار».

الدكتور عمرو الطيبي حصل على ليسانس الآثار المصرية في جامعة القاهرة عام 2000، ثم قام بتعميق دراسته للآثار من خلال حصوله على دبلوم في تاريخ الفن عام 2003، ودرس فنون المتاحف والعرض المتحفي بمدينة بون بألمانيا عام 2005.. ونال درجة الماجستير في تاريخ الفن من جامعة وارسو ببولندا عام 2013، وقد حصل على درجة الماجستير في الفن المصري القديم من كلية الآثار  جامعة القاهرة عام 2014.. كما نال درجة الدكتوراه في الآثار المصرية من أكاديمية العلوم البولندية بوارسو، عن رسالة دكتوراه بعنوان «تمثيل المرأة في النحت ثلاثي الأبعاد خلال عصر الدولة الحديثة» في عام 2017.. كما يشغل أيضاً منصب مدير الشئون الفنية للوحدات الإنتاجية ذات الطابع الخاص ووحدة ترميم وصيانة الآثار ذات الطابع الخاص بالوزارة التي تم إنشاؤها مؤخراً.

وحدة ذات طابع خاص

- ما الهدف الأساسي لإنشاء وحدة إنتاج النماذج والمُستنسخات الأثرية؟

يقول: إنه تم إنشاء وحدة إنتاج النماذج والمُستنسخات الأثرية، كوحدة إنتاجية ذات طبيعة خاصة فى ضوء التعديلات التي تمت عام 2010 على قانون حماية الآثار رقم 117 لسنة 1983، ليشمل نصوصاً خاصة بحماية حقوق الملكية الفكرية والعلامة التجارية الخاصة بمُنتجات المجلس الأعلى للآثار.. وأن الدافع الأساسى وراء إنشاء هذه الوحدة ثلاثة أهداف: أولاً: حماية حقوق الملكية الفكرية، وثانياً: إحياء الفن المصرى القديم، وثالثا: تنمية موارد المجلس الأعلى للآثار التابع لوزارة السياحة والآثار بتحقيق موارد مالية، عن طريق إنتاج وتسويق المنتجات الأثرية ذات الجودة العالية، بما يُحقق ملايين الدولارات لصالح الوزارة وموارد مالية لتحسين الدخل واستخدامها فى الإنفاق على المشروعات وإنشاء متاحف جديدة وفى مجال الترميم وصيانة والحفاظ على الآثار لحمايتها، وعمل بعثات الحفائر المصرية، بالإضافة إلى فتح مجالات وأسواق جديدة لإنتاج النماذج الأثرية المُقلدة مطابقة للأثر الأصلى بدءاً من الآثار الفرعونية، ومروراً باليونانية الرومانية، والقبطية، وصولاً بالإسلامية، على المستوى المحلى والإقليمى والدولى، وكذلك مواجهة المُنتجات الأثرية من النماذج رديئة الصنع التى تغزو الأسواق المحلية والعالمية.

- وماذا عن العمالة الفنية بالوحدة؟

يقول بشغف شديد: منذ تكليفى بالعمل فى وحدة إنتاج النماذج الأثرية مديراً تنفيذياً لها أسعى إلى أن تضم الوحدة عددا من الفنيين المُتخصصين على أعلى مستوى فى مختلف التخصصات: النحت، الرسم والتلوين، المشغولات المعدنية، الخزف، المشغولات الخشبية، التطعيم.. ويستطرد مضيفاً: إن وحدة إنتاج النماذج الأثرية ليست فقط مشروعاً لا يُقدر بثمن لمستقبل الآثار.. بل هى أيضاً دليل ناهض على تميز مصر فى إحياء تراثها العظيم.

- ولكن ما حجم إنتاج الوحدة الحالي؟

يجيب قائلاً: إن متوسط إنتاج وحدة النماذج والمُستنسخات الأثرية حالياً يصل ما بين30- 40 ألف قطعة سنوياً، وقد حققنا مبيعات منذ إنشاء الوحدة خلال الفترة السابقة تجاوزت مبلغ 25 مليون جنيه منذ عام 2011.. ويوضح الدكتور عمرو الطيبى، أن صناعة النماذج أوالمُستنسخات الأثرية تُجسد فى النهاية صورة «طبق الأصل» من قطع لمُقتنيات أثرية حقيقية معروضة داخل فتارين العرض والتى تزخر بها متاحفنا ولا يستطع أحد أن يكتشف حقيقتها المُقلدة من روعة إتقانها من حيث الخامة المصنوع منها القطعة الأثرية وأبعادها الأصلية.. كما تُعد من أهم الصناعات الحرفية التى عرفتها فنون الحضارة المصرية القديمة وهى مهنة تحتاج إلى أنامل دقيقة ومهارة فائقة.

4000 قالب

ويكشف الدكتور عمرو الطيبى، أن لديهم بوحدة النماذج الأثرية والمُستنسخات  أكثر من 4000 قالب لصنع نُسخ وتصميمات فنية مُتعددة من النماذج والمُستنسخات الأثرية ما بين تماثيل ولوحات وغيرها تعتبر المرجع الأساسى للأعمال الفنية التى يتم إنتاجها، وأن الوحدة يعمل بها مجموعة كبيرة من الفنانين النحاتين ذوى كفاءة فنية مرتفعة، وأن كل القطع يتم تصنيعها يدوياً بطريقة متقنة، وكلها تحمل شهادة مختومة من وزارة السياحة والآثار المصرية.. كما قمنا بعمل دورات تدريبية للنحاتين والفنانين فى مختلف المجالات الفنية بالمتاحف للتعرف على القطع الأثرية.

 خطة التطوير

ويؤكد أن الخطة القادمة لوحدة إنتاج النماذج الأثرية، تهدف إلى التوسع فى منتجات الوحدة من النماذج والمُستنسخات الأثرية من خلال المصنع الجديد المزمع إقامته لتلبية احتياجات السوق المصرى والتصدير إلى أسواق العالم من النماذج والمُستنسخات الآثرية، وكذلك يمكن إقامة معارض للنماذج الأثرية تطوف العالم وتحقق أرباحاً، خاصة بالمتاحف الكبرى التى تزخر بالآثار المصرية وذلك لحماية حقوقنا من الملكية الفكرية، بدلاً من استيراد تلك المتاحف للنماذج الأثرية رديئة الصنع من الصين، ويؤكد أن الفترة القادمة ستشهد التوسع فى بيع منتجات الوحدة بالأسواق المحلية والعالمية، وخاصة بعد إنشاء المصنع الجديد ومن المقرر افتتاحه العام الحالى بطاقة انتاجية كبيرة تفوق مئات المرات الطاقة الانتاجية الحالية للوحدة.. ويشير إلى أن الوحدة تعكف حالياً على تنفيذ خطة التطوير الشاملة، ووضع آليات العمل بالوحدة بما يضمن الاستفادة القصوى من الكفاءات الفنية الموجودة حالياً، وتطوير خطوط الإنتاج بالوحدة من خلال الميكنة لمواكبة متطلبات السوق المحلى والعالمى، وتلبية لحجم الإقبال المتزايد على شراء نماذج الآثار المصرية.. وأن لدينا هؤلاء الفنانين بالفعل، ولدينا قوالب لصناعة وإنتاج نماذج ومُستنسخات القطع الأثرية، كما أن هذه القوالب تمت صناعتها بشكل يؤدى لمنتجات دقيقة ورائعة.

المصنع الجديد

- ما خطة المصنع الجديد للتوسع في إنتاج النماذج الأثرية؟

يقول المدير التنفيذى لوحدة إنتاج النماذج الأثرية: إن الدكتور خالد العنانى وزير السياحة والآثار فى البداية منذ أن تولى مسئولية وزارة الآثار، فقد أعطى اهتماما كبيرا لوحدة إنتاج النماذج الأثرية، كما تحمس لفكرة إنشاء مصنع المُستنسخات والنماذج  الآثرية، حيث قمت وقتها بعرض مذكرة على الوزير خاصة بإنشاء هذا المصنع، وبالفعل وافق على الفور للبدء فى إجراءات تنفيذه حتى أصبح أمر حقيقى على أرض الواقع، وذلك إيماناً منه بالدور المهم الذى تؤديه هذه الوحدة، ويشير إلى أن فكره إقامة هذا المصنع كانت قد بدأت منذ عام 2004، وذلك ضمن أنشطة الشركة القابضة للاستثمار فى الآثار، والتى من ضمن مقوماتها الأساسية «الشركة القابضة» صناعة النماذج الأثرية، والنشر والطباعة العلمية، والأفلام الوثائقية والتسجيلية، وتأجير البازارات، والمحال، والكافتيريات الواقعة داخل المتاحف والمناطق الأثرية.. ويشير إلى أنه تم البدء فى تنفيذ خطة جديدة لتطوير وحدة إنتاج النماذج والمُستنسخات الآثرية لأهميتها الكبرى فى زيادة الدخل، الذى تُدره من مبيعات منتجاتها خاصة بعدما حققته خلال الفترة السابقة من نجاحات على الصعيدين المحلى والدولى فى معارض النماذج، والمُستنسخات الأثرية «طبق الأصل» بمنتجات بجودة فنية عالية جداً.. ويضيف قائلاً: لدينا حالياً طلبات كثيرة على منتجات الوحدة من النماذج الأثرية، وتم وضع خطة للتطوير، والتدريب التحويلى لبعض العاملين بالوزارة.

وصول ماكينات الإنتاج

يكشف لنا الدكتور عمرو الطيبى، أنه من المُقرر افتتاح مصنع النماذج والمُستنسخات الأثرية بمدينة العبور خلال العام الحالى، ويؤكد أنه وفقاً لدراسة الجدوى الخاصة بتنفيذ مشروع مصنع النماذج والمُستنسخات الأثرية الجديد، فإنها تشير إلى أن الأرباح المتوقعة منه، ستصل إلى 10 ملايين جنيه سنوياً خلال أقل من 3 سنوات وذلك مع الوصول إلى الطاقة التشغيلية والتسويقية بالكامل، كما سيغُطى تكلفة المشروع خلال هذه الفترة.

ويؤكد أنه تم التعاقد بالفعل على بعض الماكينات الحديثة لعدد من خطوط الإنتاج لاستخدامها فى إنتاج النماذج الأثرية، التى سيتم تركيبها فى المصنع الجديد الذى تبلغ مساحته حوالى 10 آلاف متر مربع، حيث سيضم المصنع طبقاً لدراسة الجدوى الموضوعة خطين للإنتاج: الخط الأول: هو خط «الإنتاج اليدوى» Hand made، وخط الانتاج الثانى: خط الإنتاج «المُميكن» وذلك بهدف تغطية رغبات أكبر شريحة ممكنة من الزبائن، سواء داخل السوق المصرى أو بالخارج وذلك بإنتاج كميات كبيرة من النماذج الأثرية.. ويضيف: أنه من المقرر وصول أول دفعة من الماكينات الحديثة قادمة من ألمانيا وإيطاليا فى نهاية شهر فبراير 2020، وأن تلك الماكينات تشمل ثلاثة خطوط، وهى خط ل «سَبك المعادن»، لإنتاج ورفع كفاءة المنتجات من المشغولات المعدنية، من الإكسسوارات والحُلى، ومنها الخواتم والقلادات، والتماثيل صغيرة الحجم من البرونز، كما ستصل الماكينات الخاصة بخط «الاخشاب والنجارة» لإنتاج جميع المشغولات الخشبية، بالإضافة إلى خط لإنتاج «القوالب» باستخدام ماكينات ال CNC، للاستفادة منها فى عمل الإسطمبات، والقوالب المطلوبة لخطوط الانتاج.. ويؤكد أن خطة التطوير تهدف إلى تأسيس صناعة واعدة وفقاً لمواصفات وضوابط علمية، وفنية سليمة تسهم بشكل فعال فى حماية حقوق الملكية الفكرية، وتحقق المردود الاقتصادى اللائق من استثمار ميراثنا الثقافى والحضارى.

باركود وشهادة مُعتمدة

- ما أهم وسائل الحماية الحديثة المُستخدمة فى تأمين منتجات المصنع الجديد من التقليد والتزييف؟

يجيبنا الدكتور عمرو الطيبى، قائلاً: سوف يحمل كل نموذج يتم إنتاجه بالمصنع خاتما خاصا بالمجلس الأعلى للآثار، كما سيُرفق أيضاً مع كل قطعة مُستنسخة «طبق الأصل» شهادة مُعتمدة من المجلس الأعلى للآثار، تُفيد بأنها قطعة مُقلدة، بالإضافة إلى وضع «باركود»، لسهولة التعرف عليها، وتقديم خدمة متميزة للعملاء «خدمة ما بعد البيع» كضمان ضد عيوب التصنيع، حيث يمكن الرجوع للوحدة خلال فترة من الشراء سوف يتم تحديدها لاحقاً، وسوف يسهم ذلك بما لايدع مجالا للشك فى حماية منتجات الوحدة من التقليد والتزييف.

نقص العمالة الفنية

- هل تم الاستعداد بالعمالة الفنية لتغطية احتياجات المصنع الجديد؟

يلفت المدير التنفيذى لوحدة إنتاج النماذج الأثرية، إلى أن الوحدة تواجه حالياً مشكلة نقص فى العمالة الفنية، خاصة بعد الطلب الكبير على منتجاتها، وماتم من ترويج لها، حيث لايزيد العاملون  بالوحدة حالياً على 70 ما بين فنى وعامل وإدارى، منهم 55 فنىا فقط.. بينما فى ظل أن خطة تطوير وحدة إنتاج النماذج الأثرية التى تهدف إلى التوسع فى خطوط إنتاج الوحدة لزيادة حجم إنتاج المُستنسخات الأثرية، ومع إنشاء المصنع الجديد للنماذج الأثرية سنحتاج إلى تعيين عمالة فنية جديدة بما لايقل عن 500 فنى، لتغطية الاحتياجات للعمل بخطوط المصنع الجديد المزمع إنشاؤه.. ولكن تواجهنا مشكلة وهى قرار وقف التعيينات بالحكومة.

بيوت الهدايا بالمتاحف

- ولكن هل السوق المصري يستوعب إنتاج كميات كبيرة من النماذج؟

يجيب قائلاً: إن السوق المصرى مؤهل لاستيعاب جزء كبير من صناعة المنتجات والمُستنسخات الأثرية، ودراسة الجدوى التى تمت تؤكد ذلك، وتوضح أهمية وضرورة تنفيذ المشروع فى أقرب فرصة، فهناك العديد من المتاحف الكبيرة بالمحافظات التى سوف يتم افتتاحها قريباً، ومنها: المتحف المصرى الكبير بميدان الرماية، ومتحف الحضارة بالفسطاط، ومتحف شرم الشيخ، ومتحف الغردقة، ومتحف كفر الشيخ، ومتحف العاصمة الادارية الجديدة، وأن جميع هذه المتاحف سوف يزورها الملايين من الزوار والسائحين، حيث يحتاجون دائماً لشراء هدايا تذكارية وكذلك نماذج أثرية قيمة تليق بعظمة ورقى الحضارة المصرية القديمة، ويشير إلى أن منتجات الوحدة تُغطى حالياً عددا من بيوت الهدايا «البازارات» فى المتاحف الرئيسية، وهى: المتحف المصرى بالتحرير، والإسلامى بباب الخلق، والقبطى بمصر القديمة، والقومى بالإسكندرية، والنوبة بأسوان.

يؤكد المدير التنفيذى لوحدة إنتاج النماذج الأثرية، أن حجم الأقبال كبير جداً.. كما أن الطلبات تتزايد يومياً على إنتاج الوحدة من النماذج والمُستنسخات الأثرية، ومنذ إنشاء الوحدة وحتى الآن استطاعت تحقيق سُمعة طيبة على المستوى المحلى والدولى مما دفع العديد من الأفراد والمؤسسات الثقافية والتعليمية إلى السعى وبشكل حثيث إلى شراء منتجاتها، الأمر الذى أدى إلى وجود قوائم انتظار تمتد فى بعض الأحيان لأكثر من ثلاثة أشهر من أجل تلبية رغبات العملاء، وعدم قدرة الوحدة بوضعها الحالى من تلبية حجم التعاقدات والطلبات المُتزايدة على شراء منتجاتها، سواء كان ذلك بسبب قلة العمالة، وصعوبة التشغيل.

أسعار النماذج الأثرية

- وما أسعار هذه المنتجات من النماذج الأثرية؟

يوضح د. عمرو الطيبى، أن سعر كل قطعة يتحدد منها حسب القيمة الفنية، والخامات المُستخدمة بها، وحجمها، وتتراوح الأسعار التى تبدأ ب 5 جنيهات للجعران الواحد أو فرس النهر الصغير، وما بين 15 جنيهاً للقطعة الواحدة الصغيرة المُقلدة، لتصل مابين 250- 300 ألف جنيه للقطعة الكبيرة من النموذج «طبق الأصل» من مجموعة آثار الفرعون الذهبى الملك «توت عنخ آمون» منها كرسى العرش، والمقصورة الذهبية، والتابوت الذهبى المُطعم بالأحجار الكريمة.

ويشير إلى أن المنتجات تتنوع مابين لوحات، وتماثيل وحلى ومسبوكات معدنية، وخزف ومشغولات خشبية أو «الفيبر».. كما أن الفترة القادمة ستشهد التوسع فى بيع منتجات الوحدة بالأسواق خاصة أن منافذ بيعها الآن محدود، ويستكمل مضيفاً: كما يجرى حالياً وضع خطة لإمداد السوق بمنتجات الوحدة من النماذج الأثرية من خلال تجهيز ورفع كفاءة وزيادة عدد الورش التابعة للوحدة بالقلعة لإنتاج القطع المتنوعة من قطع الآثار المقلدة «طبق الأصل»، أو بموديلات مختلفة الحجم من العصور القديمة المختلفة الفرعونية، واليونانية والرومانية، والقبطية والإسلامية.

الأسواق الحرة بالمطارات

ويوضح المدير التنفيذى لوحدة إنتاج النماذج والمُستنسخات الأثرية، إلى أن هناك وسائل للترويج وبيع منتجات الوحدة محلياً، حيث سيتم عرض قطع من النماذج الأثرية فى عدد من المطارات منها مطار القاهرة الدولى، وشرم الشيخ، والأقصر، وأسوان، حيث ستُعرض فى الأسوق الحرة بتلك المطارات، والبداية فى مطار القاهرة الدولى خلال أيام، وذلك بناء على بروتوكول التعاون الموقع بين وزارتى السياحة والآثار، والطيران المدنى، وذلك بتخصيص مكان داخل الأسواق الحرة بعدة مطارات، لعرض وبيع النماذج والمُستنسخات الأثرية، حيث كانت وزارة الطيران تتعاقد من قبل مع تجار لعرض النماذج الأثرية بمنافذ البيع بالمطارات.

معارضنا في الخارج

- ولكن لماذا لم نستغل للآن النماذج الاستغلال الأمثل فى الترويج والدعاية السياحية لزيارة مصر خاصة أنها تجد إقبالاً من الأجانب بالمعارض الخارجية؟

يجيب قائلاً: لقد بدأنا بالفعل فى الآونة الأخيرة الاهتمام بتنظيم معارض للنماذج الأثرية بالخارج التى حققت نجاح واسع، ولاقت إقبال من الزوار بأعداد كبيرة، على سبيل المثال المعرض الذى تم تنظيمه بمدينة «ڤيتربو» بايطاليا وحقق نجاحا متميزا الأمر الذى دفع الجهة القائمة على تنظيم المعرض إلى التقدم بطلب لوزارة السياحة والآثار لتمديد فترة إقامة المعرض لمدة شهرين إضافيين، وتجاوز عدد زواره أكثر من 100 ألف زائراً فى مايو 2018، كما سيتم تنظيم أيضاً معرض ثان فى فينيسيا الإيطالية منتصف شهر فبراير2020، يضم نحو 70 نموذجاً أثرياً من الآثار المصرية، مما يسهم فى الترويج والتسويق لزيارة مصر وتنشيط حركة السياحة الثقافية.. بالإضافة إلى أنه تم تنظيم معارض للنماذج الآثرية فى عدد من دول العالم منها ألمانيا وكندا وروسيا وكازاخستان وإيطاليا.. كما تم تسويق النماذج الأثرية فى كل من اليابان وأمريكا وكندا، وبلغاريا، وإنجلترا بالمتحف البريطانى، وأسبانيا، وإيطاليا وهى مجموعات مُتميزة من النماذج الأثرية التى تعبر عن عظمة ورقى الحضارة المصرية القديمة.

إحياء الحرف التقليدية

- ما مدى دقة وحرفية صناعة النماذج الأثرية؟

يوضح الدكتور عمرو الطيبى، أنه بفضل الموهبة والخبرة المتوفرة لدى الفنانين بالوحدة فإننا نضمن إنتاج نماذج مُطابقة للأثر الأصلى، كما يُمكننا أيضاً إنتاج نماذج بقياسات وخامات مختلفة.. بكل فخر.. ويُكمل مضيفاً: تُعتبر مصر فى ضوء ما تملكه من مقومات حضارية وتاريخية على مر العصور مركزاً عريقاً للإشعاع الحضارى والفكرى، تزخر بأهم آثار العالم المُسجلة على قائمة التراث العالمى، كما يُعد سوق بيع الهدايا السياحية فى مصر واحداً من أهم الأسواق التجارية العالمية، نظراً لتميز مصر بمكانة أثرية وسياحية متقدمة.. ومن هنا فإن وجود كيان إقتصادى مثل وحدة إنتاج النماذج الأثرية يهدف فى المقام الأول الى إحياء الحرف التقليدية والتراثية وتسويق المنتجات الأثرية ذات الجودة العالية، والجذب السياحى، فإنه سيحقق ملايين الدولارات لصالح الاقتصاد الوطنى مُستغلاً فى ذلك المزايا التنافسية التى تتمتع بها وزارة السياحة والآثار، كما سيدعم دورها فى محاربة الجودة المُتدنية للمنتجات الأثرية «رديئة الصنع» الموجودة فى السوق المصرى والعالم، والتى تنتجها كثير من الدول الشرق أسيوية.. وفى ضوء كل ذلك كان السبب فى إنشاء وحدة إنتاج النماذج الأثرية التى ولدت من رحم قانون حماية الآثار.

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 
 

 
 
 

 
 
 

مشاركة