إبراهيم عبد المجيد
إبراهيم عبد المجيد


مصر الجديدة :

سيناريوهات طلبة الجامعة

إبراهيم عبدالمجيد

السبت، 01 فبراير 2020 - 07:15 م

دعانى الدكتور الكاتب والفنان محمد شومان عميد كلية الإعلام بالجامعة البريطانية لأقوم بمناقشة وتحكيم سيناريوهات طلبة دفعة تخرج سمير سيف بالكلية. ثلاثة عشر سيناريو هى ما أنجزه الطلاب. الأفلام روائية قصيرة لا يزيد أى منها على خمس دقائق إلا ربما فيلما واحد وصل إلى سبع دقائق. أعجبنى أنه أمام كل سيناريو اسم المجموعة التى عملت وستعمل عليه، من كتابة سيناريو وانتاج وتصوير وديكور وإخراج سيتم يوما ما، ولعل الظروف تسمح لهم بظهور أفلامهم إلى النور فى جامعتهم. لقد اشتركت المجموعة كلها فى التفكير رغم أن كاتب السيناريو واحد أو واحدة بينهم. وجدت أنه قبل كل سيناريو مقدمة باللغة الإنجليزية حرصت على قراءتها، لا يقل بعضها عن عشرين أو ثلاثين صفحة، يتحدثون فيها عن مصدر فكرتهم، وكيف درسوها فى مراجع أجنبية وعربية ونبذة عن الفيلم وشخصياته. كان ذلك مهما لى لأقارن بين ما انتهوا إليه من تفكير وما كتبوه. أعجبنى الفيلم القصير» شيء من لا شيء « عن الكاتب الذى يقع فى هذه الحالة، وبصمتهم الجميلة أنه هنا بعد أن يبدأ الكاتب فى رواية جديدة، يجد «ليلي» الشخصية التى كان يبحث عنها، وتظل النهاية مفتوحة، فهو يناديها فتبتسم، وليس مهما أن نعرف هل هى أم أخرى. البصمة انه لم تفارقه الحالة رغم بدئه فى عمل جديد. من الأفلام الجميلة فيلم بعنوان «شبح الخلاص « عن العذاب الأبدى لسيزيف والحالة الوجودية للبشر. جرأة كبيرة أن يكون الفليم عن هذه الفكرة، فالعمال مقيدون فى أحد المصانع يعملون، والحوار نادر، والمؤثرات الصوتية للسلاسل وآلات العمل هى الحياة الواضحة، وحين يفكر أحدهم فى الهروب يعود مثل سيزيف كلما رفع صخرة إلى الجبل سقطت منه. وفيلم « كلب المصلحة «عن الموظف الكاذب الذى ضج المرتادون لعمله من كذبه، فواجهوه بأنه كاذب، فأقسم أنه لو كان كاذبا سيسخطه الله كلبا، وما انتهى حتى صار كلبا. تجسيد سريع فى أربع دقائق مثيرة وخارجة عن المألوف. وفيلم «عزيزتى ليلي» عن قصة قصيرة لإحسان عبد القدوس، وتصرفهم فى القصة التى حدثت أصلا فى باريس لتصير فى مصر. وفيلم «كن كان « المأخوذ عن قصة ليحى حقى وفيلم «العُنصر» عن جفاف المياه فى العالم فى لقطات لا تزيد على دقائق ثلاث. وخمس دقائق مع فيلم «إيه اللى حصل» المأخوذ عن كتاب ماذا حدث للمصريين. خمس دقائق منذ أيام الملكية حتى اليوم نرى الأزياء وشكل البيوت وشكل وحديث البشر، وهو فيلم اقرب إلى التسجيل، وكان يمكن ان يكون أطول وتسجيليا بامتياز. ضحكت مع فيلم «كالون خالو» وفيلم «وفاة كاراكيلا» وتوقفت مع اللقطة البارعة لفيلم «خيال آدم»، الذى لايدرك فيه الزوج وفاة زوجته فى غرفته ويستمر فى حياته، فى لقطات سريعة قصيرة باعتبارها حية. أو اللقطة البارعة لفيلم» 60% لتر» التى تفكر فيه الفتاة أن الماء يحيطها فيحيطها،أو فيلم «نور» الذى بعد حادث أليم حدث لأخته، يعيش كأنه هو أخته، ويكمل حياتها لدقائق فى شيزوفرينا مفاجئة. ومع سيريالية فيلم «طُعم» الذى يتساوى فيه الذكر والأنثى فى عدم الحصول على مايريدون من طعام، وحين يتمردون على النادل ويأتى لهم مايريدون، نجد النادل صار فتاة جميلة أو طفلا يعود بهم إلى الطبيعة النقية. أفكار الأفلام جريئة مفارقة وهامسة فى أكثرها، وهذا هو أهم ملمح فى السيناريوهات، وعليهم جميعا بدرجات متفاوتة دراسة فن السيناريو أكثر رغم معرفتهم الجيدة، وكيفية تقسيم المشاهد أو تتابعها أو توازيها أو تعارضها فلكل هذا معنى. أما حركة الكاميرا التى سجلوها مع نهاية كل سيناريو فهو أمر يحتاج وقتا طويلا، ولابد أنه أيضا متجاوز المعتاد، وكنت أفضل أن تذكر مع كل صفحات السيناريو وليست مستقلة إلا عند التنفيذ. كانت سعادتى كبيرة بجرأة الخروج على المألوف بكل بساطة فى سيناريوهات لا تتعدى الدقائق تعكس طموحا كبيرا. شكرا لهم ولكل أستاذتهم الجادين.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة