وليام والاس
وليام والاس


استقلال اسكتلندا.. هل يرى حلم وليام والاس النور على أعتاب «بريكست»؟

أحمد نزيه

الأحد، 02 فبراير 2020 - 07:48 م

أدارت بريطانيا ظهرها لأوروبا، وعبرت بحر المانش بسفينتها التي لم تعد لترسو في ميناء بروكسل، بعد أن خرجت بلاد الإنجليز من التكتل الأوروبي الأكبر في أوروبا (الاتحاد الأوروبي)، بدءًا من شهر فبراير الجاري.

هذا الخروج وإن تحقق بعد مباحثات عسيرة دامت لنحو عامين ونصف العالم، إلا أن أوقد شعلةً لا يزال لهيبها مكنونًا يترقب الشرارة التي ستجعله يتوهج مجددًا، وهنا يتعلق الأمر باستقلال اسكتلندا عن بريطانيا، في ظل رغبة الأخيرة في البقاء داخل بوتقة الاتحاد الأوروبي.

حلم والاس

وحلم استقلال اسكتلندا عن بريطانيا ليس وليد اللحظة أو العصر الحديث، فقبل أكثر من سبعة قرون من الزمن، قاد المحارب الاسكتلندي الشهير وليام والاس نضالًا بدءًا من عام 1297 ضد حكم ملك بريطانيا أدوارد الأول، انتهى هذا النضال بإعدامه عن طريق ضرب عنقه في أغسطس عام 1305 ، بعد تعذيبه بوسائل عدة لإجباره على طلب الرحمة والحصول على موتٍ سريعٍ دون أن يسبقه عذاب.

وكان حلم والاس أن يرى اسكتلندا محررةً من حكم بريطانيا، وناضل من أجل هذا الحلم، الذي أُخمد بإعدامه عام 1305.

قصة الأمس البعيد ستختلط مع الواقع، الذي يقول إن اسكتلندا عازمةً على المضي قدمًا في تنظيم استفتاءٍ جديدٍ لتقرير المصير.

تصويت البرلمان الاسكتلندي

فبالتزامن مع تصويت البرلمان الأوروبي لصالح الموافقة على اتفاق خروج بريطانيا من التكتل الأوروبي، والذي كان في 29 نوفمبر، كان هناك تصويتٌ يسير في اتجاه آخر، حين صوّت البرلمان الاسكتلندي لصالح إجراء استفتاءٍ جديدٍ على الاستقلال عن بريطانيا.

ويحتاج هذا الاستفتاء المحتمل إلى العديد من الصلاحيات قبل أن يتم ومنها موافقة الحكومة البريطانية عليه.

وأجازت بريطانيا في عام 2014 استفتاء انفصال اسكتلندا عنها، وأجرت اسكتلندا في يونيو عام 2014 استفتاءً لتقرير المصير، رعته بريطانيا، بيد أن الاسكتلنديين اختاروا البقاء داخل المملكة المتحدة بنسبة 55% مقابل تأييد 45% فقط لمساعي الانفصال.

لكن هذا التصويت كان قبل أن تشرع بريطانيا في تنظيم استفتاءٍ حول الانفصال عن الاتحاد الأوروبي، والذي صوّت خلاله البريطانيون لصالح الخروج من التكتل الأوروبي بنسبة مئوية كانت أقل من 52%.

وخلال هذا التصويت، كانت نتائج اسكتلندا مغايرة لذلك، فرغب 62% من الاسكتلنديين في البقاء داخل الاتحاد الأوروبي، مقابل 38% رغبوا عن ذلك، وفضلوا خيار الانفصال عن التكتل الأكبر في القارة العجوز.

سيطرة قومية في الانتخابات

وفي شهر ديسمبر الجاري، أجرت بريطانيا انتخاباتٍ تشريعيةٍ لمجلس العموم (البرلمان)، تمكن خلالها حزب المحافظين بزعامة جونسون في تحقيق أغلبيةٍ مريحةٍ في هذه الانتخابات، بتحقيق أكثر من 42% من مقاعد البرلمان.

ولكن في الجهة المقابلة، حقق الحزب القومي الاسكتلندي، المنادي بالاستقلال، 48 مقعدًا من أصل 59 مقعدًا لاسكتلندا في البرلمان البريطاني في الانتخابات مما دفع رئيسة وزراء اسكتلندا نيكولا ستيرجن إلى تجديد مطالبها بإجراء استفتاء آخر على الاستقلال، وذلك بعد أن أبانت في وقتٍ سابقٍ عن خطةٍ لاستفتاءٍ ثانٍ في عام 2021.

فهل يرى أحفاد وليام والاس حلم الدولة المستقلة لاسكتلندا حقيقةً هذه المرة، أم أن بريطانيا ستقف سدًا منيعًا في مواجهة فكرة الانفصال، التي ستكون ضربة قاصمة وإحدى أبرز خسائر بريطانيا من الخروج من التكتل الأوروبي؟

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة