صورة ارشيفية
صورة ارشيفية


قصص وعبر| المسترجلة.. والنحيف

علاء عبدالعظيم

الأحد، 02 فبراير 2020 - 08:16 م

خطواته وئيدة كخطوات السلحفاة، ساقاه هزيلتان، منحن الظهر، يبدو كعجوز ضعف بصره، ووهن، وخارت قواه، وجهه أشقر انتشرت فيه  نقاط نمش، ويعلوه مسحة حزن دفين يحملق بعينيه في خجل كأنه عليل أنهكه المرض، وكاد أن يسل جسده.

هكذا كان حال الزوج النحيف داخل محكمة الأسرة الذي تقدم برفع دعوى تطليق من زوجته التي وصفها بـ "المسترجلة"، حيث استغلت ضعف جسده، وتتعمد إهانته والاعتداء عليه بالضرب أكثر من مرة.

وبوجه يشوبه حمرة الخجل، والكسوف، وبصوت يشوبه ألم وغصة يروي مأساته أمام أعضاء هيئة مكتب تسوية المنازعات بمحكمة الأسرة قائلا: "من الطبيعي أن تتوجه المرأة إلى محكمة الأسرة برفع دعوى طلاق من زوجها بسبب اعتداءه عليها بالضرب، لكن الأمر مختلف بالنسبة لي، حيث زوجتي نشأت وترعرعت بين أشقاءها الذكور مما تسبب في ارتفاع طاقة الذكورة لديها، وبعد زواجي منها بدأت تفرض رأيها وتتحكم في زمام الأمور في كل صغيرة وكبيرة، وأصبحت لا أشعر بدوري كزوج أو رجل البيت، ونشبت بيني وبينها مشاكل عديدة، وفوجئت بها تنقض علي كالوحش وتشل حركتي وتسدد لي الضربات المتلاحقة مستغلة بذلك ضعف جسدي، ومقارنة بحجم جسدها لا أستطيع الدفاع عن نفسي، حتى أمام طفلي الصغير ين، الأمر الذي اضطرني للاستشهاد بالجيران أكثر من مرة، وتعمدها إهانتي المتكررة أمامهما، وأمام عائلتي، وأصدقائي".

وبصوت متحشرج قال: "لقد قمت بتحرير عدة محاضر ضدها، وتقارير طبية توضح إصابتي من جراء الاعتداء علي بالضرب، وكان يتدخل الأهل والأصدقاء في محاولة لتهدئة الأمور، وبعد وعود بحسن معاشرتي،  وعدم إهانتي، ومعاملتي كزوج لم أجد أمامي غير التنازل والتصالح حفاظا على طفلي الصغير ين، لا تمر إلا أياما حتى تعود إلى إهانتي والاعتداء علي بالضرب، متناسية وعودها أمام الأهل، أثقلت رأسي بالتساؤلات وخوفا من شبح السجن حيث لو قمت بتطليقها لم أملك مؤخر الصداق، أو مبلغ قائمة المنقولات حيث أنني أعمل أعمال حرة وليس لي دخل ثابت، وخوفي من رد فعل عائلتها".

وأنهى الزوج النحيف حديثه: "لم أعد أحتمل لسانها السليط، وفاض بي الكيل لذا لجأت إلى القضاء على أمل أن أتحرر من العيش معها، وأخذ تعهد بعدم التعرض لي منها ومن عائلتها في حال حكم المحكمة بالطلاق". وتم إرسال إعلان الزوجة لسماع أقواله.

 

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة