الأحد، 02 فبراير 2020 - 06:34 م

بقلم/ د. ايمان حلمى

أثناء مطالعتى لتعليقات العديد من الأصدقاء على مواقع التواصل الاجتماعى أصابنى الإحباط لما رأيته من تعارض شديد فى الآراء ما بين المؤيد والمعارض على ما يحدث بالمجتمع المصرى فى الفترة الحالية وغياب ثقافة الحوار فيما بين أبناء الوطن الواحد، ليسوق لى القدر فى نفس اليوم اكتشاف سرب من النمل بشُرفة منزلى والذى يقبع خلف إحدى الفتحات الكهربائية بالشُرفة، لأجدنى أتابع مدى انتظام هذا السرب الممتد بطول الحائط حتى الفتحة الكهربائية الضيقة للغاية، ليثير انتباهى نملة تحمل قطعة ضئيلة جدا من الخُبز يبلغ حجمها أضعاف حجم هذه النملة وفى محاولات بائسة تحاول النملة أن تعبر بطعامها من خلال الفتحة الضيقة ولكنها تفشل، فتوقفت للحظات متابعة ما سوف يحدث لأجد نملة أخرى تأتى لمساعدة زميلتها وتفشل فتفاجأت بمجيء نملة ثانية وثالثة ورابعة وخامسة فى محاولات بائسة منهم لتمرير قطعة الخبز ولكن باءت كل هذه المحاولات بالفشل، فبدأت أشعر بالملل وذهبت لقضاء بعض الأعمال المنزلية ونسيت الموضوع برمته وأثناء دخولى للشرفة فى مساء اليوم التالى صُعقت لوجود النملة صاحبة قطعة الخبز وحولها العديد من النمل فى إصرار تام منهم على إتمام مهمتهم التى أنهوها فى صباح اليوم الثالث، ليستوقفنى هذا المشهد البسيط فى شكله، العظيم فى مضمونه والذى يتجلى فيه عظمة خلق الله ويضرب لنا أروع مثال فى الإصرار على النجاح والعزيمة التى لا تتزعزع والتعاون بين أبناء النسيج الواحد الذى لا يكتمل النجاح بدونه.
    إلى أبناء وطنى الحبيب شعب مصر العظيم، لا يوجد وطن على وجه الأرض لا يواجهه أزمات ومعوقات، ولكن بإصرارنا على النجاح، والأهم من ذلك بتعاوننا معاً دون الإلتفات لأى عدو يسعى لتفريقنا، نبنى وطنا يُشار له بالبنان.
    لقد ضرب الله لنا مثلا بمخلوق بسيط مثّل لنا أروع معانى الصبر والمثابرة على تحقيق هدفه، ليعطى لنا الأمل فى غد مشرق لمصرنا الحبيبة.
مدرس الإعلام بأداب كفر الشيخ