أسامة السعيد
أسامة السعيد


خارج النص

يا مولانا.. رفقا بعقولنا!

د. أسامة السعيد

الإثنين، 03 فبراير 2020 - 07:26 م

لا أريد الخوض فى قضية تحديث الخطاب الديني، ولا التعليق على مساجلة الإمام الأكبر د.أحمد الطيب، ورئيس جامعة القاهرة د. محمد عثمان الخشت، فهذا أمر أكبر من أن تحويه سطور المقال المحدودة، ولكننى أسوق مثالا واحدا للإصلاح المطلوب، سموه تجديدا للخطاب، أو تطويرا للفكر الديني، أو أيا ما شئتم من تسميات، فالأسماء لا تعنينى بقدر ما يهمنى جوهر الأشياء، وهو فى تقديرى إعادة الاعتبار لقيمة العقل، والحذر فى استخدام الدين كوسيلة لتوجيه مشاعر الناس، ولا أقول التلاعب بها.. والمثال الذى أسوقه هنا وقع فى خطبة الجمعة الماضية، عندما خصص إمام المسجد - وهو للعلم أزهرى وربما لديه درجة جامعية - قسطا غير يسير من خطبته للدعاء على الصين، وإقناع المصلين - وهم من مستويات اجتماعية وثقافية شتى- بأن ما تشهده الصين من انتشار لفيروس كورونا القاتل ليس سوى عقاب إلهى على اضطهادها لأقلية الإيجور المسلمة، وأن هذا هو حال كل من يظلم المسلمين!
وبعيدا عن الخوض فى تفاصيل قضية مسلمى الإيجور، وإن كان ما يصلنا عنها به تهويل أو تهوين، لكن ما يعنينى مجموعة من الأسئلة ينبغى الإجابة عليها قبل أن أردد كلمة آمين وراء الخطيب وأنا مطمئن القلب، مرتاح الضمير.. أول تلك الأسئلة أن ذلك الفيروس القاتل وصل حتى كتابة هذه السطور إلى أكثر من ٢٨ بلدا، منها دول عربية ومسلمة لا تضطهد المسلمين، فهل هذا أيضا عقاب إلهي؟!
السؤال الثاني: لماذا لم تصب دولة مثل إسرائيل، وهى أكبر مغتصب لحقوق المسلمين، ومنتهك لمقدساتهم وحرماتهم بهذا الفيروس القاتل، ألم تكن إسرائيل أولى بذلك العقاب الإلهي، لو كان المعيار هو تحرك السماء للانتقام من كل مَن يظلم المسلمين؟!
السؤال الثالث وربما هو الأصعب والأكثر جدلا، هل نحن - كمسلمين- نستحق تلك المساندة المباشرة من السماء، ونحن الذين نضيع كل يوم مبادئ ديننا ومقاصد شريعتنا بتلاعبنا بها وعدم أخذنا بأسباب العلم والقوة الشاملة والبحث عن مصلحة الناس، قبل أن نرفع أكفنا لنطلب العون من السماء.. رفقا بعقولنا.. ورفقا بدين الله!!

 

 

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة