السيد النجار
السيد النجار


يوميات الأخبار

أسامة هيكل.. والمهمة الشاقة

بوابة أخبار اليوم

الأحد، 02 فبراير 2020 - 08:01 م

السيد النجار

الرئيس حدد الداء وقدم روشتة العلاج، مؤكدا على أهمية عرض كافة الاتجاهات والأطياف السياسية.. والأطلاع على الرأى والرأى الآخر

كتبت فى يوميات سابقة كما كتب غيرى كثيرون للمطالبة بعودة منصب وزير الإعلام.. كان الهدف كيف نحقق التوأمة بين كل أشكال الآلة الإعلامية.. وكيف تصل برسالتك إلى الناس.. وكيف تكون مقنعا بشرح الإنجاز والرؤية مع تحديات هائلة تواجه الإعلام والوطن. والأهم تنمية الوعى والإدراك بهذه التحديات بيننا داخل الوطن وحولنا بالمنطقة والعالم.. بوضوح.. هى مهمة رؤية وإبداع ومهنية لا يصلح معها منطق مقلوب أننا عملنا المطلوب.. أو ليس فى الإمكان أبدع مما كان.. نريد رسالة إعلامية تخرج من العقل والقلب وتصل إلى قلب وعقل المتلقى بصدق وثقة. وعلى الضفة الأخرى يوجد التحدى الأكبر.. فيضان إعلام مضاد. وفضاء الكترونى لشبكات التواصل الاجتماعى والنتيجة سيل من الأكاذيب والشائعات ودعوات اليأس والإحباط.. هذه الحالة برمتها أدت إلى ما عبرت عنه بأسوأ حالة يعيشها الإعلام.
كان من الضرورى وجود وزير للإعلام كخطوة أولى.. وعقب أداء الوزارة الجديدة لليمين.. ثار لغط لايقدم ولايؤخر، اهتم بالشكل أكثر من المضمون.. آثرت التأنى فى التعقيب، رغم سعادتى المزدوجة بعودة المنصب واختيار الاعلامى والكاتب الصحفى أسامة هيكل لتحمل هذه المسئولية. كان للتأنى مبرران.. أولهما شخصى، خشية أن يبدو الأمر مجاملة أو طوفان تهنئة. وقناعتى أن من يتولى مسئولية، أيا كان موقعها أو حجمها، فهو يستحق الشفقة والدعاء، وليس التهنئة والتحيات. فماذا عن الأمر أمام هذه المسئولية متشابكة الأطراف والثقيلة فى الأهداف. وثانى المبررين للتأنى هو الموضوع.. فكان لابد من الانتظار  عملا بقول الإمام الشافعى.. تحدث حتى أراك. ننتظر لنرى الهدف الذى تراه الدولة. والرؤية التى يعرضها الوزير وبالفعل حدد الرئيس الهدف وعرض الوزير الرؤية خلال الإجتماع الذى حضره رئيس الوزراء. ولن أزايد عليه بالحديث أو التوضيح أكثر مما جاء فى تصريحات المتحدث الرسمى للرئاسة عقب الإجتماع. تكليفات الرئيس تعد برنامجا شاملا.. حدد الداء وروشتة العلاج. ووضع يده على الوجع عندما أكد على أهمية عرض كافة الأراء والاتجاهات واطلاع الرأى العام على الرأى والرأى الآخر. وهو ترسيخ لقناعة الرئيس بالصدق والصراحة والوضوح وإيمانه بمساحة الحرية، وأن أبناء مصر جميعهم وطنيون، ومن حق المواطن التعبير عن رأيه، وأن الموضوعية وترسيخ مفاهيم الانتماء والبناء فى إطار يشمل الجميع. وهو ما أكد عليه الوزير بسياسة إعلامية تهدف إلى مزيد من الانفتاح على كافة القوى والأطياف السياسية.
كما كلف الرئيس عبد الفتاح السيسى الوزير أسامة هيكل، بقضية.. كثيرا ما كانت تحتاج إلى ثوابت واضحة، لتحقيق التنسيق والتناغم داخل المنظومة الإعلامية، والمؤسسات الوطنية المنظمة للصحافة والإعلام فى مصر.. وهنا.. إلى من سارعوا بالحديث عن مسئوليات الوزير الجديد وحدود عمله.. وللأسف بينهم من يشغل منصبا كبيرا فى العمل الإعلامى.. هذا التكليف يعنى المسئولية الكاملة للوزير.. لاحدود لها..إعلام الدولة «ماسبيرو» والخاص من قنوات فضائية وإذاعية.. أو صحافة قومية أو حزبية وخاصة.. الرجل مسئول عن مهمة مايسترو ضبط الإيقاع لجميع أعضاء الفرقة.. حريتهم فى الإبداع ولكن دون نشاز.. والنشاز هنا، لا تعنى تقييد الحريات بقدر ما هو ضبط الأداء.
خبرات كبيرة
إذا ما تحقق هذا، بالتأكيد سوف ينجح الإعلام، ويعكس ما أكده الرئيس بأهمية دور الإعلام فى تشكيل وعى المواطن، وترسيخ القيم والثوابت المجتمعية ومكافحة الفكر المتطرف، والتوعية بالمشروعات القومية والتنموية.. ولكن كيف يتحقق ذلك.. تلك هى المهمة الثقيلة أمام الوطن، والشاقة لوزير الإعلام، وهنا الحديث عن الترحيب باختيار اسامة هيكل لهذه المهمة. فى معين الرجل سنوات طويلة من الخبرات.. وتنوعها.. له تجربته الكبيرة فى الكلمة المكتوبة من خلال عمله الصحفى، حتى أصبح رئيسا لتحرير جريدة الوفد.. ومخزون خبرته الواسعة حيثما كان وزيرا للإعلام فى مرحلة لم تكن الأسهل عما نحن فيه ونجح فى قيادة الدفة باقتدار. كما يتمتع اسامة هيكل بباع فى التأثير الوجدانى للفن والإعلام بطبيعة شخصيته القارئة المثقفة، ومن خلال عمله كرئيس لمدينة الإنتاج الإعلامى. وفى اعتقادى أن الأهم، سعة خبراته الإنسانية والإلمام بكافة قضايا الوطن كرئيس للجنة الثقافة والإعلام بمجلس النواب. وهى الأقرب لتشابك العلاقات المهنية والإنسانية والأكثر تشابها مع الوسط الإعلامى، ويتداخل مع كل هذه الخبرات، قناعته الشخصية بحرية الإعلام وقيمة الاختلاف فى الرأى.
دولة العلم والعملة
١٤ مايو ١٩٤٨، ٢٨ يناير ٢٠٢٠..  أعظم تاريخين فى حياة إسرائيل، الأول نشأة الدولة ومباركة ترومان الرئيس الأمريكى لها.. والثانى حصول نتنياهو على الصك الأمريكى بترسيخ الاحتلال الإسرائيلى للأراضى الفلسطينية والعربية.. الأول كان تاريخ النشأة والتكوين، والثانى تاريخ الهيمنة فى المنطقة. الخطة التى أعلنها ترامب ونتنياهو فى واشنطن يوم الثلاثاء الماضى. تحت عنوان «خطة ترامب للسلام»، هى بالفعل صفقة ولكن لإسرائيل.. وضعها نتنياهو.. وكتبها كوشنر.. كما قلت قبل ذلك فى جلسة عائلية بمنزل والد كوشنر،، صهر ترامب وكبير مستشاريه. ثم جاء ترامب ليضع صكه عليها..  وبكل «...» يدعو الطرفين الإسرائيلى والفلسطينى للتفاوض حولها. على أى شىء التفاوض، الإسرائيليون، وضعوها وبدأوا منذ عامين تنفيذها. ولا يبقى إلا أذعان الفلسطينيين للقبول بالحياة فى مدينتين، رام الله، وغزة وانسوا حكاية الدولة وخذوا شوية فلوس سوف تدفعها لكم الدول الثرية بالمنطقة. الخطة أعدها الإسرائيليون، فى ساعة، جلسوا وحددوا مطالبهم.. ومضت ٣ سنوات من الحديث عنها، لم يكن سوى التشويش الخديعة ليبدو الأمر وكأن هناك صفقة.. اتفقوا على لا دولة فلسطينية، لاسيادة على البر والبحر والجو،لا علاقات مع دول، حق القوات الإسرائيلية فى دخول المناطق الفلسطينية فى أى وقت كإجراءات أمنية. وقبل كل هذا وذاك.. القدس عاصمة لإسرائيل، ولاعودة للاجئين.. ولكن قد يبقى للفلسطينيين حق أن يكون لهم علم وعملة نقدية..؟!
المرأة والقصر
ما المبرر للتمرد على حياة الشهرة والقصور بكل مافيها من مظهر الرفاهية..؟
ماذا يدعو انسان لأن يقلب حياته رأسا على عقب..؟ هل هو الحب.. هل الثورة على التقاليد القاسية التى تحد من حياة الإنسان الطبيعية.. هل التكوين النفسى وصفات الشخصية.. أم هى المرأة القاسم.. وكما يقولون.. ابحث دائما عن المرأة! ها هو الأمير هارى يسير على خطى والده الأمير تشارلز وجده الأمير فيليب الثامن.. القاسم المشترك بينهم المرأة.. الأمير فيليب الثامن تخلى عن العرش حتى يتخلص من القانون والكنيسة اللذين يمنعان زواجه من المطلقة الأمريكية سيميسون.. تخلى عن كل شيء وهجر القصر، ليعيش مع محبوبته بعيدا عن العائلة المالكة.. وقال الحب أغلى من كرسى العرش.. والأمير تشارلز الابن للملكة اليزابيث تمرد على زوجته أميرة القلوب الأميرة ديانا.. حول حياتها إلى جحيم، وتفرغ لقصة عشقه من المطلقة الإنجليزية كاميلا حتى تم طلاق ديانا. وها هو الأمير هارى الابن الأصغر لتشارلز وديانا، يعلن بالاتفاق مع زوجته الأمريكية ميجان تخليه عن مهامه كعضو فى العائلة المالكة، واستقلاله بحياته وزوجته كمواطن من عامة الناس.. تسبب هارى فى ربكة وحزن لدى العائلة الملكية. ولم تسلم زوجته ميجان من هجوم الصحافة البريطانية واتهامها بأنها كانت وراء القرار. وطالبوه بالعودة إلى رشده.. وأصر الأمير.. وأخذت العائلة قرارها.. تجريده من الألقاب الملكية، وقف المخصصات المالية الشهرية من القصر، دفع نفقات فرحهما ٢٫٤ مليون جنيه استرلينى.
وصل هارى وزوجته إلى كندا للحياة فيها.. وبعد فترة استجمام سيبدأ مشوار البحث عن وظيفة. فرصته أكبر من زوجته قد يجد وظيفة موظف علاقات عامة، مثل لاعبى الكرة.. أو مكانه محجوز لغسيل الأطباق مع زوجته التى يبدو أنها ستعود لعملها الأول «نادلة» فى مطعم.
هل اتخذ الأمراء الثلاثة فيليب وتشارلز وهارى القرار الصح. أم وجود المرأة طرفا ثانيا، يدعوك للقول مباشرة.. ابحث عن المرأة!
همس النفس
لا أهوى عشق الذكريات.. فالزمان.. أمسه وحاضره لايكون إلا بسواك.. ولا صبر لى على فراق إلا شوق اللقاء.. نسيت كل لوم وعتاب.. ولا ذكرى عندى إلا لغة الهوى فى عينيك.. حين كان صمتى صرخة.. أهواك.. وحين كان للبشر.. جلهم.. لغة تنوعت فيها المعانى وتعددت رموز المفردات.. ولنا لغة صمت لاتحتويها الكلمات.. غاب حضورك الطاغى، لكنك ساكنى.. لا بُعد المسافات ينسينى، ولا الفراق يثنينى.
>>>>
التغابى.. استعداد مسبق للخسارة، مقابل ابتسامة تهكم، لايراها سواك، اثناء استعداد غيرك بأنه من يضحك عليك.. التغابى ضرب من الاناقة الروحية، فى مواجهة صفاقة تتذاكى.
إحلام مستغانمى

 

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة