نادر غازي
نادر غازي


بتأنٍ

السلطان الإنسان

نادر غازي

الأحد، 02 فبراير 2020 - 06:44 م

"الصحافة مسئولة عن كل حرف يكتب بها، والصحفى جندى لا ينام الليل والنهار من أجل مهنته، ومن اعتنق الصحافة طريقاً اعتنق التوجيه وتدوير الرأى العام، وإفراح الناس قبل إفراح نفسه".. كلمات قالها المغفور له السلطان قابوس بن سعيد طيب الله ثراه، عام 1971م، فى أول حوار له مع صحفى عمانى كان وقتها نصر بن محمد الطائى رئيس تحرير الوطن العُمانية والتى تعد أول صحيفة تُصدر فى السلطنة.. كلمات السلطان قابوس رحمه الله منهاجاً صريحاً وواضحاً للصحافة فى كل ربوع العالم، فكم من متاعب فى تلك المهنة، وقليلون من يستطيعون تحملها.
لُقب السلطان قابوس بألقاب عديدة، وفى وجهة نظرى المتواضعة، أفضل ألقابه هو "السلطان الإنسان".. حيث أعطى الأولوية لبناء المواطن، وأعد جيلاً من أبناء وطنه فى مختلف المجالات، وسخر كافة الإمكانيات للنهوض بهذا المواطن وكذلك المجتمع تعليمياً وصحياً واجتماعياً، وكان السبب إعداد كوادر وطنية متخصصة ومدربة على أحدث المستويات الممكنة فى كل المجالات لتتولى القيام بالدور الأكبر فى صياغة وقيادة وتوجيه برامج وخطط التنمية الوطنية.. وهو ما يحدث الآن.
ومن أبرز ما بناه السلطان قابوس فى بلاده أيضاً، سياسة "الدبلوماسية الهادئة"، التى أصبحت نهجاً منذ بداية النهضة العُمانية، فى التعبير عن المواقف بشيء من التحضر، بعيداً عن ردة الفعل السريعة التى عادة ما تأخذ المواقف السياسية للدول إلى مساحات بعيدة عن المعالجة.. وفى المواقف الشرسة كانت السلطنة "تغضب ولكن بصمت"، وتتعامل مع الجميع فى أشد المواقف بـ "لطف".. وهذه الدبلوماسية الناعمة كانت كفيلة أن تتخطى العديد من الصعاب، وتبقى حبال الود قائمة وغير مقطوعة، واستطاعت أن تجعل كثيرين يراجعون مواقفهم ويتراجعون عنها.. ولو بعد حين.
استطاع السلطان الراحل على مدار 5 عقود مضت بناء صرحاً عظيماً، وأسس لدولة المستقبل "عُمان العصرية" المستوفاة للشروط، والتى تنتظر غداً مشرقاً مع السلطان هيثم بن طارق سلطان عُمان، وهو يقود مسيرة النهضة إلى مرحلة جديدة من البناء والعمل باتجاه مواصلة التطلعات فى التطوير والتحديث.. وهو ما سيساعد فيه كافة العمانيين بكل طاقاتهم.

 

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة