عبدالقادر شهيب
عبدالقادر شهيب


شىء من الأمل

إردوغان يغامر والعالم يصمت

‬عبدالقادر شهيب

الإثنين، 03 فبراير 2020 - 07:14 م

أكثر من سبب دفع الرئيس التركى إردوغان لأن يجاهر علنا بخرق ما التزم به فى مؤتمر برلين الخاص بليبيا، وهو التوقف عن التدخل عسكريا فيها، سواء بإرسال أسلحة ومعدات عسكرية او إرسال عناصر من تنظيمات ارهابية سورية إلى الارآضى الليبية.. بينما لا يوجد سبب واحد مقبول لعدم تحرك أحد دوليا لوقفه ومنعه من هذا التدخل العسكرى فى ليبيا والمرفوض من اَهلها !


فإن الرئيس التركى أخفق مؤخرا فى جذب الجزائر إلى صفه، مثلما حاول من قبل مع تونس وفشل.. فقد ظلت الجزائر رغم ميلها إلى جانب حكومة الوفاق رافضة لأى تدخل عسكرى أجنبى فى ليبيا، وبالتالى غير مرحبة بما يفعله إردوغان.


كما الرئيس التركى خسر دعما تصور أنه حظى به من روسيا لحماية حليفه السراج فى ليبيا عندما دعت موسكو إلى وقف لإطلاق النار فى ليبيا ووافقت على مشاركة تركيا فى مراقبة تنفيذ ذلك، وهو ما رفضه حفتر ولم تجبره موسكو على القبول بذلك كما كان يأمل إردوغان.. بل إن الرئيس الروسى بوتين وافق بعدها فى برلين على وقف التدخل ألعسكرى الأجنبى فى ليبيا ونزع أسلحة المليشيات المسلحة.. والأكثر من ذلك فإن علاقات تركيا مع روسيا الآن يشوبها التوتر الشديد بسبب أدلب والدعم العسكرى الروسى للجيش السورى فى زحفه عليه من اجل الإجهاز على ما تبقى من عناصر المليشيات المناصرة لتركيا وفى مقدمتها جبهة النصرة.


وفوق ذلك فإن إردوغان حاول استغلال انشغال العالم الآن بمواجهة خطر فيروس كورونا الذى يصيب كل يوم الآلاف من البشر، وانشغال الإقليم بصفقة القرن الأمريكية التى اعلنها الرئيس الأمريكى ترامب فى حضور وترحيب نتانياهو بها.. ولذلك لم يكن مصادفة أن يرسل إردوغان بعدها مباشرة رتلا من الدبابات والعربات المدرعة للسراج وميليشياته فى حماية غواصات تركية ادعى انها فى مهمة لحلف الناتو وهو ما نفاه المسئولون عن الحلف.


كل ذلك يفسر لماذا أقدم إردوغان على خرق قرارات موءتمر برلين التى تظاهر بالموافقة عليها فى حينه أمام اجماع بقية المشاركين فى المؤتمر عليها.. فقد شعر بأنه سوف يخسر الورقة الليبية التى يلعب بها الآن للسطو على ثروات الغاز فى شرق المتوسط، او على الأقل لمشاركة أصحابها فى اقتسامها والحصول على نصيب منها لذلك يسعى للتمسك بها بما يفعله.. أما الذى لا يوجد له تفسير مقبول فهو هذا السكوت الدولى، باستثناء فرنسا، على ما يقوم به إردوغان فى ليبيا الآن والذى من شأنه القضاء على فرص الحل السياسى فيها !.. فبينما الرئيس التركى مستمر فى تزويد السراج وميليشياته بالأسلحة المدرعة والعناصر الإرهابية القادمة من سوريا، فإن واشنطن تحتفظ بالصمت، بينما أوروبا تفكر فى بحث اتخاذ موقف أوروبى موحد لتنفيذ حظر الأسلحة لليبيا فى منتصف شهر مارس المقبل، اى بعد ان يكون إردوغان قد أغرق طرابلس بالأسلحة والإرهابيين فعلا.. اما المبعوث الدولى لليبيا غسان سلامة فهو اكتفى بتصريحات عامة تتحدث عن خرق قرار حظر توريد السلاح إلى ليبيا، دون تحديد من يقوم بذلك، رغم أن إردوغان يقوم به علنا، بل ويتفاخر به، والأهم دون الذهاب إلى مجلس الأمن لبحث مساءلة وحساب من يخرق هذا الحظر بهذا الشكل، رغم ان احد قرارات برلين كان يقضى بصياغة آلية دولية عبر الأمم المتحدة لتنفيذ هذا الحظر على ارض الواقع ومعاقبة من يخرقه.. وهكذا كل ما يحدث الآن يؤكد القناعة المصرية بأنه لا حل للأزمة الليبية إلا بالقضاء على المليشيات المسلحة فيها ووقف التدخل الأجنبى فى شئونها.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة