فاتن عبدالرازق
فاتن عبدالرازق


م القلب

الريح الطيبة

فاتن عبدالرازق

السبت، 01 فبراير 2020 - 06:58 م

أتأكد يوما بعد يوم أنه إذا كانت حضارة الأمم وتقدمها يقاس بما تحققه من إنجازات فى مختلف مناحى الحياة فإن الأخلاق والقيم النبيلة وهى الحاكم الأول لسلوك المواطنين تعد من وجهة نظرى أحد المقاييس الأساسية لتحضر وتقدم أى مجتمع لما تقوم به من دور فعال فى تشكيل وجدان المواطن وتصرفاته وهى لبنة المجتمع الصالح وأساس بقائه واستمراره وأيضا هى جوهر الأديان السماوية التى تحث كل فرد على التحلى بها.. ولعلنا نعى قول رسولنا الكريم محمد عليه الصلاة وأزكى السلام عندما سئل عن أكثر ما يدخل الناس الجنة فقال تقوى الله وحسن الخلق فما أعظمك يا رسول الله عندما قلت أيضا إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق.
وتعرف الأخلاق بأنها القيم التى يمتلكها الفرد وتحكم تصرفاته وتصنف ما بين حميد وقبيح.. والأخلاق الحميدة هى الريح الطيبة الذى يرافق صاحبه فى كل مكان ويجذب الناس إليه بما يظهره من حسن الفعل والقول وهى ما تجعله محبوبا أيضا وترتقى به وتوجهه نحو الخير وتساهم فى تنقيته من العداء والبغضاء والأنانية والغيرة والكره والحسد.
أؤكد أن كل ما نراه من سلبيات فى المجتمع سببه فى الأساس هو غياب الأخلاق والقيم وأصول التربية السليمة فعدم انضباط الشارع والفوضى المرورية ترجع لعدم احترام قواعد المرور والاستهتار بأرواح المواطنين وتراكم القاذورات فى العديد من الأماكن ناتج عن سلوكيات المواطنين من ناحية وعدم قيام بعض المسئولين بواجباتهم الوظيفية.. ونجد انعدام الأخلاق والتربية السليمة بوضوح فى تسرب العديد من الطلاب فى مختلف مراحل التعليم. والنموذج الأكثر وضوحا فى المجتمع لغياب القيم والأصول أجده فى انتشار الفساد فى بعض مؤسسات المجتمع والذى تقوم به الدولة ببذل الجهد والأموال لمواجهته بكل حسم.. وأيضا عدم الانضباط فى العمل وعدم مراعاة الضمير فى معاملة المواطنين فى بعض المؤسسات الحكومية الخدمية.. والأمثلة كثيرة.
من منا لا يريد أن يعيش فى مجتمع تسوده المحبة والود والانضباط وتحمل المسئولية والوفاء والإخلاص والانتماء للوطن والحرص عليه.. كم أتمنى أن نعود للزمن الجميل بكل مكوناته الأصيلة التى تشبه التربة الجيدة التى نغرس فيها بذورنا لتنبت أحلى وأجود الثمار.

 


الكلمات الدالة

 

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة