جلال عارف
جلال عارف


فى الصميم

من سيدفع ثمن الطلاق

جلال عارف

السبت، 01 فبراير 2020 - 07:20 م

وقع الطلاق، وأصبحت بريطانيا رسميا خارج الاتحاد الأوربي. ومع ذلك فسيبقى الطرفان لفترة طويلة يعانيان من آثار هذه الخطوة ويحاولان تجاوزها.
فى بريطانيا.. مازال الانقسام على حاله: فى يوم الحسم كانت الاستطلاعات تقول إن ٤٧٪ من البريطانيين كانوا ـ حتى آخر لحظة ـ يتمنون البقاء فى الاتحاد الأوربي، مقابل ٥٣٪ كانوا يحتفلون بيوم الـ«بريكست» ويأملون فى أن يكون بداية  بريطانيا الأقوى فى كل المجالات بعد أن تعالج الأخطاء الأوربية وتدفع فواتير الخروج.
بينما ـ على الجانب الآخر ـ تبدو المشاكل كبيرة والمخاوف اكبر من أن  تفقد بريطانيا الكثير وفى المقدمة مكانتها كمركز مالى عالمى لا مثيل له، وسوق أوروبا الذى يستوعب نصف ما تنتجه والذى لا يمكن ان تعوضه، السوق الامريكية التى وعد ترامب بأن يفتحها أمام بريطانيا فى إطار تحالف جديد يكافئها على «الخروج» من أوربا الذى لم يخف ترامب تشجيعه له منذ البداية.
ويبقى الخطر الأكبر فى تنامى التيارات الداعية للاستقلال فى اسكتلنده وإيرلندا وحتى ويلز، وكلها صوتت بغالبيتها الى جانب البقاء فى الاتحاد الأوربي، ومازالت ترى فى الـ«بريكست»  خطأ يهدد مصالحها.
فى المقابل ترى أوربا فيما حدث خطراً كبيراً حاولت جهدها تفاديه ووضع العراقيل أمامه حتى لا يكون بداية انفراط العقد الأوربي، مع تنامى اليمين المتطرف والدعوات الانفصالية التى تستغل المشاعر «القوية» الضيقة، وتحمل أوروبا مسئولية المصاعب الاقتصادية.
الرئيس الفرنسى ماكرون وصف خروج بريطانيا بأنه صدمة وانذار تاريخى لأوروبا كلها. لكنه دعا الى إعادة بناء مشروع أوروبى جديد مؤكدا الحاجة الى أوروبا الموحدة فى مواجهة الصين أو الولايات المتحدة.
رهان أوروبا كان على تحالف فرنسى  ألمانى يقود القارة العجوز ويعوض غياب بريطانيا، لكن اعتزال المستشارة «ميركل» القريب يجعل الأمور اصعب، ويشير الى أن ثمن الخروج البريطانى سيكون كبيرا على الجميع.

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة